أمريكا تعلق جزء من مساعداتها لسوريا

الحدث الثلاثاء ١٠/مايو/٢٠١٦ ٢٣:٥٥ م
أمريكا تعلق جزء من مساعداتها لسوريا

واشنطن – ش – وكالات
علقت الحكومة الأمريكية قسما من التمويل المخصص لمنظمات غير حكومية ناشطة في سوريا بعد أن تبين لها أن هذه الأخيرة تدفع بشكل منهجي مبالغ طائلة غير مبررة إلى شركات تركية لقاء مواد أساسية مخصصة للاجئين السوريين.
وأعلنت وكالة "يو أس أيد" الأمريكية للمساعدات في بيان أن لديها "أسبابا لتعليق نشاط 14 هيئة وفردا في تركيا يعملون في برامج مساعدات".
وأشار البيان إلى "شبكة من التجار والموظفين في منظمات غير حكومية تواطأوا للتلاعب في مناقصات، وإلى العديد من حالات دفع رشاوى مرتبطة بعقود لتسليم مساعدات إنسانية إلى سوريا".
لم تحدد "يو اس ايد" المنظمات المعنية بالقضية لكن مصادر إنسانية أفادت لوكالة فرانس برس أن بينها المنظمات غير الحكومية الأمريكية "انترناشيونال مديكال كورب" (آي أم سي) والإيرلندية "جول" و"انترناشيونال رسكيو كوميتي" (آي ار سي) التي يديرها وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند.
وتشمل الاتهامات كلها عمليات شراء تمت في تركيا قامت خلالها مؤسسات تركية تبيع منتجات باستغلال المنظمات غير الحكومية بشكل منهجي.
وصرح مسؤول كبير في "يو اس ايد" رفض الكشف عن هويته أن القضية تشمل خصوصا استبدال بضائع ببضائع أخرى.
وأوضح المسؤول أن الشركات التركية الخاصة كانت تبالغ في تسعير بضائع متدنية الجودة لتبيعها إلى المنظمات غير الحكومية وتختلس المبلغ الفائض. والأمر يتعلق خصوصا ببطانيات ومواد أساسية أخرى مخصصة لآلاف السوريين الهاربين من النزاع الذي أوقع اكثر من 270 ألف قتيل وآلاف النازحين واللاجئين منذ العام 2011.
وتتهم المنظمات غير الحكومية بعدم مراقبة عمليات الشراء، كما يتهم بعض الموظفين بالتواطؤ في القضية. وأعلنت منظمة "آي أم سي" لوكالة فرانس برس أنها قامت بفصل العديد من موظفيها بعد الكشف عن هذه المعلومات.
وتابع المسؤول في "يو أس أيد" "من الواضح بعد التحقيق أن الأمر يتعلق بعملية معقدة".. في العام 2015، قدمت الولايات المتحدة هبة بقيمة 397 مليون دولار إلى منظمات غير حكومية ناشطة في سوريا، بحسب هيئة المراقبة المالية التابعة للامم المتحدة.
ولم تحدد "يو اس ايد" قيمة المساعدة التي تم تعليقها لكن مصادر إنسانية أشارت إلى أن الأمر يمكن أن يتعلق بعشرات ملايين الدولارات.
وتعتبر منظمة "آي أم سي" من ابرز الهيئات التي تقدم مساعدات طبية إلى سوريين في بلدهم وفي دول مجاورة. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من ستة ملايين مريض تلقوا العلاج في السنوات الخمس الأخيرة داخل 430 مركزا تشرف عليها المنظمة.
وأكد وليام جريفلينك المكلف تطابق العمل مع القوانين داخل هذه المنظمة غير الحكومية، ان "(آي أم سي) تعاونت بشكل كبير مع المفتش العام ل (يو أس أيد) وفتحت تحقيقها الخاص". وتابع جيرفلينك "سياستنا لا تتسامح ابدا مع الاختلاس والفساد ولقد قمنا بطرد موظفين يشتبه في تورطهم".
ونتيجة تعليق المساعدات، باتت "آي ام سي" تعاني من نقص كبير في التمويل مما ارغمها على صرف نحو ثلث موظفيها البالغ عددهم الفي شخص يعملون لمساعدة سوريين.
من جهتها، علقت ايضا منظمة "آي ار سي" عددا من برامجها ورفضت التعليق على الموضوع عند الاتصال بها من قبل وكالة فرانس برس. واكدت منظمة "غول" لصحيفة "ذي جورنال" الايرلندية الشهر الفائت تعليق قسم من برنامجها.
وتاثير تعليق المساعدات كبير جدا على السوريين. فقد اكد متحدث باسم منظمة غير حكومية سورية كبيرة كانت تتلقى القسم الاكبر من تمويلها من "آي ام سي" و"آي ار سي" لوكالة فرانس برس ان المنظمة لم تتمكن منذ يناير من شراء أدوية ومواد أساسية أخرى. واضح المتحدث ان "تعليق المساعدات ادى إلى تاخير عدة عمليات شراء مهمة لمواد ومعدات طبية".
وعمليات التعليق هي مؤقتة عمليا بانتظار ان تحصل "يو اس ايد" على ضمانات وتاكيدات حول عمل المنظمات غير الحكومية والتزامها بالقوانين.
وطالبت الامم المتحدة باكثر من سبعة مليارات دولارات من الهبات لتمويل برامج مساعدات من اجل سوريا للعام 2016.

