تقرير إخباري: نائب صومالي سابق أحد منفذي الهجوم الانتحاري على قوات حفظ السلام بمقديشو

الحدث الأربعاء ٢٧/يوليو/٢٠١٦ ٢٢:٢٦ م
تقرير إخباري:
نائب صومالي سابق أحد منفذي الهجوم الانتحاري على قوات حفظ السلام بمقديشو

مقديشو – ش – وكالات
ذكرت تقارير إخبارية يوم أمس الأربعاء أن الهجوم المزدوج الذي تبنته حركة الشباب المجاهدين أمس الأول ضد قوات حفظ السلام الأممية، نفذهُ أحد النواب السابقين في مجلس النواب الصومالي.
واستندت التقارير إلى تسجيل صوتي بثته إذاعة الأندلس التابعة لحركة الشباب المجاهدين على موقعها في الإنترنت، لأحد منفذي الهجومين الانتحاريين الذين استهدفا مواقع حسّاسة بالقرب من مطار مقديشو، وهو صالح نوح إسماعيل المعروف بـ(صالح بدبادو) النائب السابق في البرلمان الصومالي.
ويقول صالح بدبادو البالغ من العمر 57 عاما "إنه يريد مرضاة الله من وراء هذه العملية، التي وصفها بالمباركة، وإنه اختار هذا الطريق بعد توبته من العمل مع الكفار"، على حدِّ وصفه.
ووفقا لمصادر أمنية فإن الشاحنة التي كان يقودها البرلماني السابق استهدفت أمس الأول مجمعا للأمم المتحدة بعد اختراقها حاجزا أمنيا، حيث أوقع 13 قتيلا معظمهم من حرّاس المبنى الأممي.
أما الهجوم الآخر الذي نفذه شاب عشريني وقع في الحاجز الأمني ذاته بعد إطلاق النار على السيارة ما أدى إلى انفجارها قبل وصولها إلى الموقع المستهدف وفقا للتقارير الأمنية.
وصالح نوح إسماعيل ومعروف بالأوساط السياسية الصومالية صالح بدبادو(النجاة) من مواليد 1960 في إقليم سناغ بشمال الصومال ( صومالاند).
ووفق التسجيل الذي أذاعه موقع “صومالي ميمو” قال إسماعيل إنه “اختار هذا الطريق، نصرة للإسلام وانتقاماً للشعب الصومالي”. ودعا العاملين في السلك الحكومي إلى “التوبة لله، وحمل السلاح ضد الغزاة”، في إشارة إلى القوات الأفريقية التي تدعم القوات الحكومية في قتالها ضد حركة “الشباب” الصومالية.
وأصبح صالح نوح إسماعيل (57 عاما)، نائباً في في البرلمان عام 2000، في عهد االحكومة الانتقالية التي ترأسها عبدالقاسم صلاد حسن، وفي سنة 2004 تم اختياره عضواً في البرلمان في الحكومة التي قادها الراحل عبدالله يوسف أحمد، ثم نائباً في حكومة شيخ شريف شيخ أحمد، عام 2009.
وفي فبراير 2010، سلّم إسماعيل، نفسه إلى مقاتلي حركة “الشباب” الذين كانوا يسيطرون على أجزاء رئيسية في العاصمة مقديشو.
كما عمل صالح مع الحكومة العسكرية الصومالية السابقة في السبعينيات قبل أن يتم اعتقاله بتهمة الانتماء إلى الجبهات الشمالية التي تمردت على الرئيس سياد بري أواخر ثمانينيات القرن الفائت.
وبعد تشكيل أول حكومة صومالية انتقالية بعد الحرب الأهلية في الصومال صار عضوا في البرلمان الانتقالي التي تشكل في عام 2000 في جيبوتي، ممثلا عن محافظات الشمال وهو المنصب الذي احتفظ به حتى فبرير عام 2010، وهو التاريخ الذي انشق فيه عن البرلمان، مستسلما إلى حركة الشباب التي كانت تسيطر على أجزاء من العاصمة مقديشو.
ومنذ استسلامه إلى حركة الشباب اختفى صالح عن الإعلام، قبل أن يفاجئ أمس الأربعاء بأنه أحد منفذي الهجومين الانتحاريين اللذين هزا العاصمة مقديشو أمس الأول.
وتقول إذاعة الاندلس التابعة لحركة الشباب في معرض حديثها عن البرلماني السابق الذي تسبب في مقتل وإصابة نحو 20 شخصا أنه خضع لدورات شرعية منذ انضمامه إلى حركة الشباب وعمل في مناصب عديدة قبل أن ينضم إلى المتطرفين. وعمل صالح، في عدة مكاتب داخل حركة المجاهدين على غرار "الدعوة"، و"الأشبال"، و"الاستشهادية"، وفق مواقع تابعة للحركة.
يُذكر أن الهجوم المزدوج الذي استهدف القاعد العسكرية للقوات الأفريقية، ومكاتب أممية، أسفر عن مقتل 13 شخصاً، وإصابة خمسة آخرين بجروح.
وفي سياق ردود الفعل؛ دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والبيت الأبيض، الهجوم الإرهابي الذي وقع في محيط مطار مقديشيو الدولي أمس الأول. وأكد نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام فرحان حق، في بيان له، أنه لا يوجد من بين القتلى أي من موظفي الأمم المتحدة.
وأردف قائلًا: "يدين الأمين العام بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي في محيط مطار مقديشيو الدولي، ويؤكد أن هذا الهجوم لن يثني عزم الأمم المتحدة على مواصلة مساندة حكومة وشعب الصومال في عملهما من أجل بناء السلام وإحلال الاستقرار في البلاد".
وتابع: "كما أدان الممثل الخاص للأمين العام المعني بالصومال مايكل كيتنغ، الهجوم وأصدر بيانًا ذكر فيه أن حركة الشباب قامت مرة أخرى بهجوم وحشي أودى بحياة ما لا يقل عن 12 صوماليًا"، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من الصوماليين يرفضون مثل هذه التكتيكات الإرهابية واستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية".
وأشار كيتنغ، إلى أن هذا الحادث المروع هو مثال جديد لمحاولات المتطرفين اليائسة لعرقلة التقدم السياسي، مؤكدًا أن هذا لن يردع السلطات الصومالية ولا الأمم المتحدة عن المضي قدمًا، وأن الانتخابات ستعقد في وقت لاحق من هذا العام.
وفي بيان صادر عن متحدث مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض نيد برايس، ، أدانت الولايات المتحدة بأشد العبارات الهجمة الإرهابية على مطار مقديشيو الدولي يوم 26 يوليو.
وأعرب برايس عن تعازي الإدارة الأمريكية لطواقم الأمم المتحدة وجنود بعثة الاتحاد الأفريقي إلى الصومال (أميصوم) والشعب الصومالي وأصدقاء وعائلات كل الذين قتلوا أو جرحوا في هذا الهجوم الجبان.
وشدد على التزام واشنطن بمساعدة الصومال على التقدم في طريق السلام والازدهار وهزيمة الجماعات الإرهابية بما فيها حركة الشباب. وقتل 13 شخصًا، وأصيب 5 آخرين، في هجوم استهدف، القاعدة الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي والمباني التابعة لهيئات الأمم المتحدة في مقديشيو، بحسب مسئول أمني. وتبنت حركة "الشباب" الصومالية مسؤوليتها عن الهجوم، وأعلنت مقتل نحو 10 من قوات "أميصوم"، وفق مواقع إلكترونية تابعة له.