رونالدو يقود امال البرتغاليين لعبور الحاجز البولندي

الجماهير الأربعاء ٢٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٤٣ م
رونالدو يقود امال البرتغاليين لعبور الحاجز البولندي

باريس-أ ف ب

تتجه الانظار اليوم الخميس الى مدينة مرسيليا الساحلية التي تشهد انطلاق مباريات الدور ربع النهائي لكأس اوروبا في كرة القدم الجارية في فرنسا بمواجهة بين البرتغال بقيادة نجمها كريستيانو رونالدو وبولندا القوية دفاعيا.
وتقام مباريات ربع النهائي في الايام الاربعة المقبلة، فتلتقي ويلز مع بلجيكا الجمعة، والمانيا بطلة العالم مع ايطاليا التي جردت اسبانيا من لقبها السبت، وفرنسا المضيفة مع ايسلندا المفاجأة الاحد.
وتملك البرتغال سجلا افضل من منافستها في البطولة الاوروبية، اذ كانت على وشك احراز اللقب الاول في تاريخها قبل ان تخسر على ارضها امام البرتغال عام 2004، كما وصلت الى نصف النهائي اعوام 1984 و2000 و2012.
من جهتها، تشارك بولندا في البطولة للمرة الثالثة فقط، وكانت خرجت من الدور الاول في المرتين السابقتين، لكنها تألقت على الصعيد العالمي فحلت ثالثة في كأس العالم مرتين عامي 1974 و1982.
لم يقدم منتخب البرتغال المستوى الذي يضعه بمصاف المنتخبات المرشحة بقوة لاحراز اللقب برغم وجود رونالدو، الذي بدأ البطولة بشكل متواضع جدا قبل ان يصحو في المباراة الثالثة من الدور الاول ويسجل ثنائية عبر فيها بالفريق الى ثمن النهائي.
في المقابل، فان منتخب بولندا الذي يضم مهاجم بايرن ميونيخ الالماني الفذ روبرت ليفاندوفسكي امتاز حتى الان بالصلابة الدفاعية، ويكفي ان شباكه اهتزت مرت واحدة فقط في اربع مباريات، وكانت امام سويسرا في المباراة السابقة.
حققت بولندا فوزها الاول في تاريخ البطولة في المباراة الاولى على الضيفة الجديدة ايضا ايرلندا الشمالية 1-صفر، ثم فرضت التعادل السلبي على المانيا قبل ان تفوز على اوكرانيا 1-صفر، واقصت سويسرا من ثمن النهائي بركلات الترجيح 5-4 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي.
وهي المرة الاولى التي تبلغ فيها بولندا ربع نهائي احدى البطولات الكبرى منذ 34 عاما.

بداية متواضعة
بدأت البرتغال البطولة بتعادل مخيب جدا مع ايسلندا الضيفة الجديدة 1-1، ثم انتهت المباراة الثانية امام النمسا بتعادل سلبي، وانتظر رونالدو ورفاقه حتى المباراة الاخيرة امام المجر لاظهار معدنهم وخصوصا في الشوط الثاني.
انتهت المباراة 3-3 بعد لحظات مثيرة لتتأهل البرتغال كأحد افضل اربعة منتخبات حلت في المركز الثالث، حيث نجح رونالدو اخيرا في هز الشباك فسجل هدفين وبات اول لاعب في التاريخ يسجل في اربع بطولات اوروبية مختلفة.
وصحيح ان رونالدو لم يسجل في ثمن النهائي امام كرواتيا، لكنه مرر كرة الى كواريسما سجل منها هدف العبور الى دور الثمانية قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الاضافي الثاني.

