البوسعيدي: اخترت العمل الحر لأشعر أنني سيد نفسي

مزاج الأربعاء ٢٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٢:٤٠ م
البوسعيدي: اخترت العمل الحر لأشعر أنني سيد نفسي

الرستاق – محمد بن هلال الخروصي
محمد بن سيف البوسعيدي من ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة شاب طموح في العشرينيات من عمره، اختار الأعمال الحرة لتكون مصدر رزقه بدلاً من البحث عن وظيفة، فقرر السير قدماً متوكلاً على الله فكانت له تجارب يسردها في هذه السطور.
عندما أنهيت دراستي بالدبلوم التعليم العام (الثانوية) كانت هناك فرص عديدة للالتحاق بالتعليم التقني فتم قبولي مبدئيا في الكلية الفنية الجوية ولكنني اخترت طريق آخر بعيداً عن السلك العسكري والتعليم التقني، فقررت فتح مكتب لتخليص المعاملات ليكون باكورة أعمالي الحرة. قمت بتقديم طلب للحصول على الموافقات الأولية لفتح مكتب سند للخدمات في ولاية الرستاق، فتمت الموافقة على طلبي، وبدأت مباشرة في البحث عن موقع مميز يتناسب وهذه الأعمال، وبدأت بمكتب صغير الحجم بجهازي حاسب آلي وآلات طباعة، وآلة تصوير وطباعة يدوية. في البداية واجهت صعوبة، كون مثل هذه الأعمال تحتاج إلى متمرس في مجال الطباعة على الحاسب الآلي ولم يكن مستواي قادراً على مجارات حجم الطلب على طباعة الاستمارات الذكية التي تطلب من مختلف الجهات الحكومية، كتقديم طلب عمال لوزارة القوى العاملة، وكذلك طلب تأشيرات إقامة لشرطة عمان السلطانية وغيرها من الخدمات، ناهيك عن أن بعض الجهات كانت في ذلك الوقت لا تزال تستخدم بعض الاستمارات المطبوعة بالطابعات اليدوية. وبفضل الله تعالى، وبدعم من الأهل والأصدقاء استطعت اجتياز هذه الصعوبة بنجاح، وتمكنت خلال فترة وجيزة من كسب ثقة الزبائن، لدرجة تلقيت خلال تلك الفترة عدة عروض من بعض رجال الأعمال للعمل معهم وبعضهم كان يعرض مشاركته في إدارة أعماله، ولكن توجهي كان أن أصبح رجل أعمال مستقلا، يمارس أعماله بمنتهى الحرية. وبعد النجاح الذي حققته خلال تلك الفترة رأيت بأنه حان الوقت للتوسع في المكتب فقمت باستئجار المكتب المجاور لمكتبي وقمت بدمجه ليصبح مكتبا أكبر، قادراً على استيعاب الزبائن وإنجاز العمل بمنتهى السهولة.

توسع الأعمال
كنت في بداية الأمر بمفردي يساعدني أحد الأصدقاء الذي قمت بتوظيفه فيما بعد بالمكتب، بعد ذلك كان لابد لي من توظيف موظف آخر لنتمكن من إنجاز العمل بمنتهى السلاسة فأصبحنا 3 موظفين نعمل في المكتب. ومن بين التحديات التي واجهتني في بداية مشواري والتي بحمد الله استطعت اجتيازها، العمل في مجال لم يكن لدي أدنى معرفة بتفاصيله، وكذلك يجب على من يمتهن هذه المهنة أن يكون ذا معرفة واسعة بكافة الإجراءات في مختلف المؤسسات وقادراً على الإجابة على استفسارات الزبائن ولكن ولله الحمد استطعت اجتياز هذه التحديات وأصبحت محل ثقة الزبائن.
وأستطرد محمد البوسعيدي قائلاً : هناك تحديات أخرى أهمها التعقيدات في الحصول على موافقات الجهات المختصة بمكاتب سند للخدمات فعلى سبيل المثال إذا أردنا إضافة جهاز حاسب آلي آخر في المكتب يجب علينا أخد الموافقة من تلك الجهات وهذا يستغرق وقتا قد يصل لأسابيع، رغم حاجتنا الملحة له، وأيضاً منعنا كأصحاب تلك المكاتب من فتح أنشطة تجارية أخرى، وإجبارنا على العمل في هذا النشاط فقط، علماً بأن الجهات المختصة بمنح الموافقات لمثل هذه المكاتب لم تتوقف عن منح هذه التراخيص ما أدى إلى تشبع السوق بهذه المكاتب وأدى بدوره إلى انخفاض معدل دخلنا منها، ولذا فنحن نتمنى من الجهات المختصة السماح لنا كأصحاب مكاتب تخليص المعاملات المتمثلة في مراكز سند للخدمات السماح لنا بمزاولة أكثر من مهنة لنتمكن من تنويع مصادر دخلنا، وكذلك تقديم الدعم المالي لنا من صندوق الرفد.