الاحتلال يفشل في سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين

الحدث الجمعة ٢٦/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٥٠ ص
الاحتلال يفشل في سياسة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين

القدس المحتلة – نظير طه

منذ اندلاع الهبة الشعبية الحالية في الاراضي الفلسطينية قبل نحو ستة اشهر، أقدم الاحتلال الاسرائيلي على احتجاز العشرات من جثامين الشهداء، خاصة من نفذوا أو حاولوا القيام بعمليات الطعن والدهس في الضفة الغربية ضد جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وذلك في خطوة احتلالية تهدف الى التأثير على مقاومي الاحتلال ومنعهم من تنفيذ عمليات جديدة ضده وضد مستوطنيه.
فلم يترك الاحتلال باباً ولا أسلوباً للتأثير وفرض حالة من الرعب والخوف على المواطنين في الضفة الغربية، فتارة يدعو لسحب الهويات وأخرى لهدم منازل منفذي العمليات والى اعتقال أقاربهم وتارة إلى إتباع سياسة حجز جثامين الشهداء، إلا أن هذه الخطوات باءت بالفشل أمام الاصرار الفلسطيني على استمرار المقاومة.
محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام اعتبرت أن احتجاز الاحتلال لجثامين الشهداء وصمة عار على جبين العالم أجمع، مشيرة أن الاحتلال لا يكتفي باستهداف الفلسطينيين بقتلهم بل يتعدى ذلك إلى حرمان الأهالي من نظرة الوداع ومراسم الدفن التي اوصى بها الديانات السماوية ككرامة للميت وروحه، داعية العالم أجمع الى التدخل فورا لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف الإجرام الإسرائيلي وممارسات الاحتلال التي أمعنت في اختراقها وتجاوزها لأبسط المعايير والقوانين الإنسانية.
وأشارت غنام في حديث لـ "الشبيبة" إلى أن الاحتلال يحاول من خلال احتجازه لجثامين شهدائنا اخفاء جرائمه وآثارها، مبينة أن عدة دراسات وتحقيقات اثبتت قيام الاحتلال بسرقة اعضاء الشهداء دون ان يحرك العالم ساكنا امام كل هذه التجاوزات .
وترحمت غنام على كافة شهداء فلسطين الذين عطروا تراب الوطن بدمائهم، مؤكدة أنهم دفعوا الثمن الأغلى على طريق الملحمة النضالية الفلسطينية المتواصلة لتحقيق طموحاتنا وعلى رأسها اقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
من جهته طالب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، التعامل مع سياسة احتجاز جثامين الشهداء بمقابر الأرقام كأحد ملفات الجرائم التي تمارسها سلطات الاحتلال تجاه الشعب الفلسطيني.
وشدد عيسى على أن احتجاز سلطات الاحتلال الشهداء الفلسطينيين لزعمها أنهم نفذوا أو حاولوا تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، يشكل انتهاكاً خطيراً للقوانين الدولية التي عمل الاحتلال على انتهاكها جميعاً.
وقال: "الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي من قبيل جرائم الحرب, وجرائم ضد الإنسانية, وأن كافة المناطق الفلسطينية برمتها ما زالت حسب القانون الدولي خاضعة للاحتلال الإسرائيلي ".
ونوه، "بموجب المادة 42 من لائحة لاهاي لسنة 1907 ففن الأراضي الفلسطينية تخضع لحالة احتلال حربي, يترتب عليه انطباق اتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 الخاصة بحماية المدنيين زمن الحرب، إلا أن إسرائيل لا تسلم لهذا الموقف وتتنكر لانطباق اتفاقية جنيف الرابعة على الأراضي الفلسطينية المحتلة تهربا من المسؤولية الدولية لخروقاتها المستمرة لأحكام هذه الاتفاقية".
وكانت سلطات الاحتلال قد سلمت مساء الاثنين الفائت، جثامين ثلاثة شهداء من القدس وبيت لحم، وأفادت مصادر محلية بتسليم جثماني الشهيدين عمر عمرو ومنصور شوامرة (20 عامًا)، واستشهد الاثنان على حاجز "الجيب العسكري" شمال غرب القدس المحتلة.
كما سلمت سلطات الاحتلال جثمان الشهيد خالد طقاطقة من بلدة بيت فجار في بيت لحم. وكان طقاطقة (21 عاما)، استشهد يوم الجمعة برصاص الاحتلال خلال مواجهات في بلدة بيت فجار. وتواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين 13 شهيدًا من القدس المحتلة منذ بدء انتفاضة القدس المستمرة منذ مطلع أكتوبر الماضي.