عيوب دفاعية
ظهرت عيوب كثيرة في اداء المنتخب البرتغالي، اذ كشف المنتخب المجري ثغرات دفاعية هائلة في تشكيلة المدرب فرناندو سانتوس، كما ان كرواتيا تفوقت عليه فنيا برغم خسارتها في ثمن النهائي.
وباتت مباراة البرتغال وكرواتيا اول مباراة في تاريخ كأس اوروبا لا تشهد اي تسديدة مباشرة على المرمى في الوقت الاصلي.
والفوز على كرواتيا كان الاول للبرتغال في البطولة، وهو ما تبحث عن تكراره امام بولندا برغم صلابة دفاعها.
وبدا المدافع البرتغال جوزيه فونتي متفائلا بقوله "ستكون لدينا دائما الفرص للفوز. نملك افضل لاعب في العالم - رونالدو - ولاعبين مثل ناني وكواريسما وجواو ماريو".
واعتبر فونتي ان المدرب سانتوس لا يكترث كثيرا للطريقة التي يعتمدها في حال تابع المنتخب طريقه الى نصف النهائي مؤكدا "اذا تعين علينا اللعب بشكل سيىء والفوز، فانا سأفعل ذلك. كفريق تريد تقديم كرة قدم جيدة والفوز ولكن احيانا لا تستطيع ذلك".
وسخر حارس بولندا فويسيتش تشيسني الذي خاض المباراة الاولى امام ايرلندا الشمالية من القول ان رونالدو ليس في القمة، واعرب ايضا عن اعجابه بالبرتغالي الشاب ريناتو سانشيز (18 عاما) المنتقل الى بايرن ميونيخ مقابل نحو 5ر38 مليون دولار.
وقال تشيسني "منتخب البرتغال رائع، انه ليس فقط كريستيانو رونالدو، والبعض يقول انه لاي يقدم افضل مستوياته، ولكن ما زلت احب ان يكون في فريقي".
واضاف "فضلا عن رونالدو، اعجبني ريناتو سانشيز. من دون شك، ان عملا كبيرا ينتظرنا الخميس".
وقد يشارك سانشيز اساسيا للمرة الاولى في البطولة بسبب بعض الاصابات التي تواجه رافايل غيريرو واندري غوميش وجواو موتينيو.

صلابة دفاعية
يعول مدرب بولندا آدم نافالكا على جدار حديدي في الدفاع يتألف من لوكاس بيتشيك وكميل غليك وميشال بازدان وارتور يدرييتشيك، وخلفه تشيسني او لوكاس فابيانسكي الذي شارك في المباريات الثلاث الاخيرة.
واختبر الدفاع البولندي جيدا حتى الان، ويكفي ان المانيا فشلت في التسجيل، ونجحت سويسرا مرة واحدة فقط عبر شيردان شاكيري، وهو الهدف الوحيد الذي ولج مرمى بولندا في اربع مباريات ما يضع رونالدو ورفاقه امام تحديات صعبة جدا.
وجاء نافالكا الى البطولة بسلاح هجومي فتاك لكنه لم يعمل حتى الان، اذ فشل المهاجم ليفاندوفسكي في التسجيل في اربع مباريات، وهو الذي تصدر ترتيب هدافي الدوري الالماني في الموسم المنصرم برصيد 30 هدفا.
وعانى ليفاندوفسكي من بعض الالام بعد الفوز على كرواتيا، لكن مساعد المدرب هوبرت مالوفييسكي اكد "لسنا قلقين اطلاقا بشأن روبرت"، مضيفا "عانى من بعض الالام بعد المباراة ولكنه سيكون جاهزا امام البرتغال".
ولا ينحصر الخطر البولندي فقط بليفاندفوسكي، اذ يمتلك نافالكا سلاحا ثانيا مع ياكوب بلاشتشيكوفسكي صاحب هدف الفوز على اوكرانيا، كما يعول على ظهير ايمن بوروسيا دورتموند الالماني لوكاس بيتشيك ومهاجم اياكس امستردام الهولندي اركاديوسش ميليك صاحب هدف الفوز على ايرلندا الشمالية.

