أولياء أمور يشتكون ضعف الخدمات المقدمة للمصابين بالتوحد

بلادنا الخميس ١١/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
أولياء أمور يشتكون ضعف الخدمات المقدمة للمصابين بالتوحد

مسقط - سعيد الهاشمي
تصوير - طالب الوهيبي

اشتكى أولياء أمور المصابين باضطراب طيف التوحد من تأخر التشخيص وقلة الدعم وضعف الخدمات المقدمة وعدم وجود مراكز تأهيل قادرة على تنمية مواهب أطفالهم.
وذكرت وزارة التنمية الاجتماعية أن هناك 86 أخصائياً في مجال تأهيل اضطراب طيف التوحد لتقديم الرعاية لهؤلاء المصابين.
جاء ذلك في حلقة نقاشية حول واقع مصابي اضطراب طيف التوحد نظمها مجلس الشورى امس بحضور مسؤولين من جهات الاختصاص واولياء امور المصابين باضطراب طيف التوحد.
وتشير الإحصائيات الى أن 27 % من حلات التوحد المشخصة في مستشفى جامعة السلطان قابوس مرتبطة بمتلازمات جينية.
وقال وكيل وزارة التنمية الاجتماعية سعادة د. يحيى بن بدر المعولي إن هناك تأخرا في طرح هذا الموضوع على المستوى التخطيطي، ترتب عليه تأخر على المستوى التنفيذي.
وأضاف أن ندرة الأخصائيين ليست فقط على المستوى الوطني بل على المستوى العالمي، وقال: "نحن متفقون أن العدد غير كاف".
وأشار إلى أن وزارة التعليم العالي خصصت 50 بعثة سنويا لمن يريد أن يتخصص في مجال الإعاقة وطيف التوحد، إلا أن الوزارة تؤكد أنه إما أنه لا يتقدم أحد لهذه التخصصات أو أنه حينما يذهب الطالب العماني إلى مقر الدراسة فإنه يغير التخصص.
في بداية الجلسة تم عرض فيلم قصير حول "اضطراب طيف التوحد"، ثم قدمت وزارة التنمية الاجتماعية ورقة عمل بعنوان "خدمات وزارة التنمية الاجتماعية المقدمة في مجال التأهيل لحالات اضطراب طيف التوحد" قدمها هلال بن محمد العبري الذي أشار خلالها إلى أن الوزارة تقدم لهذه الحالات عددا من الخدمات من خلال مراكز الوفاء لتأهيل الأطفال المعاقين. ويبلغ عدد الملتحقين بهذه المراكز (300) حالة إضافة الى (46) مسجلين حديثاً وجار العمل على إلحاقهم بالمراكز.
وبين أن الوزارة وفرت (147) أخصائيا في مجال الإعاقة في مختلف التخصصات المهنية منهم (86) أخصائيا في مجال تأهيل اضطراب طيف التوحد و(164) من الفنيات العمانيات اللواتي يعملن في مجال التربية الخاصة في تلك المراكز. ويتخصص منهم (37) في مجال اضطراب طيف التوحد.

مقاربة صحية

أما الورقة الثانية فقد تحدثت عن "التوحد: مقاربة صحية" وقدمها مدير عام الرعاية الصحية الأولية بديوان عام وزارة الصحة وعضو الهيئة التنفيذية بمجلس وزراء الصحة لدول الخليج العربي د. سعيد بن حارب اللمكي.
واستعرض اللمكي خلال الجلسة منهجية عمل إدخال خدمة اضطرابات طيف التوحد في الخدمات الصحية بحسب ما أوصت به منظمة الصحة العالمية، والتي منها إعداد السياسات والاستراتيجيات والبرامج والقوانين الوطنية بشأن احتياجات المصابين باضطرابات طيف التوحد، حيث أكد اللمكي أن الإطار العام لإدخال الخدمة يأتي ضمن أولويات وزارة الصحة إلى جانب ما اشتملت عليه الخطة الخمسية التاسعة، بالإضافة إلى استحداث قسم يعنى بذوي الإعاقة ضمن الهيكل الجديد.
وحول تخصيص ميزانية في كل القطاعات المعنية تتناسب مع الحاجة البشرية والموارد الأخرى المحددة اللازمة لتنفيذ الخطط والإجراءات المسندة بالبيانات والمتفق عليها، أوضح اللمكي أنه لا يوجد في الوقت الحالي ميزانية مخصصة لهذا الأمر، وبناءً على منهجية عمل الخطة الخمسية التاسعة بربط تنفيذ البرامج الصحية بتوافر الدعم المالي.

