المواجهات العسكرية قد تتصاعد في اليمن

الحدث السبت ٣٠/يوليو/٢٠١٦ ٠٣:٥٦ ص
المواجهات العسكرية قد تتصاعد في اليمن

الكويت – صنعاء – وكالات

عادَ اليمن إلى المربع الأول على صعيد «الحوار السياسي»، الأمر الذي من شأنهِ أن يُصعِّد من المواجهات العسكرية على الأرض، لاسيما أن «المجلس السياسي» المشترك المُشكل من جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أعلنَ عن نفسهِ «لإدارة شؤون الدولة في البلاد سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا وإداريا واجتماعيا»، الأمر الذي قوبل من جانب الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي، بالرفض المطلق لهذه الخطوة، وما رافق هذه التطورات، من الإعلان عن توقف مشاورات الكويت.

يبدو المشهد في اليمن، على هذا النحو، قد توجه نحو تعزيز الإنقسام، بعدَ أن كانت الأنظار تتطلعُ إلى مشاورات الكويت، باعتبار أنها «الفرصة الأخيرة» للسلام، كما سماها من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

تبادل طرفي الأزمة في اليمن الاتهامات، حول المسؤول عما آل إليه الوضع الراهن، مع تمسك كل طرفٍ بموقفهِ، ورؤيتهِ، ورفض تقديم التنازلات، والإصرار على حسم الصراع ميدانيا، انطلاقاً من المعادلة الصفرية في إنهاء طرف لآخر، الأمر الذي أفشل المحاولات الأممية، في حل النزاع بالسلم.

معضلة مشتركة تواجه طرفي الأزمة، تتمثلُ في وجود تنظيم القاعدة، ونشاطه وفاعليته، ومحاولة تنظيم داعش التمدد داخل التراب اليمني، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من تعقيد الأزمة، ودفع بعض الأطراف الدولية، للتدخل تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، كما حدث في سوريا، والعراق، وليبيا.

المجلس السياسي

ولد الشيخ أحمد، علق على تشكيل «المجلس السياسي» من قبل الحوثي – صالح، في بيان له أنه «يشكل هذا الاتفاق انتهاكا قويا لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 (2015) الذي يطالب «جميع الأطراف اليمنية، ولاسيما الحوثيين، بالامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن»، ويدعوهم إلى «التوقف عن جميع الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية في اليمن»، وأضاف المبعوث الأممي: «إن هذا التطور لا يتماشى مع الالتزامات التي قطعتها أنصار الله (الحوثيون) والمؤتمر الشعبي العام بدعم العملية السياسية التي تتم بإشراف الأمم المتحدة، فالإعلان عن ترتيبات أحادية الجانب لا يتسق مع العملية السياسية ويعرض التقدم الجوهري المحرز في محادثات الكويت للخطر.

فرصة إنقاذ السلام

محمد الأحمد، وفي تحليل نشره موقع روسيا اليوم، رأى أن فرصة إنقاذ السلام في اليمن ما تزال قائمة، إذ أنه من الممكن تمديد المشاورات، والعودة إليها مجددا، مشيرا إلى أن «الاتفاق الخاص بتشكيل مجلس سياسي يمكن أن يشكل خطوة مساعدة للسلام، لأنه ألغى الإعلان الدستوري الذي حكم الحوثيون بموجبه البلاد طوال عام ونصف، كما أنه إقرار بفشل تجربة اللجان الثورية في إدارة مؤسسات الدولة، وهما مطلبان كان الجانب الحكومي يشدد على ضرورة تنفيذهما للوصول إلى الحل السياسي».

ويرى الأحمد أن «الحل السياسي باتت أسسه واضحة ومتفق عليها من قبل الأطراف اليمنية بالانسحاب من المدن وجمع الأسلحة وتشكيل حكومة جديدة، تتولى إدارة البلاد إلى حين إجراء انتخابات جديدة، فإن الخلاف يبقى مرتبطا بأولويات تطبيق هذه الرؤية؛ حيث يتمسك الجانب الحكومي بضرورة تسليم الأسلحة والانسحاب من المدن قبل مناقشة تشكيل حكومة جديدة، فيما يرد الحوثيون بالرفض مبررين موقفهم بعدم صواب المطالبة بتسليم أسلحتهم إلى خصومهم، وأن الحل الأمثل وفق رؤيتهم يتمثل بتشكيل حكومة جديدة تضم كل الأطراف وتتولى تسلُّم المدن والأسلحة من كل المجموعات المسلحة».

موقع أنباء عدن، نشر تحليل سياسي لعبدالسلام قائد، تناول فيه سبب إخفاق المجتمع الدولي في فرض تسوية سياسية، على اليمن، حيث خلص إلى أن المجتمع الدولي لم يستوعب طبيعة الأزمة في اليمن، وأخضع الأزمة لمصالح القوى الكبرى وأجندتها، فيما كانت الحرب على الإرهاب، على رأس أولويات المجتمع الدولي، الذي يخشى من أن إطالة أمد الحرب، قد تحول اليمن إلى مرتع للجماعات الإرهابية، وهو ما سينعكس سلبا على طرق التجارة الدولية، وخاصة النفط، الذي يمر عبر مضيق باب المندب.

صنعاء – – وكالات : أكّد الناطق الرسمي لحركة أنصار الله الحوثية، محمد عبد السلام، أن المجلس السياسي الذي انبثق عن الاتفاق بين أنصار الله وحلفائهم في حزب المؤتمر الشعبي العام هو نتيجة طبيعية لمواجهة كافة التحديات التي تواجه الشعب اليمني. وأضاف محمد عبد السلام على صفحته في الفيس بوك إنه «ليس للاتفاق مع حزب المؤتمر أي تأثير على النقاشات القائمة في الكويت»، بعد إعلان المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد أن خطوة أنصار الله والمؤتمر تعد خرقاً واضحاً للدستور اليمني ولمبادرة دول مجلس التعاون وقرار مجلس الأمن 2216. وتابع عبد السلام إن «الاتفاق صورة أخرى لمعنى التلاحم الوطني في أنصع صوره وليس لهذا الاتفاق أي تأثير على نقاشاتنا القائمة في دولة الكويت الشقيقة فإذا توافقت الأطراف اليمنية على أي حل سياسي فإننا سنكون وكل حلفائنا في طليعة من يتبنى ذلك ويتحرك في إطاره ويدعم تنفيذه». وعبر محمد عبد السلام عن استغرابه لتصريحات المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد حول الاتفاق السياسي قائلا «كنا نتوقع تشجيعه ودعمه ووصفه لهذه الخطوة بالأحادية وتجاهله في المرحلة الماضية لمئات القرارات الأحادية والمضرة بالشعب اليمني التي اتخذها الطرف الآخر فيما التزم الصمت أمام ذلك». وأكد محمد عبد السلام أن الحوار السياسي هو السبيل نحو الحل السلمي، مؤكدا تمسك الحوثيين بالحوار.