*-*
موسكو: انخفاض التوتر في حلب بعد تمديد الهدنة 48 ساعة

أكد مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية أمس الثلاثاء ، تمديد "نظام الصمت" (الهدنة) في مدينة حلب 48 ساعة، مضيفا أن التهدئة قلصت التوتر بقدر كبير.
وسبق للقيادة العامة للجيش السوري أن أعلنت أمس الأول، عن تمديد نظام الهدنة في حلب وريفها لمدة 48 ساعة اعتبارا من الساعة الواحدة صباح أمس الثلاثاء وحتى الساعة 24 من اليوم الأربعاء.
وكان نظام الهدنة الذي لا يشمل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" أعلن في حلب ابتداءا من الساعة الواحدة فجر يوم السبت 7 مايو لمدة 72 ساعة. بدوره أوضح الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس مركز المصالحة الروسي في حميميم، أن تمديد نظام التهدئة في حلب جاء بعد تنسيق هذه الخطوة مع القيادة السورية والمعارضة المعتدلة.
وتابع كورالينكو أن تنفيذ "نظام التهدئة" في المدينة سمح بتقليص التوتر قدر كبير والتقليل من عدد الخروقات لنظام وقف إطلاق النار. وكانت بسمة قضماني عضو الهيئة العليا للمفاوضات قد قالت إن المعارضة تأمل في العودة لمحادثات السلام في جنيف إذا تم تنفيذ الاتفاق الأمريكي الروسي لإحياء الهدنة المتداعية سريعا.
وأضافت قضماني أنها تأمل في أن تجتمع الدول الداعمة لمحادثات السلام يوم الثلاثاء في فيينا.
إلى ذلك؛ صرحت الأمم المتحدة، أن قرابة 800 ألف سوري من سكان مناطق نائية ومحاصرة فى سوريا حصلوا على مساعدات إنسانية منذ بداية العام 2016. ونقلت قناة "روسيا اليوم" الفضائية عن المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قوله إنه "منذ بداية العام 2016 أوصلت قافلات تابعة لوكالات إنسانية المساعدات إلى 780 ألف شخص فى مناطق محاصرة ونائية ولمن يعيشون على طول خط الصراع"، مؤكدا أن كثيرين حصلوا على المساعدات أكثر من مرة. وقالت الأمم المتحدة، إن مياه الشرب والمواد الغذائية ولوازم مرافق الصرف الصحى والتنظيف تم إيصالها آخر مرة إلى 3250 من سكان مناطق ريفية، فى 4 و8 مايو الجاري، أما فى 6 مايو فحصل عليها حوالى 35 ألفا من سكان بلدة بلودان فى ريف دمشق.
وجدد دوجاريك دعوة الأمم المتحدة إلى توفير إمكانية الوصول دون عوائق إلى جميع سكان مناطق البلاد النائية والمحاصرة على حد سواء والذين يبلغ عددهم 6ر4 مليون شخص.
وفى هذا الصدد، حسبما جاء فى البيان الروسى الأمريكى المشترك الذى نشر أمس الأول ستقوم روسيا والولايات المتحدة، لكونهما مشاركين رئيسين فى مجموعة دعم سوريا، بالضغط على أطراف النزاع السورى من أجل ضمان إيصال المساعدات الإنسانية بصورة مستمرة.
ويشمل ذلك على وجه الخصوص، إيصال المساعدات عن طريق النقل البرى إلى بلدات، دوما وحرستا الشرقية وعربين وزملكا وداريا وزبدين والفوعة وكفريا ومضايا والزبدانى والمعضمية واليرموك وعين ترما وحمورية وجسرين وسقبا وكفر بطنا.