جهود خليجية لإنقاذ المفاوضات اليمنية

الحدث الثلاثاء ٠٣/مايو/٢٠١٦ ٢٣:١٥ م
جهود خليجية لإنقاذ المفاوضات اليمنية

الشبيبة_ إبراهيم مجاهد – وكالات

كشفت لـ "الشبيبة" مصادر يمنية مقربة من الفريق الاستشاري للوفد الحكومي في مفاوضات السلام، عن جهود دبلوماسية خليجية تُبذل للحول دون إعلان فشل مشاورات السلام اليمنية الجارية في الكويت منذ الـ 21 إبريل الجاري، مؤكدة أن وصول أمين عام مجلس التعاون الخليجي إلى الكويت فجر الثلاثاء يأتي في إطار هذه الجهود المبذولة خاصة بعد أن علق الوفد الحكومي اليمني مشاركته في الجلسات المباشرة وغير المباشرة مع الوفد الممثل لجماعة الحوثي والرئيس السابق؛ حيث أكد نائب رئيس الوزراء اليمني، وزير الخدمة المدنية والتأمينات، عبدالعزيز جباري، أن وفد الحكومة اليمنية في مشاورات السلام بالكويت علق مشاركته في المشاورات، بشكل كامل، سواء منها المباشرة أو غير المباشرة، وليس كما سبق وأعلن، مؤكدا أنه «كان لا بد من أن نتخذ هذا الموقف»، وأن تعليق المشاركة «سوف يستمر حتى تحل هذه المشكلة، من أراد السلام والوصول إليه، لا بد أن يتقدم خطوات في هذا الصدد».

توقف المفاوضات..
وقال جباري، وهو عضو وفد الحكومة اليمنية للمشاورات بالكويت، قال لصحيفة "الشرق الأوسط" «الاعتداء على لواء العمالقة هو محاولة لعرقلة أي حلول في المستقبل، لأن هذا اللواء هو شبه محايد لم يتدخل في الحرب ضد الحوثيين أو معهم وكان معولا عليه، سواء من قبلنا في الحكومة أو من قبل دول العالم، حيث كانت لدى سفراء الدول الراعية للسلام في اليمن قناعة بأن هذا اللواء سوف يقوم بدور إيجابي في المرحلة المقبلة».
واعتبر الاعتداء على اللواء العسكري بأنه يثبت «بما لا يدع مجالا للشك بأنهم (الحوثي و صالح) لا يريدون تسليم أسلحة الدولة التي نهبوها واستولوا عليها ولا يريدون الانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة كما ينص قرار مجلس الأمن الدولي 2216. وعندما نطرح مسألة تسليم الأسلحة يتساءلون: لمن نسلم.. نقول لهم انسحبوا يقولون لمن ننسحب، لأنهم يريدون هدم المؤسسات بما فيها مؤسسة الجيش وما تبقى من الألوية العسكرية حتى لا نصل إلى السلام».
وفي هذا السياق توقعت المصادر السياسية أن لا تفضي الجهود الدبلوماسية الخليجية، الإعلان عن استئناف المشاورات بين الأطراف اليمنية، بقدر ما ستتلافى إعلان فشل هذه المشاورات والإعلان عن توقف هذه الجولة عند تسلم المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، رؤية طرفي المفاوضات لحل الأزمة اليمنية وإيقاف الحرب. كما توقعت المصادر أن يتم الإعلان اتفاق الأطراف اليمنية على عقد جولة جديدة من المفاوضات لاستكمال الجهود المحلية والإقليمية والدولية لإحلال السلام في اليمن، تتولى الأمم المتحدة تحديد موعد المفاوضات القادمة. وتوقعت المصادر أن يتم إعلان اتفاق الإطراف اليمنية على العمل على تثبيت وقف إطلاق النار من خلال اللجان الميدانية.
وأشارت المصادر إلى أن وصول مفاوضات السلام اليمنية في الكويت إلى طريق مسدود في استئناف الجلسات المباشرة بين طرفي الأزمة اليمنية هو ما سيدفع الأطراف الإقليمية والدولية الراعية لهذه المفاوضات إلى إعلان نجاح المفاوضات شكلياً من خلال تقديم طرفي المفاوضات لرؤيتهما لحل الأزمة اليمنية و إيقاف الحرب الدائرة في اليمن، وإعطاء المبعوث الأممي والفريق التابع له فرصة للإطلاع على رؤى الطرفين ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة للرؤيتين.

