العصائر الطبيعية لعلاج الجفاف عند الأطفال

راشيل ريتنر-ترجمة: احمد بدوي

تناول الأطفال الصغار الذين يعانون اضطراب معدي غير حاد لعصير التفاح المخفف قد يكون أكثر فائدة من مشروبات الإلكترولايت (معادن وأملاح ذات أيونات مشحونة) الأكثر تكلفة لمنع الجفاف كما تقول دراسة جديدة.
وشملت الدراسة ما يقرب من 650 طفلا في تورونتو، تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 5 سنوات، ممن ذهبوا إلى غرفة الطوارئ يعانون الإسهال والقيء وجفاف متوسط. وتم تعيين الأطفال عشوائيا في مجموعتين لتلقي إما عصير التفاح المخفف أو مشروبات الإلكترولايت بنكهة التفاح أثناء وجودهم في غرف رعاية الطوارئ. وبعد عودة الأطفال إلى منازلهم، واصلت المجموعة الأولى تناول عصير التفاح المخفف جنبا إلى جنب مع مشروبات أخرى مثل المشروبات الرياضية، لتعويض السوائل المفقودة، بينما ظلت المجموعة الأخرى تتلقى مشروبات الإلكترولايت فقط لتعويض فقدان السوائل.
وبعد أسبوع احتاج 9 في المئة من الأطفال الذين تلقوا مشروبات الالكترولايت للذهاب إلى الطبيب مرة أخرى لتلقي سوائل وريدية بسبب الجفاف، مقارنة مع 2.5 في المئة فقط من مجموعة الأطفال الذين حصلوا على عصير التفاح المخفف، بينما كانت معدلات تردد القيء والإسهال متشابهة في كلا المجموعتين.
وقال الباحثون من جامعة كالجاري، كندا الذين أشرفوا على الدراسة التي نشرتها مجلة جمعية الدواء الأمريكية أن استخدام عصير التفاح المخفف مع السوائل المفضلة قد يكون بديلا مناسبا لسوائل الإلكترولايت للأطفال الذين يعانون التهاب خفيف في المعدة والأمعاء وحد أدنى من الجفاف.
يذكر أن النتائج الجديدة تتعارض مع توصية مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بإعطاء الأطفال محلول الالكترولايت عند اصابتهم بالاسهال، وهي التوصية التي بنيت على دراسة أصغر أجريت منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.
وقال الباحثون أن فائدة عصير التفاح المخفف كما أظهرتها الدراسة الجديدة تتحقق بصورة أكبر للأطفال من سن عامين أو أكثر الذين اعتادوا أكثر على شرب عصير التفاح وغيره من المشروبات المحلاة. وعلى الرغم من أن مشروبات الالكترولايت التي استخدمت في الدراسة الجديدة كانت محلاة إلا أنها لم تكن مقبولة جيدا لدى الأطفال. وقد وجدت دراسة سابقة على مشروبات الالكترولايت المحلاة أن 30 في المئة من الأطفال قالوا انهم لا يرغبون في تناولها مرة أخرى.
وقال الباحثون أن هناك اعتقاد سابق أن المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر تزيد من الإسهال، ولكن دراسات حديثة (بما في ذلك هذه الدراسة) تشير إلى أن تناول الأطفال المصابين بحد أدنى من الجفاف لأي سوائل أكثر أهمية من محتوى السكر في السائل.
وأشار الباحثون إلى أن نتائج الدراسة الجديدة قد لا تنطبق على البلدان ذات الدخل المنخفض، حيث يكون الأطفال أكثر عرضة لمضاعفات التهاب المعدة والأمعاء.

عن لايف ساينس