لو كان الحظ رجلاً لصفعته

هيثم خليل

اختلف معي أحد الزملاء الأعزة في أحد المواضيع المتعلقة بعامل الحظ وتجادلنا كثيراً، وقلت له إنني أصر على رأيي، المدرب أو الفريق الذي لا يمتلك قليلاً من الحظ وفي الوقت نفسه يمتلك كثيراً من الفكر فإن عامل الحظ سيكون الأكثر أرجحية.

أعترف أنني من محبي ريال مدريد منذ نعومة أظفاري وكانت ليلة سعيدة لي وهي ليلة السبت وبددت الأحزان التي تسيطر عليَّ، عندما وضع الدون كريستيانو كرته الأخيرة من ضربات الحظ في شباك الحارس السلوفيني أوبلاك الذي حبس أنفاسي طيلة فترات المباراة من خلال الفرص المحققة التي تدخل فيها، لكن في نهاية المطاف ابتسم الحظ للفريق الملكي ومحبيه في كل أرجاء المعمورة وبكل تأكيد كانت ليلة حزينة لمشجعي الغريم التقليدي «البرشلونيين» الذين آزروا فريق أتلتيكو مدريد ومنهم صاحبي الذي كان يهتف مع كل هجمة بل إنه فقد أعصابه عندما أودع البلجيكي كاراسكو كرته في شباك نافاس، ونلت منه ضربة عفوية من شدة فرحه وبقيت صامتاً.

الذي يتابع المباراة ويحللها، «ويا مكثر المحللين» حتى الأطفال الصغار اليوم يحللون أداء كريستيانو وغيره من اللاعبين يعون جيداً أن زيزو ارتكب خطأ فادحاً في عالم التدريب عندما سحب الألماني كروس فانهالت الكروسات على نافاس، لكن الحظ وقف إلى جانب زيزو عندما ردت العارضة ركلة الحظ التي سددها الفرنسي أي مواطنه انطوان جريزمان.
لا أعلم هل سيميوني مثل يورجن كلوب لا يعرفان التعامل مع النهائيات أو المباريات الحاسمة، رغم أن كثيرين وأنا منهم أضعهما في الخانة الأولى أي كلا المدربين في عالم التدريب.

زيدان أحرز اللقب الأكبر وها هو اليوم يحتفل به كمدرب وأغلق الانتقادات التي طالت فلورنتينو بيريز وتخبطاته الكثيرة في الاستغناء عن لاعبين واستقطاب آخرين ومن ينسى ما ارتكبه في بطولة كأس الملك والأخطاء الإدارية، وأصبح زيزو المدرب الفرنسي الأول الذي يقود الريال للقب التشامبيونز ليج في إنجاز غير مسبوق وهو لم يمض أكثر من ستة أشهر، هذه كرة القدم.

لا أقلل من إنجاز الريال وزيزو، لكن حصل عليه الفريق بأقل المجهودات أي أشكر القرعة التي جنبت الملكي عدم مواجهة أفضل فريقين في القارة، وهما برشلونة وبايرن ميونيخ وأقدم شكري لدييجو سيميوني، لأنه مع فريقه تكفلا بإقصاء الفريقين الكبيرين.

ومن كان يصدق من مشجعي الريال بأن الفريق بعد موسمه الكارثي المحلي سيخرج بهذه البطولة الكبيرة.