تونس.. تعزيز الأمن لضمان السياحة

الحدث الأحد ٢٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٥:٤٥ ص
تونس.. تعزيز الأمن لضمان السياحة

تونس – ش – وكالات

بعد عام على مقتل 38 سائحا أوروبيا في هجوم دموي على فندق في سوسة، تسعى تونس لاستعادة ثقة السياح بتكثيف إجراءات الأمن وترويج ما اتخذته من تدابير أمنية.
أنيس السويسي مدير المبيعات بفندق "روايال" بمنطقة "ياسمين الحمامات" في شمال شرق البلاد إلى الجنوب من العاصمة، قال لفرانس برس "منذ هجوم سوسة أنفقنا كثيرا على الأمن،.. في السابق كنا نبيع الشمس والبحر فقط، أما اليوم فأصبحنا نبيع الشمس والبحر والأمن.. الأمن أصبح عنصرا مهما لبيع الخدمات السياحية".
وفي 26 يونيو 2015 قتل التونسي سيف الدين الرزقي (23 عاما) برشاش كلاشنيكوف 38 سائحا بينهم 30 بريطانيا بفندق "امبريال مرحبا" في سوسة، في اعتداء تبناه تنظيم داعش المتطرف.
حصل الهجوم والبلاد لا تزال تتعافى من اعتداء استهدف في 18 مارس 2015 متحف باردو وسط العاصمة تونس، أسفر عن مقتل شرطي تونسي و21 سائحا اجنبيا، وتبناه التنظيم نفسه.
وألحق الاعتداءان أضرارا بالغة بالسياحة، أحد اعمدة الاقتصاد التونسي، إذ تراجعت ايراداتها في 2015 بنسبة 35 بالمئة، وعدد السياح بنحو 31 بالمئة وعدد السياح الاوروبيين بنحو 54 بالمئة مقارنة بسنة 2014 وفق احصائيات رسمية.
فرضت وزارة الداخلية، بعد هجوم سوسة، اجراءات أمنية غير مسبوقة في المطارات والمنشآت والمناطق السياحية من فنادق ومطاعم وشواطئ ومناطق أثرية ومسالك سياحية.
والشهر الحالي، نشرت الوزارة 1500 عنصر أمن سياحي وركزت أكثر من 70 مركز أمن "رملي" (متنقل) على طول شواطئ المناطق السياحية، بمناسبة عطلة الصيف التي تتزأمن مع ذروة الموسم السياحي.
وقال شرطي يعمل في مركز أمن متنقل بياسمين الحمامات لفرانس برس "أي شخص يثير لدينا شبهة، حتى وإن كان مصطافا، نوقفه ونطلب هويته ونمررها على منظومة الأمن المعلوماتية للتحري" مذكرا بأن منفذ هجوم سوسة تظاهر بأنه سائح وأخفى كلاشنيكوف في مظلة شمسية.
وبعد هجومي باردو وسوسة، واجهت اجهزة الأمن انتقادات كبيرة بسبب تأخرها في التدخل. وقد أقر رئيس الحكومة الحبيب الصيد، إثر هجوم باردو بوجود "إخلالات" في عمل قوات الأمن، كما أقر بعد هجوم سوسة بـ" تباطؤ" الشرطة في التدخل.
واليوم، اصبحت "كل" الفنادق في تونس مرتبطة مباشرة بمديريات الأمن عبر خط هاتفي خاص تتصل به عند الحاجة "فيكون التدخل سريعا" بحسب رضوان بن صالح رئيس النقابة التونسية لأصحاب الفنادق.
وألزمت وزارة الداخلية، بعد هجوم سوسة، كل الفنادق في تونس بتركيز "منظومة أمن ذاتية". وفي هذا الصدد قال مدير فندق "ايبيروستار" في جربة، أنيس الشملي لفرانس برس "كنا نعمل بـ8 حراس و16 كاميرا مراقبة، (وبعد هجوم سوسة) صار عندنا 16 حارسا مجهزين بهواتف لاسلكية، و64 كاميرا بالاضافة إلى 4 كلاب حراسة بوليسية وبوابة الكترونية لكشف المعادن".
وفي هذا الفندق لا يسمح لاي سيارة بالدخول الا بعد فحصها بجهاز لكشف المعادن. ولا يجازف الحراس المكلفون بهذه المهمة بالتقصير في أداء عملهم لأن الكاميرا تصور كل شيء ومدير الفندق او معاونوه يراقبون ما يحدث من مكاتبهم عبر شاشات مرتبطة بكاميرات المراقبة.
وأضاف انيس الشملي ان الفنادق في منطقة جربة-جرجيس السياحية اشترت لقوات الأمن 8 دراجات نارية رباعية العجلات لتسيير دوريات على شواطئ المنطقة. وقال "رغم الأزمة وتراجع الايرادات، فقد استثمرنا في الأمن وهذا عبء مالي اضافي".
من ناحيته، أفاد انيس السويسي ان فندق "روايال" في ياسمين الحمامات خصص 30 بالمئة من استثماراته الجديدة في 2015 للأمن وتدريب الحراس واقتناء تجهيزات المراقبة الالكترونية.
وقال محمد بوجدارية المندوب الجهوي للسياحة في ياسمين الحمامات ان ادارته تنظم يوميا حملات تفقد لمراقبة مدى احترام الفنادق للاجراءات الأمنية.
وأصبحت الاجراءات الأمنية المفروضة في الفنادق والمناطق السياحية "المحور الرئيسي" لحملات الترويج لسياحة تونس في الخارج بحسب عبد اللطيف حمام مدير عام "الديوان الوطني التونسي للسياحة".
وقال المسؤول "نقوم باستدعاء صحافيين ومتعهدي رحلات ووكالات اسفار حتى يعاينوا بأنفسهم وبشفافية تامة الاجراءات الأمنية المعتمدة. في مارس الفائت استدعينا 440 وكيل سفر روسي إلى جربة (..) ونتوقع بلوغ 300 الف سائح روسي على الاقل هذا العام" مقابل 50 الفا فقط في 2015.
ونظمت وزارة السياحة في الاشهر الاخيرة 27 رحلة نحو تونس لحوالي 1900 وكيل اسفار ومتعهد رحلات تم استقدامهم من 14 سوقا لإطلاعهم على ظروف الأمن في الفنادق والمناطق السياحية.
وقال عبد اللطيف حمام "جهودنا بدأت تؤتي ثمارها، والأمور تتحسن وقد اعيد فتح نحو 60 من جملة 100 فندق اغلقت" بعد هجوم سوسة. وتعد تونس 650 فندقا نصفها من فئة 4 و5 نجوم، وفق حمام.