دبلوماسيين أجانب يغادرون الكويت..
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ قد أخفق يوم الاثنين في إقناع وفد الحكومة اليمنية في العودة عن قرار تعليق المشاورات دون الحصول على ضمانات بوقف العمليات العسكرية لجماعة الحوثيين وصالح والانسحاب من لواء العمالقة الذي داهمته مجاميع مسلحة تابعة لجماعة الحوثي السبت الماضي.
إلى ذلك أكدت مصادر مطلعة أن دبلوماسيين أجانب غادروا الكويت بعد مرور أسبوعين على المشاورات اليمنية دون تحقيق أي تقدم.
وأشارت المصادر إلى أن في مقدمة الدبلوماسيين السفير الفرنسي لدى اليمن الذي كان يساهم مع سفراء مجموعة الدول الثمانية عشر في الإشراف على سير المشاورات بين الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين وصالح في الكويت.
وأفادت المصادر عن استعداد السفير الروسي للمغادرة وتململ كثير من السفراء واعتزامهم المغادرة بعد اصطدام عملية المشاورات اليمنية الجارية في الكويت بعقبات أدت إلى توقفها تماماً.

مساعي اللحظات الاخيرة
يذكر ان موفد الامين العام للامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد عقد لقاءات منفصلة مع وفدي الحكومة والمتمردين في الكويت الاثنين، سعيا لتقريب وجهات النظر واعادة اطلاق المباحثات المتعثرة بين الطرفين.
وكان وفد حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، اعلن الاحد تعليق المباحثات مع الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، احتجاجا على سيطرة المتمردين على معسكر للقوات الحكومية، على رغم وقف اطلاق النار الهش الذي بدأ تنفيذه منتصف ليل 10-11 ابريل، قبل ايام من انطلاق المباحثات التي ترعاها الامم المتحدة.
واعلن ولد الشيخ احمد في بيان فجر امس الثلاثاء، انه اجتمع امس "بوفد الحكومة اليمنية و(جماعة) انصار الله (الحوثيون) و(حزب) المؤتمر الشعبي العام (بزعامة صالح)، وشخصيات دبلوماسية وسياسية، حول بلورة اطار استراتيجي يجمع طروحات الوفدين".
اضاف "ناقشنا خلال الاجتماعات اقتراحات تقرب بين وجهات النظر وتساهم في ايجاد حل سريع لقضية لواء العمالقة".
وسيطر المتمردون السبت على اللواء الواقع في محافظة عمران بشمال اليمن من دون مقاومة تذكر، بحسب ما افادت مصادر عسكرية وقبلية وكالة فرانس برس. واوضحت المصادر في حينه ان قادة المعسكر الواقع في مناطق تخضع لسيطرة الحوثيين، "اختاروا البقاء على الحياد" في النزاع الدائر بين القوات الحكومية والمتمردين منذ اكثر من عام.
وردا على هذه الخطوة، علقت الحكومة الاحد مشاركتها في المباحثات بسبب "الخروقات المتواصلة والاستيلاء على" لواء العمالقة، مؤكدة ان العودة عن هذا القرار ترتبط بوجود "ضمانات بان الحوثيين سيوقفون خروقاتهم لوقف اطلاق النار وسينسحبون" من المعسكر.
وأكد رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية عبد الملك المخلافي ان تعليق المشاركة لا يشمل التواصل مع الموفد الدولي.
واتى تعليق المشاركة غداة نجاح ولد الشيخ احمد في جمع الوفدين حول طاولة واحدة للمرة الاولى منذ انطلاق المباحثات في 21 ابريل. واعتبر في بيان بعد هذه الجولة، ان المباحثات "ايجابية وبناءة"، وان كل من الطرفين قدم ورقة تتضمن تصوره للحل.
واشار الموفد الدولي الى ان من بين من التقاهم الاثنين الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني "وتباحثت معه بالمستجدات، معولا على دعمه المعهود لجهود الامم المتحدة".
وكان المتمردون سيطروا في سبتمبر 2014 على صنعاء، وواصلوا التقدم باتجاه المحافظات الجنوبية. وبدأ التحالف نهاية مارس 2015 شن غارات ضد المتمردين، ووسع عملياته بعد اشهر لتشمل تقديم دعم ميداني للقوات الحكومية، ما اتاح لها استعادة مناطق عدة في الجنوب.
وادى النزاع منذ مارس 2015 الى مقتل اكثر من 6400 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، وتهجير 2,8 مليونين، بحسب الامم المتحدة.