صدام حسين وراء صاعقة بريطانيا

الحدث الثلاثاء ٢٨/يونيو/٢٠١٦ ١٨:٤٦ م
صدام حسين وراء صاعقة بريطانيا

واشنطن -

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن الاضطراب الذي يشهده العالم حاليا، وآخره كارثة خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، تتحمل مسؤوليته الولايات المتحدة. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 25 يونيو، أن غزو العراق الفاشل كان بداية تفجر هذا الاضطراب وأعقبه الأزمة المالية العالمية، والحروب الضارية حاليا في الشرق الأوسط.

وتابعت «الولايات المتحدة بمشاركة بريطانيا أطاحت بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وتسببت في إشعال منطقة الشرق الأوسط برمتها، كما عصفت الأزمات بأوروبا، ولم تفعل واشنطن شيئا لاحتوائها». واستطردت الصحيفة «أمريكا لم تتدخل في الركود الاقتصادي الذي شهدته أوروبا في 2008، ولا في أزمة ديون اليونان، ولا في أزمة اللاجئين القاسية التي عصفت بالقارة الأوروبية مؤخرا».

وخلصت «واشنطن بوست» إلى القول: «إن الولايات المتحدة لم تستطع تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، ولا هي تدخلت في الأزمات الأخيرة التي تعصف بأوروبا». وكانت جيني واتسون رئيسة لجنة الاستفتاء في بريطانيا أعلنت عن تصويت 51.9 من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، مقابل 48.1 % عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه، وذلك في الاستفتاء الذي جرى الخميس الموافق 23 يونيو، بعد عضوية استمرت 43 عاما.

صاعقة للجميع

من جانبها قالت صحيفة صانداي تايمز إن قرار خروج بريطانيا الذي صوّت 52 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم لصالح تخلي بريطانيا عن عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وقع على بريطانيا كالصاعقة وكأن من صوتوا لصالح هذا الخيار لم يتوقعوا بل لم يريدوا أن يحدث ذلك.
وتابع روبرت هاريس كاتب المقال قائلا: إن بريطانيا لم تحتفل بما أطلق عليه بعض الساسة الداعمين لخيار الخروج مثل زعيم حزب استقلال بريطانيا نايجل فاراج أو عمدة لندن السابق بوريس جونسون «يوم الاستقلال» وأضاف إذا سرت في شوارع العاصمة البريطانية لن تجد سوى المظاهرات المناهضة لنتيجة الاستفتاء.
وأشار هاريس إلى أن مناخا من الشك وعدم اليقين والأجواء السلبية المرتبطة بتبعات الخروج من الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا هي التي تسيطر على الشارع البريطاني منذ ذلك الحين، محذرا من أن الأنباء السيئة المرتبطة بخروج بريطانيا ما هي إلا بداية وليست نهاية لفترة سينظر لها فيما بعد على اعتبار أنها أكثر اللحظات التي شهدت شقاقا وتسببت في الإحباط في المشهد السياسي في بريطانيا.

تمرد

قالت صحيفة «الجارديان» البريطانية: إن ثلاثة ملايين شخص وقعوا على عريضة تطالب بإعادة الاستفتاء، الذي أيد الخروج من الاتحاد الأوروبي، استنادا لأن المؤيدين للخروج أقل من 60 % وأن نتيجة الاستفتاء كانت متقاربة جدا، وأن عدد المشاركين فيه أقل من 75 %.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الداعين لإعادة الاستفتاء استندوا أيضا إلى أن نائبا بالبرلمان البريطاني، وهو ديفيد دلامي من حزب العمال طلب من أعضاء البرلمان تجاهل استفتاء الخروج.
وتابعت الصحيفة «لا يوجد قانون يؤيد الموقعين على طلب الإعادة، بالإضافة إلى أن خبراء القانون الدستوري يستبعدون أيضا إجراء استفتاء ثان».
وكانت جيني واتسون رئيسة لجنة الاستفتاء في بريطانيا أعلنت عن تصويت 51.9 من البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، مقابل 48.1 % عبروا عن تأييدهم للبقاء فيه، وذلك في الاستفتاء الذي جرى الخميس الموافق 23 يونيو، بعد عضوية استمرت 43 عاما.
واختارت جميع الدوائر الانتخابية في أسكتلندا البقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث صوت 62 % من الناخبين الأسكتلنديين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح البقاء في الاتحاد، بينما أيد 38 % الانسحاب.
وقبل الاستفتاء، أعلن الحزب القومي الأسكتلندي بزعامة سترغون أنه سيكون هناك تصويت شعبي آخر في حال إجبار أسكتلندا عن الانسحاب من الاتحاد ضد رغبتها. وفي تصويت شعبي جرى عام 2014، اختار الناخبون الأسكتلنديون البقاء كجزء من بريطانيا.
ومن جهته، توقع الزعيم السابق للحزب القومي الأسكتلندي أليكس سالموند أن يدعو الحزب إلى استفتاء جديد على استقلال أسكتلندا عن بريطانيا.
ونقلت «الجزيرة» عن سالموند قوله: «الحكمة تقتضي عدم خروج أسكتلندا من الاتحاد الأوروبي أبدا».
ومن جهته، ذكر حزب الشين فين القومي الأيرلندي أن الحكومة البريطانية خسرت «أي تفويض» لتمثيل مصالح الشعب في أيرلندا الشمالية.
وقال رئيس الحزب ديكلان كيرني في بيان له إن الاستفتاء أسفر عن «أصوات إنجليزية أسقطت رغبة الشعب هنا في شمال أيرلندا، حيث صوت الجمهوريون والوحدويون والكاثوليك والبروتستانت لصالح البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.
وأضاف كيرني «النتيجة تغير بشكل كبير المشهد السياسي في شمال أيرلندا، وسنكثف قضيتنا للدعوة إلى تصويت عبر الحدود بموجب بنود اتفاق الجمعة العظيمة»، في إشارة إلى تصويت عبر الحدود بشأن أيرلندا موحدة».
وأنهى اتفاق «الجمعة العظيمة» الذي تم إبرامه عام 1998 بشكل رسمي عقودا من الصراع الطائفي في أيرلندا الشمالية.