مشاهير أمريكا والإسلاموفوبيا

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٣:٤٤ ص
مشاهير أمريكا والإسلاموفوبيا

عزيزة الحبسية
azizaalhabsi87@gmail.com

قدم مذيعان أمريكيان شابان على قناة في اليويتوب عشرة مشاهير في أمريكا لديهم تأثيرعلى الحياة العامة والحياة المدينة والفن والتكنولوجيا والثقافة في مجتمع الولايات المتحدة الامريكية، وكانت الحلقة بعنوان (ثينك تانك) تبث بدواعي محاربة الاسلاموفوببا.
وقد علقت المذيعة الامريكية الفاتنة الجمال في بداية تقديمها للموضوع بقولها إن المصابين بالفوبيا من الاسلام قد ينسون أو يتناسون كم مقدار إسهامات المسلمين ولن يحبوا النتيجة التي ستطرحها الحلقة. وقالت المذيعة ان هناك من يربط بشكل سخيف ومبالغ فيه بين الاسلام والعنف والارهاب.
واستعرض الفيديو مجموعة من الوجوه الامريكية المسلمة منها كريم عبد الجبار ومحمد علي كلاي الرياضي الشهير الذي توفي منذ اسابيع والممثلة وعارضة الازياء السمراء إيمان إيمان، وهي موديل وممثلة وصاحبة خط إنتاج خاص من المواد التجميلية التي انتشرت واشتهرت في امريكا وسنوب دوج. وقد أكد البرنامج أن هناك مشاهير في المجتمع لهم إسهامات في الحياة المدينة وفي حركة المجتمع المدنى في المجتمع الامريكي مثل مالكوم اكس ولاعب كرة السلة الامريكي الذي يعتبر من أعظم واهم خمسة عشر لاعبا في تاريخ الولايات المتحدة لكرة السلة كريم عبد الجبار والممثلة الين بورستن التي تركت المسيحية واعتنقت الاسلام وهي حقيقية مدهشة بحد ذاتها، وديف شابيل الممثل والكوميديان الأمريكي ودكتور از الخبير الصحي والمذيع التلفزيونى الشهير لعدة سنوات اضافة الى جويد كريم وهو مكتشف مساعد لليوتيوب.
ويعنى بالإسلاموفوبيا الخوف غير العقلاني الذي يعبر ضمنا عن القلق الاجتماعي، وعن التمييز والتحيز ضد المسلمين والإسلام. وهذه العنصرية ضد المسلمين تؤدي إلى استبعاد المواطنين المسلمين من تيارات أمريكا الاجتماعية والسياسية وتؤدي الى تهميشهم في مجتمعها ومؤسساتها، وتعمل على افتراض الذنب من قبل المصابين بالفوبيا من الاسلام الذي يغذي الكراهية ويؤدي الى الجرائم.
ولكن قد نتساءل هنا، فأمريكا أرض الحرية والحقوق الدستورية، كيف تخلق فيها هذا الشكل الجديد من أشكال العنصرية وهو مجتمع ظهرت فيه حركات الحقوق المدنية في وقت سابق من القرن العشرين؟ وتعود جذور الخوف من الإسلام في تاريخ أمريكا إلى 1960 و1970 عندما قدمت عروض هوليوود والتلفزيون صورا مسيئة للعرب والمسلمين، ما ولد الفكرة التي تتناولها وسائل الاعلام العالمية عن الاسلام كدين يوصف بالعنف الذي يقع على طرفي نقيض مع الغرب وافكاره وتوجهاته، وبالتالي كانت مسألة "الإسلام والغرب" موضوعة المؤتمرات الأكاديمية المختلفة في الولايات المتحدة وأوروبا، وبلدان أخرى، وكان أيضا موضوعا للكتابات التحليلية، والخطابات، والمنشورات وهذه الاتجاهات مجتمعة توضح أهمية موضوع (الاسلاموفوبيا) في قارات اخرى من العالم كآسيا وأفريقيا، حيث يمكن ان يتواجد المسلمون.
كما ان العداء وسوء الفهم بين المسلمين والمسيحيين لا يزالان قائمين في "صراع الحضارات" المزعوم فهناك باحثون يؤكدون أن هناك حاجة ملحة للمسلمين للخروج من هذا الروتين من خلال تحويل تركيزهم إلى القضايا والاهتمامات الأخرى التي هي أكثر عالمية في الطبيعة مثل الجدل الدائر حول العولمة والحركة البيئية، والحركة السلمية ضد الحرب وتجارة الأسلحة، وحملات العمل المتساوي، والحملات التي تقف ضد استغلال الأطفال.. وقد اشتدت اخر موجات معاداة الخوف من الإسلام والمسلمين، مع قصف 11/9 على مركز التجارة العالمي في نيويورك، وهجوم تشارلي ابدو في فرنسا، واعلان مجموعات تسمي نفسها بالدولة الاسلامية وتسريبها أشرطة فيديو تقطع فيها رؤوس السجناء الذين هم في كثير من الأحيان من الصحفيين، وهذه من العوامل التي أدت إلى ارتفاع وتيرة الاسلاموفوبيا في أمريكا وغيرها من دول أوروبا.
azizaalhabsi87@gmail.com