المتحف الوطني يستعرض تاريخ السلطنة وفق أحدث المعايير

مزاج الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٤٥ م
المتحف الوطني يستعرض تاريخ السلطنة وفق أحدث المعايير

**media[460447,460448,460449,460450,460451,460452,460453,460454,460455,460456,460457,460458,460459,460460,460461,460462,460463]**

مسقط-ش
بتمازج مبهر بين تراث الماضي البعيد وما تركه أجدادنا منذ آلاف السنين، وبين ثورة التكنولوجيا والتقنيات الرقمية ووفق أحدث المعايير العالمية المتبعة في مجال الإدارة المتحفية وإدارة المقتنيات والعروض، وبمساحة تبلغ 13700 مترا مربعا، يستعد المتحف الوطني كأكبر صرح حضاري وثقافي مبهر لفتح أبوابه لعموم الزوار يوم 30 يوليو 2016 ليخوضوا تجربة ثقافية وإنسانية لا تنسى مع أكثر من 5466 قطعة متحفة تم عرضها في 14 قاعة مختلفة تضم أبرز الشواهد والمقتنيات المادية والمعنوية لتاريخ السلطنة و مزودة بتسجيلات مرئية وصوتية ومكونات تفاعلية رقمية حديثة.
وقد تم الإعلان عن التفاصيل في مؤتمر صحفي حضره المكلف بأعمال مدير عام المتحف الوطني جمال بن حسن الموسوي والذي قدم شرحا مفصلا عن المتحف ومقتنياته من خلال جولة ممتعة في أرجاء المتحف.

قاعات ومرافق المتحف
يضم المتحف الوطني (14) قاعة للعرض المتحفي الثابت تغطي مساحة (4000) مترًا مربعًا، من أصل مساحة البناء التي تبلغ (13700) مترًا مربعًا، وتم توزيع محتوياتها وفق السياقين الزماني والموضوعي، والقاعات هي: قاعة الأرض والإنسان، قاعة التاريخ البحري، قاعة السلاح، قاعة المنجز الحضاري، قاعة الأفلاج، قاعة العملات، قاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة: بات والخطم والعين، قاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة: أرض اللبان، قاعة ما قبل التاريخ والعصور القديمة: ماقبل التاريخ، وحضارة ماجان، والعصر الحديدي، قاعة عظمة الإسلام، قاعة عمان والعالم، قاعة عصر النهضة، قاعة التراث غير المادي، قاعة المقتنيات (منظومة المخازن المفتوحة).
وتتنوع المقتنيات بين التحف الأثرية والوثائق والمراسلات والمخطوطات القديمة والعملات الورقية والنقود إلى جانب مجسمات السفن والمراكب وأدوات الملاحة البحرية والأسلحة التقليدية. أيضا يمكن للزائر الاستمتاع بعرض ومعلومات عن نظام الأفلاج والآلات والمعدات الزراعية واللقى المتصلة بالعمارة والخزف والأثاث والآلات الموسيقية وبين حجر الصوان متعدد الاستخدامات بقاعة الحقب الزمنية والذي يرجع تاريخه الى ما يقارب مليوني عام، وفي قاعة عصر النهضة العمانية يمكن مشاهدة اول كرسي جلوس لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- عند توليه مقاليد الحكم عام 1970 وغيرها الكثير من المقتنيات النفيسة.
وفي قاعة الأرض والإنسان تبرز على أعلى الجهة اليمنى للطابق الثاني شرفة عمانية تقليدية تم إحضارها من سور اللواتية في مطرح بلونها الأزرق الذي يحاكي إطلالتها البحرية ومن الجهة الأخرى تطل مؤخرة سفينة من نوع الغنجة بحجمها الحقيقي. إلى جانب العديد من المقتنيات التي تعكس التراث العماني من حيث الزي وكرم الضيافة غيرها. وتستعرض قاعة المنجز الحضاري مسيرة 5 آلاف عام من خلال استعراض نماذج متحفية منتقاة للعمارة التقليدية من قلاع وحصون وبيوت تاريخية ومساجد.
وتحتوي القاعة على ستة أقسام يتناول القسم الأول موقع قلعة بهلا وواحتها وهو أول موقع في عمان تدرجه منظمة ( اليونسكو ) ضمن قائمة التراث العالمي عام 1987 ، أما القسم الثاني فيصف أهم العواصم السياسية لعمان مثل صحار والرستاق ونزوى ومسقط، وفي القسم الثالث يتم تناول عدد من القلاع والحصون العمانية المتميزة بانماطها المعمارية وخصوصيتها التاريخية والقسم الرابع يوضح القصور الريفية والبيوت المحصنة، أما القسم الخامس فيوضح انماط البيوت السكنية التقليدية في محافظات السلطنة، ويتناول القسم السادس الابعاد الجمالية للعمارة التقليدية في عمان، ونشاهد في هذا القسم بيت فرنسا في مسقط الذي يعود انشاؤه الى القرن التاسع عشر الميلادي ومسجد الشواذنة بولاية نزوى نموذجا للمساجد العمانية التقليدية و/البيت العود/ في ابراء وبيوت القفل بمحافظة مسندم ومجسم لحصن الخندق بالبريمي وآخر لقلعة بهلا.

