توأم

مزاج السبت ٠٦/أغسطس/٢٠١٦ ٠٢:٤٧ ص

تيا جوس-ترجمة: أحمد بدوي

استطاع باحثون تحديد اثنين من الجينات التي تجعل النساء أكثر عرضة للحمل في توأم، ويرتبط كلا الجينين بإنتاج وتصنيع الهرمون الذي يساعد البويضات على النضج.
تقول دوريت بومسما عالم الأحياء البيولوجية والطب النفسي في جامعة فيرجي في أمستردام والتي شاركت في الدراسة: هناك اهتمام كبير بموضوع التوائم، وزيادة احتمالات إنجاب بعض النساء للتوأم أكثر من غيرهن، وقد أظهر بحثنا لأول مرة أننا بوسعنا تحديد المتغيرات الجينية التي تساهم في هذا الاحتمال. وأضافت: هناك طريقتان يمكن للمرأة من خلالهما أن تنجب توأما، الأولى أن ينتج المبيضان بويضتين ويتم تخصيبهما ويتحولان إلى جنينين وينتج عن ذلك توأم غير متماثل، وفي المقابل يتكون التوأم المتطابق عندما ينقسم جنين واحد إلى اثنين في المراحل الأولى من تكوينه.
وفي حالات نادرة للغاية، يمكن أن يحدث الحمل في توأم أكثر غرابة، حيث حدد الأطباء وجود توائم شبه متماثلة (تكونت من نفس البويضة ولكن باثنين من الحيوانات المنوية)، وقد يكون ثلاثة أو خمسة توائم متطابقة. ويعرف العلماء منذ فترة طويلة أن النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي من التوائم -وخاصة بين الأقارب من الإناث- تكون أكثر قدرة على إنجاب توائم متطابقة، ما يوحي بأن الجينات تلعب دورا في ذلك. كما أن ولادة التوائم تكون أكثر شيوعا لدى بعض الشعوب مثل شعب اليوروبا في غرب أفريقيا، في حين يكون نادرا للغاية عند شعوب أخرى مثل أجزاء من قارة آسيا. كما أن النساء الأكبر سنا واللاتي يخضعن لعلاجات الخصوبة تزيد احتمالات إنجابهن لتوأم. وتظل محاولة فهم دور عامل الوراثة في إنجاب التوائم يكتنفها الكثير من المصاعب.
وللوقوف على أنوع الجينات التي قد تزيد من احتمال وجود التوائم، قامت بومسما وزملاؤها بتحليل جينوم 1980 امرأة ممن حملن بطريقة طبيعية في توائم، وأجروا مقارنة مع جينات 12953 من النساء اللاتي حملن بجنين مفرد، وحددوا متغيرات معينة من الجينات التي ظهرت بصورة أكبر لدى النساء اللاتي حملن في توأم. وأحد تلك المتغيرات كان في منطقة من الحمض النووي بالقرب من جين يسمى الهرمون المنبه للجريب (FSHB)، وكان يبدو أنه يصاحب إنتاج مستويات أعلى من الهرمون المنبه للجريب، وهي المادة الكيميائية التي تساعد على نضج البويضة. ومع زيادة الهرمون المنبه للجريب يتزايد احتمال إنتاج بويضتين من كل مبيض. ومتغير آخر كان في جين يسمى SMAD3، حيث يبدو أنه يغير طريقة تهيئ المبيض لاستقبال اشارة الهرمون المنبه للجريب. والنساء اللاتي يظهر لديهن هذا المتغير قد يكون لديهن مستويات متوسطة من الهرمون المنبه للجريب، بينما يكون المبيض أكثر حساسية لهذا الهرمون، ما يؤدي إلى إنتاج بويضتين شهريا.
وقال كورنيليس لامبولك طبيب أمراض نساء في المركز الطبي بجامعة فيرجي في أمستردام إن الحديث عن دور هذا المتغير الجيني جديد تماما ولم يسبق أن أشير إلى دوره المحتمل في حمل التوائم، بيد أن هذين الجينين ليسا إلا جزءا من اللغز، ودورهما معا يزيد احتمال حمل توأم بنسبة 29 في المئة فقط، ما يشير إلى أن الكثير من الجينات الأخرى قد يكون لها دور مؤثر في حدوث حمل التوأم.

لايف ساينس