ابن علوي يدعو لحل الأزمات بـ "الإقناع"

الحدث الثلاثاء ٢٦/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٣١ م
ابن علوي يدعو لحل الأزمات بـ "الإقناع"

مسقط - روسيا اليوم

قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله في مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "روسيا اليوم" إن حالة الضعف الشديد في العالم العربي هي نتيجة أهمية الموقع والاطماع الدولية في المنطقة وتعقد وسائل إيجاد الحلول.
وحول الدور العماني في الشرق الأوسط والطريقة الخاصة الناعمة لتسهيل اللقاءات بين الفرقاء دون الوقوف مع طرف على حساب آخر، قال معاليه: هذا المنهج ليس وليد هذه الأحداث، بل هو في فكر القيادة العمانية، وعندما تولى جلالة السلطان الحكم في عام 1970م كانت أطراف في عمان في حالة حرب مع تنظيمات عربية وعمانية ذات فكر شيوعي لكنها انتهت خلال 4 سنوات بـ "الإقناع" وبدون استخدام القوة، وهي قناعة متأصلة في الفكر العماني، ولنا أن نقيس ونقدر المواقف، ففي بعض المواقف وفي بداية الأزمات يرى البعض بأنه الأصدق والأقوى وأنه قادر على إنهاء القضية، وبالتالي من الصعب إقناعه بالعدول عما هو عليه وهذا ما وجدناه في حالة الاحتلال العراقي للكويت وما آلت إليه العراق بعد حرب الكويت.
وأكد معاليه في حديثه أن عدم القدرة على تجنب الوقوع في الأزمات والمصائب لم يكن متوفرا وهذا ما قيل في عدة اجتماعات، مؤكدا أنه من غير المقبول أن تتورط دولة عربية في حرب ما في مكان ما، ثم تأتي للعرب وتقول لهم عليكم مسؤولية إخراجي من هذه الحرب أو الأزمة لأنك إذا كنت تريد من الآخرين الوقوف معك فعليك أن تتشاور معهم.
وحول القضية اليمنية قال معاليه: الأزمة اليمينة الحالية هي إحدى الأزمات التي مرت بها اليمن، التي لم تشهد استقرارا منذ مئات السنين وبخاصة في الفترة الأخيرة، واليمن مثلها مثل غيرها.. ظهرت فيها توجهات ضد النظام.. وأصبحت ثورة، ودخلت أطراف يمينة في حرب مع أطراف يمينة مسنودة من هنا وهناك، وبعدها دخلت في مراحل عدم استقرار لم يمنحها قوة ذاتية لتحمي نفسها.
وعبر ابن علوي عن اعتقاده بأن الأزمة الحالية في اليمن هي أخف الأزمات في المنطقة لأنها بيد اليمنيين أنفسهم وبإمكانهم أن يجدوا الحلول بعكس القضايا العربية الأخرى المرتبطة بالسياسية والمصالح العالمية، مؤكدا أن جميع أطراف الخلاف في اليمن ترغب في الخروج من الأزمة، وأن تبني دول الخليج لدعم الشرعية في اليمن لم ينبع من مصلحة خاصة بها، وإنما جاء فقط لمساعدة اليمنيين والشرعية لكي تعود لسابق عهدها.
وفي سؤال من القناة حول الاتفاق النووي بين إيران والغرب وهل كان منصفا بالنسبة للخليج، قال معاليه: نحن في دول الخليج وفي اجتماعات القمة الخليجية كان التوجه العام أن هذه القضية هي قضية عالمية وليست إقليمية، وبالتالي يجب أن لا نحشر أنفسنا فيها، وهذا كان قرار إحدى القمم الخليجية وهو "الصواب".. وأنا لا أعتقد أن 5 + 1 كانوا يريدوننا معهم، لكن التخوف كان من احتمال أنه إذا خرجت إيران بدون ضوابط شاملة ربما تكون المنطقة غير مستقرة.
وقال معاليه: كلنا ندرك أن إيران حصلت فيها ثورة قادتها الجماعات الدينية، وبالتالي فإن ذلك يخلق قلقا لدى دول الخليج، ولكن من الممكن التعامل معها. فنحن والإيرانيون جيران ومصالحنا متداخلة والمواجهة لا تحل هذه المشكلة بل تعقدها والمسار الأفضل هو التعامل معها، كما أننا لا نضمن نتائج المواجهات.
وفي نهاية اللقاء.. وجهت القناة تساؤلا حول هدوء الإنسان العماني وترويه في القضايا، والذي وصفته بأنه ميز العمانيين وأبعدهم عن الجو العربي .. حتى باتوا "حلما" أو "نهاية النفق" حيث قال معاليه: إن أردت العيش في هذا الجو فهو متاح للجميع، نحن في عمان لا نجد في فكرنا وعقيدتنا الإسلامية ما يمكن أن تتمسك به ليدخلك في صراع.. فالذي يريد أن يدخل نفسه في صراع سيجد مبررا لذلك، الأصل في ذلك أن نستلهم من عقديتنا الإسلامية أن الإسلام جاء بالدعوة إلى الخير وليس الشر.