تقرير إخباري: ليبيا.. شبح التدخل العسكري يطل برأسه من جديد قوات حفتر تتقدم في بنغازي

الحدث الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٥:٣٧ ص
تقرير إخباري:
ليبيا.. شبح التدخل العسكري يطل برأسه من جديد قوات حفتر تتقدم في بنغازي

طرابلس – ش – وكالات

سيطرت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، على مناطق جديدة في مدينة بنغازي، بينما أعلن مصدر عسكري مقتل أيوب التونسي، الذي يوصف بأمير داعش في بنغازي. وارتفعت وتيرة المعارك ضد تنظيمي أنصار الشريعة وداعش بدءا من الأربعاء الفائت، بعد أن أطلق حفتر عملية عسكرية بهدف "تحرير آخر معاقل داعش في بنغازي".
وقال المتحدث العسكري باسم القيادة العامة لقوات طبرق العقيد أحمد بشائر المسماري إن القوات تمكنت من السيطرة على منطقة قاريونس بالكامل، بعد انطلاق عملية تحرير كامل مناطق المحور الغربي لمدينة بنغازي قبل يومين".
وأضاف "تم خلال يومين من العملية العسكرية السيطرة على قرية الجوازي، وشركة الجوف ومحيطها في منطقة قنفوده (غرب المدينة) ومستشفى العقم في القوارشة، وأبنية تابعة لشركات صينية وتركية، ومعسكر الدرع، وقتل من كان فيه".
وأشار المسماري إلى أن "إعلان تحرير كامل غرب بنغازي سيتم خلال فترة زمنية قصيرة، بعد أن انحصرت تلك المجموعات عند بوابة القوارشة، أهم معاقلها منذ سنوات"، وفق قوله.
وحول حصيلة القتلى في صفوف قوات طبرق، قال المتحدث العسكري "خسرنا 16 عسكريًا أثناء العمليات العسكرية، جميعهم قضوا نتيجة الألغام التي زرعتها الجماعات الإرهابية في المواقع التي هربت منها".
وكان حفتر بدأ في مايو 2014 عملية عسكرية سماها "عملية الكرامة" بحجة مكافحة الإرهاب، واستهدفت العملية أساسا كتائب مسلحة شاركت في الدفاع عن بنغازي عندما هاجمتها قوات العقيد الراحل معمر القذافي خلال ثورة فبراير 2011.
وسيطرت قوات حفتر بدعم من مليشيات مسلحة خلال العامين الماضيين على أجزاء من مدينة بنغازي، في حين لا تزال أحياء وسط المدينة وشمالها وغربها تحت سيطرة مجلس ثوار المدينة. وتسبب القصف الجوي والاشتباكات منذ بدء عملية الكرامة في مقتل وجرح آلاف الأشخاص، ودمار واسع بالمدينة.
في غضون ذلك، أكد الناطق باسم الكتيبة 21 مقتل أيوب التونسي، الذي يوصف بأمير داعش في بنغازي. واعتقل أيوب التونسي عام 2012، وتم تسليمه لرئاسة الأركان الليبية في ذلك الوقت، قبل أن يفرج عنه في ظروف غامضة.
وعلى صعيد آخر؛ نفى وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن فتح الأراضي والأجواء التونسية أمام أي تدخل عسكري محتمل على ليبيا، معتبرا أن حربها الدائرة ضد الإرهاب هي شأن ليبي بحت لا يتطلب أي تدخل عسكري أجنبي.
وقال الجهيناوي أن تونس لن تستعمل عبر أراضيها ولا عبر فضائها السلاح ضد ليبيا، ولن تقوم بتدخلات عسكرية فيها إيمانا منها بأن فض النزاعات لا يكون إلا بطرق سلمية. وشدد على أن الملف الليبي لا يزال في صدارة اهتمامات تونس، لا سيما المسائل المتعلقة بالتطورات الميدانية التي تشهدها ليبيا وخاصة المعارك الدائرة بمدينة سرت الليبية ضد داعش.
وأوضح وزير الخارجية التونسي أن "الجهود التي يقودها الليبيون لضرب الإرهابيين في مدينة سرت وغيرها يأتي في صميم الموقف التونسي الرافض لأي تدخل عسكري خارجي في ليبيا والمؤكد على أن مواجهة هذه المسألة، هو شأن ليبي".
وأشار إلى أن "أمن ليبيا من أمن تونس التي تعرضت إلى تهديدات إرهابية بسبب الحدود المفتوحة بين البلدين"، لكنه شدد على أن تونس لم تتخل عن ليبيا ولن تتوقف عن دعمها في سبيل الخروج من الأزمة التي تواجهها مشيرا إلى أن المستشفيات التونسية استقبلت عديد الجرحى الذين سقطوا جراء المعارك الأخيرة.
وأضاف أن الاتصالات بين الجانبين لم تتوقف منذ الزيارة التي أداها رئيس الحكومة الحبيب الصيد إلى طرابلس مشيرا إلى أن هناك توجها لتقييم العلاقات التونسية ـ الليبية، على المستوى التجاري ولعقد اجتماع مشترك للنظر في سبل دفع هذه العلاقات وتفعيلها.
وأضاف الجهيناوي أن الخطر الإرهابي الذي يواجه تونس، قائم على ضوء الأحداث التي تعرفها ليبيا، مشددا على أن تونس على أتم الاستعداد للذود عن أمنها.
وأشار وزير الخارجية التونسي إلى أن دحر الإرهاب في ليبيا من مصلحة تونس وكل دول الجوار، مشيرًا في السياق إلى أن التنسيق كبير بين تونس ومصر والجزائر حول ما يجري في ليبيا.
وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قد أعلن سابقا تأييده التدخل العسكري الخارجي ضد داعش في ليبيا، على أن تكون الضربات موجهة ضده بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة.
وتبادلت ليبيا وتونس الزيارات الدبلوماسية بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطنية برئاسة فائز السراج حيث توجه رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد إلى طرابلس في زيارة التقى خلالها بجملة من المسؤولين الليبيين بحكومة الوفاق على غرار السراج وتم فيها تدارس جملة من الأوضاع المعلقة بين البلدين بسبب الأحداث.
كما قام السراج بزيارة هو الآخر إلى تونس استمرت ليومين والتقى فيها عددا من كبار مسؤولي الدولة التونسية على غرار رئيس الدولة.
وتخشى تونس على أمنها بسبب الحدود المفتوحة مع ليبيا، مخافة أن يتسلل الإرهابيون إلى الأراضي التونسية على غرار ما حدث على الحدود التونسية مؤخرا عندما حاول أكثر من 200 عنصر تابع لداعش اقتحام مدينة بن قردان وإقامة إمارة لكن قوات الأمن والجيش تصدت لهم.