حين كسرت الكأس المخبرية الوحيدة في المدرسة

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٨/أبريل/٢٠١٦ ٠٠:٢٨ ص
حين كسرت الكأس المخبرية الوحيدة في المدرسة

موسى البلوشي
@alhjras

في المرحلة الابتدائية كنت مع زملائي في غرفة ملاصقة لقاعة المعلمين نعد أحد المشاريع الخاصة بجماعة الصحافة، حين لامست المسطرة التي بيدي الكأس المخبرية الوحيدة في المدرسة لتتهادى الكأس إلى الأرض.. حدث ذلك في التسعينيات!
صوت تطاير الزجاج كان كفيلا باستدعاء معلم العلوم لأتلقى منه عبارات لا تستحق الذكر ويتم استجوابي في غرفة المدير قبل أن يتدخل أحد المعلمين الطيبين ويتكفل بإحضار كوب بديل. يومها لم يشفع اجتهادي وتميّزي في مواساتي أو حتى التخفيف من عقوبتي!
زملائي ما زالوا يذكرون الحادثة وربما يسردونها بسخرية لكنها بالنسبة لي تعني لي فكرة أخرى، بالطبع ليس أسلوب المعلّم ولا حتى الاستجواب بل الكأس المخبرية نفسها!
يومها لم تكن هناك طريقة لتوفير البديل، وأتفهم غضب المعلم والإدارة كون عملية توفير كأس بديلة تمر عبر مراسلات وقنوات إدارية طويلة لا تنتهي، وقد ينتهي العام الدراسيّ ولا تصل الكأس المخبرية البديلة!
لكني اليوم أتساءل: لو توفرت وقتها تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد لحلّت المشكلة في دقائق؟!
الطباعة الثلاثية الأبعاد توفر آفاقا للتعلم من خلال حل المشكلات وإنتاج وسائل تعليمية بمختلف المواد وعند الحاجة إليها، هناك من يحصر فكرة هذه التقنية بفعل الطباعة لكن متطلبات هذه التقنية تشمل مجموعة من المهارات في التخطيط والتصميم وقبلها توليد الأفكار المبتكرة والخلاقة.
الطباعة الثلاثية الأبعاد تعني إخراج أشياء محسوسة وملموسة دون نظارات أو وسائط أو خدع بصرية، تعني إطلاق المشاريع والتعاون مع الآخرين لتقديم المساعدة وتقديم حلول حقيقية للمشكلات ليس فقط داخل الفصل الدراسي بل حتى مشاكل العالم.
لم تعد المهام والأنشطة قابلة للتأجيل بخاصة لجيل اليوم، وإذا كان روّاد الفضاء قد استخدموا هذه التقنية للحصول على احتياجاتهم من المعدات دون الحاجة إلى رحلات عودة إلى الأرض وجلب احتياجاتهم وما قد يترتب عليه من تكاليف باهظة ووقت ضائع وتأخير في المهمّات فإن طابعة ثلاثية واحدة في كل مدرسة كفيلة بتوفير ما تحتاجه من أدوات ووسائل في مجالات التعليم المختلفة بخاصة تلك المواد التي يندر الحصول عليها ويصعب المحافظة عليها بسبب طبيعتها ومادة صنعها.
أخيرا، هذا المقال ليس دعوة للطلاب للعبث بأدوات المختبر بل لصونها وحمايتها أكثر ومن ثم تعلّم تقنية تستحق أن يكون لها حضور في مدارسنا بخاصة وهناك حديث عما بعد الطباعة الثلاثية الأبعاد.