ليبيا.. ملاذ داعش الجديد

الحدث الجمعة ٢٦/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٤٥ ص
ليبيا.. ملاذ داعش الجديد

عواصم – ش – وكالات
قال المتحدث الرسمي باسم التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق الكولونيل ستيف وارن إن العراق لم يعد آمنا بالنسبة لمقاتلي التنظيم وأن بعض قادته يهاجرون إلى ليبيا بهدف تجنيد مقاتلين جدد.
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية يوم أمس الأربعاء عن وارن تحذيره، خلال جلسة صحفية مغلقة بلندن مساء الاثنين الفائت، من أن تتحول ليبيا إلى وجهة مقاتلي داعش الجدد، قائلا إن أهم سبب وراء ذلك هو أن "العراق لم يعد آمنا للإرهابيين قط .. فإن كنت من المقاتلين المتطرفين والتحقت بالتنظيم في العراق، فتأكد أن أيامك معدودة".
وأوضح المسؤول الأمريكي أنه "فيما لم نشهد هجرة كبيرة لمقاتلي داعش إلى ليبيا من سوريا والعراق، فإننا نلاحظ حركة بهذا الاتجاه من طرف القيادات البارزة".
في سياق متصل، أوضح وارن أن التقنيات العسكرية التي يعتمدها التحالف الدولي لمحاربة التنظيم الإرهابي "في غاية الدقة"، بل إنها "أكثر الحملات العسكرية دقة في تاريخ الحروب"، مشيرا إلى أن غارات التحالف الجوية تقتل في المتوسط قائدا بارزا في التنظيم الإرهابي كل يومين منذ شهر مايو الفائت.
ميدانيا؛ أكد المجلس البلدي لمدينة صبراتة الليبية يوم أمس الأربعاء استعادة وسط المدينة من تنظيم داعش بعد أن كان سيطر عليها مساء أمس الأول، وذكر المجلس في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنه تم دحر عناصر التنظيم "إلى خارج المدينة".
وأوضح أن "سرايا الثوار والأجهزة الأمنية" تحركت الثلاثاء لتمشيط واقتحام بعض المنازل والاستراحات المشبوهة التي يتواجد فيها عناصر مندسة للتنظيم ما أدى إلى حدوث اشتباك مع عناصره للتنظيم في منطقة النهضة التي تبعد عن وسط المدينة مسافة 15كم في اتجاه الجنوب ، الأمر الذي أسفر عن سقوط عدد قتلى وجرحى من أبناء المدينة.
وأشار إلى أنه في ذات التوقيت استغل عناصر التنظيم الفراغ الأمني الحاصل في وسط المدينة وانتشروا داخلها، إلا أنه تم دحرهم. ويتولى الأمن في مدينة صبراتة مجلس عسكري موال لقوات "فجر ليبيا" التي تسيطر على العاصمة الليبية والمدعومة من المؤتمر الوطني المنتهية ولايته.
وفي موازاة ذلك؛ قالت قوات الجيش الموالية لحكومة شرق ليبيا إنها بسطت سيطرتها على حيين رئيسيين في بنغازي لتعزز مكاسبها ضد المقاتلين المتطرفين خلال الأيام الثلاثة الفائتة. وقال الجيش إنه بسط سيطرته الكاملة على حيي بوعطني والليثي وأعلن التقدم في عدد من المناطق الأخرى. وقال مصدر في مستشفى إن 20 شخصا لاقوا حتفهم وأصيب 45 آخرون في الاشتباكات الأخيرة.
وشهدت مدينة بنغازي الواقعة في شرق ليبيا بعضا من أسوأ أعمال العنف في الصراع الذي اجتاح ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة قبل خمس سنوات.
وتصاعد العنف عندما أطلق القائد العسكري خليفة حفتر حملة في عام 2014 ضد المتطرفين والجماعات المسلحة الأخرى مع تحصن الفصائل في شوارع بنغازي. ويوم أمس الأول احتفل السكان بتقدم الجيش من خلال إطلاق أبواق السيارات والألعاب النارية. وعاد بعض السكان لمنازلهم للمرة الأولى منذ أشهر لتفقد الأضرار التي لحقت بها.
والجيش الوطني الليبي موال لحكومة شرق ليبيا المعترف بها دوليا لكنها تواجه منافسة من حكومة موازية في طرابلس، وتحاول حكومة وحدة جرى الإعلان عنها بموجب خطة تدعمها الأمم المتحدة كسب التأييد داخل ليبيا لكن تقدمها تعرقله الخلافات السياسية بما في ذلك الدور الذي قد يلعبه حفتر في جيش وطني في المستقبل.
ورفض برلمان شرق ليبيا تشكيل حكومة الوحدة الشهر الفائت وأجل مرارا التصويت على اقتراح معدل وأجل التصويت مرة أخرى يوم أمس الأول.
واستغل المقاتلون المتطرفون الفراغ الأمني لتوسيع وجودهم في ليبيا مع سيطرة متشددين موالين لتنظيم داعش على مدينة سرت الساحلية فضلا عن وجودهم في عدد من المدن الأخرى بما في ذلك بنغازي.
وفي تطور منفصل قال حسين الذوادي رئيس بلدية مدينة صبراتة في غرب ليبيا إن ألوية للجيش هناك هاجمت عددا من المباني تأوي متشددين يشتبه في أنهم ينتمون لداعش.
وقال الزوادي إن متشددين في أحد المواقع ردوا على الهجمات وإن أربعة أفراد من الألوية قتلوا وأصيب خمسة آخرون. ويوم الجمعة استهدفت ضربة جوية أمريكية معسكرا يشتبه في أنه لتدريب عناصر داعش في صبراتة مما أسفر عن مقتل نحو 50 شخصا. وقالت حكومة صربيا إن اثنين من دبلوماسييها خطفا في بنغازي في نوفمبر قتلا أيضا في الهجوم.
إلى ذلك؛ دعا المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر المجموعة الدولية إلى التحلي بالصبر الاستراتيجي إزاء المسار السياسي الليبي. وقال كوبلر، في حوار مع قناة "العربية" نشرته على موقعها الإلكتروني يوم أمس الأربعاء :"أتفهم نفاد صبر الأوروبيين والليبيين، وقد نفد صبري أيضا. لكنني أدعو إلى إمهال المسار السياسي، بما يشمل تجمعات لأعيان القبائل والبلديات والأحزاب السياسية والمجلس الرئاسي والبرلمان، بعض الوقت. يجب ألا نضغط أكثر من ما يلزم وأن نتحلى بالصبر الاستراتيجي ولكن بشكل منتظم والتقيد بالأجندة لتحقيق النتائج المرجوة".
وأوضح :"المجلس الرئاسي عقد أول لقاء في 3 يناير واليوم نحن في نهاية فبراير. وفي الأثناء، وضع المجلس قائمة في أعضاء الحكومة ومن ثم قائمة ثانية. وإذا قارنت بالمدة التي يتطلبها تشكيل العديد من الحكومات الأوروبية، أجد أنها تقضي وقتا أطول من الليبيين".
وحول ما إذا كان متحفظا على التدخل العسكري في ليبيا، قال :"لست حذرا إطلاقا إزاء التدخل العسكري وأنا على قناعة بوجوب مكافحة داعش عسكريا وأنه لا مجال للتفاوض مع هذا التنظيم ويجب إلحاق الهزيمة به في أقرب وقت ممكن. لكن يجب أن يكون هذا الأمر معركة الليبيين أنفسهم".