تقرير إخباري: نصر العراق في الرمادي يفسدهُ عجز بغداد عن إعادة إعمار المدينة المحررة

الحدث الجمعة ١٢/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٠ ص
تقرير إخباري:
نصر العراق في الرمادي يفسدهُ عجز بغداد عن إعادة إعمار المدينة المحررة

بغداد – ش – وكالات
يؤخر الضغط على ميزانية العراق بفعل تراجع أسعار النفط إزالة متفجرات زرعها تنظيم داعش في الرمادي واستعادة الخدمات الأساسية اللازمة لعودة المدنيين النازحين إلى المدينة.
وأعلن الجيش العراقي انتصاره في ديسمبر على تنظيم داعش في الرمادي بعد أن سيطرت قوات مكافحة الإرهاب على المبنى الحكومي الرئيسي. واستعادت تلك القوات منطقة استراتيجية تربط المدينة بقاعدة عسكرية رئيسية قريبة.
وكانت استعادة الرمادي أول انتصار كبير للقوات التي دربتها الولايات المتحدة منذ انهارت في مواجهة هجوم شنه المتشددون عام 2014. وأعطت استعادة الرمادي دفعة لمسعى رئيس الوزراء حيدر العبادي لإخراج متشددي داعش من الموصل كبرى مدن شمال العراق في وقت لاحق هذا العام.
لكن مئات الآلاف من سكان الرمادي لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم لحين إزالة القنابل وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرت في القتال الذي استمر لستة أشهر. وتحتاج هذه العمليات إلى عشرات ملايين الدولارات التي لا يمكن لبغداد تحملها.
وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالعراق "نعرف أن الحكومة في وضع مالي صعب. من أجل تحقيق استقرار المناطق ومساعدة الأسر النازحة على العودة علينا بذل المزيد."
ويواجه العراق الذي يعتمد بشكل شبه كامل في دخله على صادرات النفط صعوبات في سداد الفواتير في ظل انخفاض أسعار النفط العالمية. وقال محافظ الأنبار صهيب الراوي إن حكومة المحافظة لم تتلق حصتها من الميزانية الاتحادية منذ نحو شهرين.
وقال الراوي للصحفيين في بغداد إن ديون الحكومة المحلية تراكمت من العام الماضي وسيتم سدادها من هذه الميزانية وامتنع عن تحديد حجم الديون. وإلى جانب الأنشطة التي تمولها الأمم المتحدة قال الراوي إن الجهود المبذولة لإعداد الرمادي لعودة المدنيين يجري تمويلها بجهود محلية من سلطات المحافظة دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وقالت جراند إنه ما لم تتوفر أموال إضافية فإن الأمر قد يستغرق تسعة أشهر لتطهير منطقة تميم وحدها وهي منطقة كبيرة بجنوب الرمادي ستشهد المرحلة الأولى من جهود الأمم المتحدة.
وتعتزم الأمم المتحدة أيضا إصلاح البنية التحتية لقطاعي الصحة والطاقة في الرمادي والتي دمر معظمها في القتال الذي شمل تفجيرات نفذها تنظيم داعش وضربات جوية مدمرة شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقالت جراند "مستوى الدمار في الرمادي سيء مثل أي شيء شاهدناه في أي مكان في العراق... يجب إعادة بناء آلاف المنازل ويجب إعادة بناء آلاف المباني. التكلفة الإجمالية لإعادة الإعمار في الرمادي هائلة."

تقدم استراتيجي
ويعزز التقدم الذي حققته القوات العراقية في الرمادي جهود الحكومة لتضييق الخناق على مدينة الفلوجة معقل تنظيم داعش الواقعة بين الرمادي وبغداد والتي يحاصرها الجيش وجماعات مسلحة مدعومة من إيران.
واجتاح متشددو تنظيم داعش نحو ثلث العراق في 2014 واعلنوا قيام دولة لهم في العراق وسوريا ونفذوا عمليات قتل جماعي وفرضوا تفسيرهم المتشدد لكن منذ ذلك الحين تم صدهم على جبهات مختلفة.
وقال بيان بثه التلفزيون الرسمي إن قوات الجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب استعادت عدة مناطق من بينها بلدة حصيبة الشرقية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات شرقي الرمادي.
وأضاف "قواتكم تتقدم الآن بكل ثبات وعزيمة لمطاردة العدو المهزوم كما وتمكنت ايضا من فتح طريق الرمادي بغداد المار عبر الخالدية" في إشارة إلى طريق سريع يربط المدينة بقاعدة الحبانية العسكرية التي تتمركز فيها قوات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال الراوي محافظ الأنبار "كامل الرمادي الآن أصبحت محررة" مضيفا أن تسليم السلطة من الجيش للشرطة المحلية يجري بسلاسة. وأشار الراوي إلى عدم وجود مدنيين في المدينة في الوقت الراهن.
واستغرق إخراج المتشددين من المشارف الشرقية الريفية أكثر من شهر. وذكرت مصادر أمنية أن المتشددين مازالوا متحصنين في بعض المناطق الريفية الشمالية المتاخمة للطريق السريع الرئيسي بين الشرق والغرب.

قمة ميونيخ
في غضون ذلك؛ اعتبر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أمس الأربعاء، قمة ميونيخ للأمن العالمي التي ستعقد بعد غدٍ الجمعة بأنها مفتاح للتعاون والتنسيق مع دول عدة لدعم العراق عسكرياً واستخبارياً واضعاف قدرات تنظيم "داعش" على التجنيد، مبيناً أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيركز في القمة على الاحتياجات الاساسية للعراق في المرحلة الحالية.
وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي في حديث لموقع السومرية نيوز العراقي، إن "زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي تتضمن ايطاليا والمانيا ومن ثم الحضور الى قمة ميونيخ للأمن العالمي"، مبيناً أن "هذه القمة تمثل التجمع الأكبر على المستوى العالمي لمناقشة قضايا الأمن والتحديات التي يمر بها العالم وسبل مكافحة الارهاب والتصدي له، وستعقد بحضور أكثر من 30 زعيم دولة".
وأضاف الحديثي، أن "حضور القمة وطرح وجهة نظر العراق وابرز ما تحقق خلال الفترة السابقة، وسبل دعم العراق على المستوى العسكري والاستخباري والامني واضعاف قدرات داعش والارهاب على التجنيد، هو أمر اساسي"، مشيراً الى أن "هذه القمة تشكل مفتاحاً للتعاون والتنسيق مع العديد من دول العالم بهذا الصدد".
وتابع الحديثي، أن "رئيس الوزراء حيدر العبادي سيركز على الاحتياجات الاساسية للعراق في هذه المرحلة بعد أن بدأ بتحرير المدن واستعادتها من الارهاب، وكذلك سبل ادامة زخم القوات العراقية من خلال الدعم الدولي".