رونالدو لمعادلة رقم بلاتيني وليفاندوفسكي لفك صيامه

وبموازاة المعركة الكروية بين منتخبي البرتغال وبولندا لحجز بطاقة العبور الى نصف نهائي كأس اوروبا في فرنسا، فان معركة أخرى تدور رحاها بين مهاجمين من طراز رفيع هما كريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي.
وستنعكس نتائج معركة رونالدو-ليفاندوفسكي على المواجهة بين المنتخبين بطبيعة الحال في مسألة التأهل والخروج، لكنها تحمل عنواين شخصية لكل منهما فرضتها ظروف المباريات الاربع لهما في البطولة حتى الان.
الامر المؤكد ان رونالدو وليفاندوفسكي لم يقدما افضل ما لديهما في البطولة الاوروبية بعد، ولكن البرتغالي عرف الوصل مع الشباك في المباراة الثالثة حين سجل مرتين امام المجر، في حين ان ليفاندوفسكي لا يزال صائما عن التسجيل.
صحيح ان احدا لم يضع منتخب البرتغال في الصف الاول للمرشحين للقب قبل انطلاق البطولة، وان تمحورت المشاركة حول الفرصة الاخيرة لرونالدو وهو في الحادية والثلاثين من العمر لنقل نجاحاته الى المنتخب بعد ان حقق كل شيء مع فريقه ريال مدريد الاسباني.
في المقابل، فانه من المؤكد ان بولندا كانت خارج دائرة الترشيحات تماما.
وصل المنتخبان الى الدور ربع النهائي، ولا يمكن لاحد التكهن بنتائج المباريات في مراحل خروج المغلوب، ولكن رونالدو استفاق ولو متأخرا وسجل ارقاما قياسية على الصعيد الشخصي.
وبعد تسجيله هدفين في مرمى المجر، بات رونالدو يهدد الرقم القياسي للنجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني في عدد الاهداف في نهائيات البطولة الاوروبية.
وتعملق بلاتيني وسجل تسعة اهداف في بطولة واحدة عندما استضافتها بلاده عام 1984، فقادها الى لقبها الاول في تاريخها.
ويبتعد رونالدو حاليا بفارق هدف واحد عن بلاتيني، بعد ان رفع رصيده الى ثمانية اهداف.
من التوتر الى الارقام القياسية ولكن المهاجم البرتغال سجل رقما قياسيا اذ بات أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل في اربعة نهائيات، بعد ان كان سجل هدفين في كأس اوروبا 2004، وهدفا في 2008، وثلاثة اهداف في 2012.
وحطم رونالدو ايضا الرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات الاوروبية حيث خاض 17 مباراة حتى الان، متقدما على الحارس الهولندي ادوين فان در سار والفرنسي ليليان تورام.
وكان تخطى ايضا لويس فيغو (127 مباراة) في عدد المباريات الدولية مع منتخب البرتغال رافعا رصيده الى 130 مباراة، وعزز رقمه القياسي في الاهداف الدولية لبلاده برصيد 60 هدفا حتى الان.
راهن الجميع على رونالدو في البطولة، خاصة بعد موسم رائع قاد فيه ريال مدريد الى تعزيز رقم القياسي في دوري ابطال اوروبا باحراز اللقب الحادي عشر على حساب جاره اتلتيكو مدريد.
ونفذ رونالدو الركلة الترجيحية الحاسمة لريال للفوز على اتلتيكو 5-3، بعد ان تعادل الفريقان 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي على ملعب سان سيرو في ايطاليا في المباراة النهائية في الثامن والعشرين من مايو الماضي.
ويتصدر رونالدو ترتيب هدافي دوري ابطال اوروبا برصيد 94 هدفا، متقدما بفارق 11 هدفا على الارجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة.
كما ان المهاجم البرتغالي سجل اكثر من 50 هدفا للنادي الملكي للموسم الخامس على التوالي.
وتخلص رونالدو من البداية المتوترة في كأس اوروبا، فبعد الفشل في التسجيل في المباراتين الاوليين امام ايسلندا والنمسا، وبعض الصريحات غير الموفقة ضد ايسلندا عن نهجها الدفاعي ثم اهدار ركلة جزاء امام النمسا حيث سدد الكرة بالقائم الايمن للمرمى، الى حادثة رمي ميكروفون لاحد الصحافيين في مياه بحيرة ليون، فان الـ"دون" عاد في الوقت المناسب في المباراة الحاسمة امام المجر بتسجيل هدفين وتمرير كرة الهدف الثالث،
كما انه مرر الكرة التي سجل منها كواريسما هدف الفوز في مرمى كرواتيا في ثمن النهائي.
ليفاندوفسكي والعقم الهجومي على المقلب الاخر، يعيش ليفاندوفسكي (27 عاما) عقما هجوميا وهو الذي يرعب المدافعين وحراس المرمى بشهيته التهديفية العالية.
وسجل ليفاندوفسكي 30 هدفا في الموسم الماضي مع بايرن ميونيخ توج فيها هدافا للدوري الالماني، كما انه صاحب الرقم القياسي في التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس اوروبا برصيد 13 هدفا.
وقد يكون الاسلوب الدفاعي الذي يعتمده مدرب بولندا آدم نافالكا سببا في عدم حصول ليفاندوفسكي على الكرات الخطرة للتسجيل، لكن بعد اربع مباريات عقيمة، يتعين عليه اظهار معدنه امام البرتغال.
ودافع نافالكا مرارا عن ليفاندوفسكي بقوله "انه لاعب في غاية الاهمية لنا رياضيا ونفسيا. يحفز زملاءه ونحن سعداء بمساهمته خارج الملعب. روبرت، وبرغم عدم تسجيله، يساعد زملاءه من خلال خلق المساحات وتحريرهم. يسرق انظار الخصم وانا متأكد من قدرته على التسجيل في اللحطة المناسبة".
ورونالدو وزميله في المنتخب وريال مدريد بيبي يتذكران جيدا كيف هز ليفاندوفسكي في احد الايام شباك فريقهما اربع مرات في مباراة واحدة في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا عام 2013 عندما كان في صفوف بوروسيا دورتموند.