منظومة الأفلاج
وتضم (قاعة الافلاج) منظومة الافلاج العمانية ومن بينها الافلاج العمانية الخمسة التي ادرجتها اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي عام 2006 تعبيرا عن المكانة الدولية لهذا النظام المائي الفريد.
وتعود منظومة الافلاج في عمان الى حوالي القرن السادس الميلادي وتشير الاكتشافات الاثرية الحديثة الى ان انظمة الري كانت تستخدم في شمال عمان منذ العصر البرونزي ( 3100 ـ 2000 ق.م ) ولا تزال.
وفي قاعة (بات والخطم والعين) التي سميت بذلك نسبة الى المواقع التاريخية العمانية المدرجة في لائحة التراث العالمي لليونسكو التي تضم مدافن بات ووادي العين والخطم، نجد في القاعة مجسما طبيعيا بأحجام ومقاسات وابعادا حقيقية لتلك المدافن التي يمكن مشاهدتها في موقع بات بولاية عبري ويعود عمر تلك المدافن إلى أربعة آلاف عام كما وتتميز هذه القاعة بوجود ثلاثة شواهد قبور تمت اعارتها من متحف فكتوريا والبرت ببريطانيا اثنان منها يعودان للسلطان المظفر الرسولي في ظفار وعمرهما يزيد على 800 عام ويعرضان لاول مرة في السلطنة.

تجربة حية
ويضم المتحف الوطني قاعات مخصصة للمعارض المؤقتة بمساحة 376 متر مربع تم تصميمها وفق الضوابط المعايير المتبعة لهذا النوع من المنشآت وضم المتحف كذلك أول مركز للتعلم المتحفي في السلطنة وأول مرافق للحفظ والصون الوقائي صممت وفق المعايير الموضوعة من قبل المجلس الدولي للمتاحف إضافة إلى بنية تحتية تكاملية للفئات الخاصة، مثل رموز لغة بريل بالعربية في سياق التفسير المتحفي الثابت.
كما أن الزائر يستطيع أن يشاهد ويعايش المراحل التي تمر بها اللقى المتحفية من جرد، وتوثيق، وفحص مبدئي وحفظ وصون، وصولا إلى مرحلة حفظها بالشكل المؤقت في منظومة المخازن المفتوحة، إذ أن ما كان سابقا يتم خلف الكواليس سيكون متاحا للمشاهدة بشكل ثابت ومتواصل بالمتحف الوطني.

تاريخ انشائه
وقد أنشىء المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (62/2013م) الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ) الموافق (20 من نوفمبر 2013م) وهو يتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الاداري والمالي. بغية تقديم الرؤية والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة، وبما يحقق نقلة نوعية للقطاع المتحفي تماشيًا مع أفضل المعايير والممارسات المتحفية في العالم.

أهداف المتحف الوطني
ويهدف المتحف الوطني للارتقاء بالوعي العام وتفعيل انتماء المواطن، والمقيم، والزائر لعُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها. إلى جانب الحفاظ على الشواهد والمقتنيات المادية والمعنوية المكونة لتاريخ وتراث وثقافة وفنون عُمان بكافة تجلياتها، وإبراز الأبعاد الحضارية والتاريخية والثقافية لعُمان، وتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعاير المتبعة في مجالات الإدارة المتحفية، وإدارة المقتنيات، والعرض، والمعروضات، والمعارض، والأنشطة الخاصة، وخدمة الزوار، والتربية المتحفية، والبحوث، والإصدارات، والعلاقات العامة، والتسويق وممارساته، ونظم الأمن المتحفي.

الرسوم للزوار
كما تم تحديد الرسوم بدقة لتناسب الجميع حيث يبلغ رسم الدخول للمواطنون ومواطنو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ريال واحد، في حين يبلغ للأجانب المقيمين بالسلطنة 2 ريال، وللأجانب غير المقيمين بالسلطنة 5 ريالات عمانية.
وتعفى من رسوم زيارة المتحف الوطني طلاب المدارس إلى سن (25) الخامسة والعشرين عامًا، أيا كانت جنسيتهم، سواء أكانت الزيارة بشكل فردي أم ضمن مجموعات. و وو الاحتياجات الخاصة. والمواطنون، ومواطنو دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ممن بلغوا سن (60) الستين عامًا.

ساعات العمل
وخلال المرحلة الأولى من تشغيل المتحف الوطني لعموم الزوار، سوف يفتح المتحف أبوابه على مدى أربعة أيام في الأسبوع (السبت، الأحد، والاثنين، والثلاثاء)، من الساعة (9) صباحًا، وحتى الساعة (3) ظهرًا، الفترة من (30 يوليو 2016م) وحتى (30 سبتمبر 2016م). آخر موعد لشراء التذاكر في تمام الساعة (2:30) ظهرًا.