ناقصكم مكيفات

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢٨/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٢٤ م
ناقصكم مكيفات

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

يُنمي الصحفي، بسبب طبيعة عمله، عيناً ناقدة تتصيد النواقص والمثالب في كل شيء، لا كيداً ولا بُغضاً لأحد كما يخال البعض -حاشا- فكل ما في الأمر أن الصحفي المخلص أشبه ما يكون بالطبيب الذي يبحث عن سُبل لتحسين صحتك وحياتك فيركز على العلل والمخاطر بغية معالجتها وتطويقها، وهو ما لا يفهمه من يريدون من الصحافة “الطبطبة” عليهم بمناسبة وغير مناسبة ويرون كل نقد لهم بأنه عداء، ويضيقون على الصحف والصحفي الناقد حتى يشعر أن كلماته معتقلة في حنجرته.

أعترف أني واحدة من هؤلاء الذين يملكون الكثير ليقولوه في سبيل التطوير والتغيير، وقلما أشعر بالرضى عن أداء جهة مثلي مثل أولئك الذين عاشوا بالخارج ودخلوا متاهة مقارنة دولهم النامية بدول متطورة تبلورت رؤيتها لكل شيء.. لكن الحق يقال أنه بين الوقت والآخر تأتي جهات لتُبهرك، وتجبرك على الثناء عليها وتُثبت لك بأن الكمال ممكن لو توفرت النية والجدية لتحقيقه.

بلدية مسقط في إدارتها للمتنزهات العامة البالغ عددها 135 متنزهاً وحديقة مثال حي على ما نقول.. فعندما تزور مسقط وضواحيها وتقرر أن تمضي وقتاً في متنزه عام ستجد نفسك وسط مساحات شاسعة ممتدة مدارةً بعناية ومتقنة التفاصيل، نظيفة رغم استهتار بعض زوارها ورميهم للمخلفات. كما ستلاحظ أن الكراسي فيها وألعاب الأطفال بل وسلال المهملات موزعة بشكل مدروس في كل اتجاه. حتى المرافق الصحية العامة التي يخشى البعض المرور قربها أحيانا نظيفة بشكل لائق. وهناك غرف معدة للصلاة، بل وحتى الباعة المتجولون منظمون في المداخل بطريقة راقية، ناهيك أن لكل حديقة طابعاً خاصاً بها وتشجيراً خاصاً وتوزيعاً ملائماً لمساحتها. ولا أبالغ إن قلت إني لم أجد في دول الخليج حدائق بهذا الجمال لخدمة العائلات.

حس الصحفي الناقد الذي سبق وحدثتكم عنه وقف عاجزا أمام هذا الجهد وبحث عن ملاحظات فلم يجد. فما توفره البلدية من بيئة ترفيهية للمواطنين والمقيمين أمر يستحق الإشادة والتقدير.

في ختام جولتي مع إحدى الصديقات التفتت لي متسائلة بسخرية “صج يعني كلشي عجبك” فأومأت لها بالإيجاب وقلت مازحة “ما ناقصهم إلا تكييف”..
فشكراً للمتنزهات والقائمين عليها، وهم يستحقون الشكر ولا ريب.