الواقع والمأمول

وتحدث الأستاذ المشارك والطبيب بقسم طب الأسرة والصحة العامة بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس ورئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد د. يحيى بن محمد الفارسي في ورقته التي قدمها بعنوان "التوحد: الواقع والمأمول"، عن بعض حالات اضطراب طيف التوحد ومعاناتهم ومدى حاجتهم إلى التأهيل المناسب، وأوضح أن جامعة السلطان قابوس قامت بدراسة توصلت من خلالها إلى أن النظام الصحي بالسلطنة يستطيع أن يكشف حالة واحدة من أصل 10 حالات لاضطراب طيف التوحد.
وقدمت وزارة التربية والتعليم ورقة عمل حول جهود الوزارة في مجال التوحد قدمتها د. شنونة الحبسية الخبيرة التربوية بمكتب وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، وأشارت خلالها إلى أن الوزارة أعدت تصورا متكاملا لفتح صفوف للتوحد بمدارس التربية الخاصة، وذلك نظرًا لكثرة حالات الأطفال ذوي التوحد أو أطيافه في مختلف محافظات السلطنة.
كما قدمت وزارة القوى العاملة ورقة عمل بعنوان "تشغيل وتأهيل القوى العاملة الوطنية من ذوي الإعاقة" تناولت أبرز الإجراءات المتخذة لدمج ذوي الإعاقة في سوق العمل حيث أشار عاصم بن سعيد بن سالم بامخالف مقدم الورقة الى أن الوزارة شكلت ثلاثة فرق، فريق عمل يختص بمتابعة مشروع دمج الأشخاص المعاقين لمراكز التدريب المهني ومعهدي تأهيل الصيادين، وفريق يختص بمقابلة وتقييم المتقدمين للتدريب والتأهيل من ذوي الإعاقات، وفريق إعداد وتكييف المناهج الدراسية والتدريبية.

مناقشات

ودارت مناقشات مستفيضة حول واقع الخدمات والبرامج المقدمة للمصابين باضطرابات طيف التوحد، حيث تحدث أولياء أمور المصابين عن ضعف الخدمات المقدمة للمصابين بكافة الفئات العمرية، وقلة المختصين في المراكز والمؤسسات الصحية بالدولة، إلى جانب ضعف التنسيق بين هذه الجهات المعنية بهذه الفئة، كما طالب الحضور بتفعيل البطاقة الصحية المقدمة للمعاقين.
وقال عضو مجلس الشورى سعادة عزيز الحسني إن واجب الأعضاء تبني مثل هذه القضايا، والخروج بتوصيات من جلسة عبر تشكيل فريق عمل لإيجاد نوع من الإنتاجية حول مرض اضطراب طيف التوحد.
وقال عضو مجلس الشورى سعادة أحمد الحضري إن ما تم عرضه من أرقام وبيانات عن عدد حالات طيف التوحد في السلطنة لا يعكس الواقع، فهناك أسر لم يتم تشخيصها وهنالك الكثير من الأشخاص يعاملون معاملة مرضى التخلف العقلي وهم ليسوا بمتخلفين عقليا بل لديهم طيف التوحد.
ودعا عضو مجلس الشورى سعادة سلطان العبري الى إيجاد مركز تأهيل لتخصصات طيف التوحد وفتح فرص للمستثمرين في هذا الجانب، وأن يقوم القطاع الخاص بدور رئيسي لإيجاد حلول لحالة التوحد.

مطالبات

وذكرت سميرة البلوشية، صاحبة مركز توحد خاص أن وزارة التنمية أوقفت الدعم المالي خلال يناير وهذا أدى إلى وجود 5 أطفال فقط بالمركز لأن الأهالي غير قادرين على دفع المبالغ.
فايزة الراشدية، أم لأحد مرضى طيف التوحد قالت: إذا كانت مراكز التأهيل الخاصة موجودة في مسقط، فماذا عن بقية المحافظات؟ وهل هنالك أي خطط لتطوير الخدمات المقدمة لمرضى طيف التوحد؟
خالد المالكي، عضو في الجمعية العمانية للتوحد وولي أمر لطفل توحدي أكد أنه لا بد من وجود خدمات متكاملة، وبطاقة صحية خاصة لهذه الحالات.
من جهته قال هلال بن محمد العبري، من وزارة التنمية الاجتماعية: يوجد 153 حالة من طيف التوحد في قائمة الانتظار لتلقي التأهيل وتم رفع تصور كامل لوزارة المالية، كما أننا ما زلنا نطالب وزارة المالية بزيادة الموارد المالية.
حضر الجلسة رئيس المجلس سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي، وكيل وزارة التنمية الاجتماعية سعادة د. يحيى بن بدر المعولي، وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية سعادة د. محمد بن سيف الحوسني، وأمين عام مجلس الشورى سعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي، وعدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء المجلس، وأعضاء الجمعية العمانية للتوحد وبعض الجمعيات الأهلية والمراكز التأهيلية الخاصة والأطباء والمختصين باضطراب طيف التوحد وبعض أولياء أمور المصابين باضطراب طيف التوحد.