لويس أنريكه .. «الشهم»!

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٤/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٧ م

باسم الرواس
كان المنتخب البرازيلي لكرة القدم يُدرك جيدًا أن الإخفاق في نيل الميدالية الذهبية في أولمبياد ريو دي جانيرو سيكون له انعكاسات كارثية على الكرة البرازيلية الباحثة عن حِبال الأمل بعد الاخفاقات المتكررة.

لم يكن مهماً على الإطلاق أن يتحقق الفوز مصحوبا بعرض فني مميز، أو بنتيجة عريضة تعوّض «فضيحة» نهائي كأس العالم 2014، بقدر ما كان ضروريا أن يظفر «السيلساو» بأغلى ذهبيات الدورات الأولمبية ليس فقط لاستعادة الهيبة الكروية بل أيضا للتغطية على إخفاقات الألعاب الأخرى في تحقيق العدد المطلوب من الميداليات الملونة.

.. وأخيرا اقتنص البرازيليون لقبهم الأولمبي .. الفتى الذهبي نيمار تمكن من فرض نفسه «أيقونة» في المباراة النهائية . ركل تسديدة رائعة سكنت القلوب والشباك معا قبل أن يتصدى للركلة الحاسمة بأعصاب باردة.
اذاً .. ردت البرازيل قسمًا من شياطينها على أرضها، فبعد خسارتها المؤلمة أمام الأوروجواي 1-2 في المباراة الحاسمة لمونديال 1950 في الملعب المهيب قبل تجديده، ثم سقوطها المفجع أمام ألمانيا بالذات 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014 في بيلو هوريزونتي.
تاريخيا، قبل ريو 2016، أفلتت الذهبية من البرازيل ثلاث مرات في النهائي، فخسرت في لوس أنجلوس 1984 أمام فرنسا صفر-2، وسيول 1988 أمام الاتحاد السوفياتي 1-2 بعد التمديد، ثم في النسخة الماضية في لندن 2012 أمام المكسيك 1-2 عندما كان نيمار في صفوفها، لكن النهائي الرابع تحقق في عقر دارهم وملعبهم الذي تحوّل أخيرا من نقمة عليهم الى نعمة.
تصريحات نيمار بعد المباراة، بإعلانه أنه لا يريد أن يبقى قائدا للمنتخب بعد اليوم كانت غامضة جدا، «هذا أمر ناقشته مع عائلتي لا أريد أن اكون قائد المنتخب». نيمار اتسمت تصريحاته بـ»النضوج» أيضا حين قال: «اعتقد بأني تعلمت منهم أكثر مما تعلموا مني».
ماذا ينتظر البرازيل في قادم الأيام ..؟
مما لا شك فيه أن المنتخب الأولمبي «ظهر» بصورة جيدة في مسابقة كرة القدم في «الأولمبياد» لكن علامات الاستفهام لن تُمحى بمجرد الفوز على المنتخب الألماني بركلات الترجيح .. فثمة من يعتقد أن المنتخب المُضيف كان عليه أن ينتصر لكبريائه وأن يُكبد خصمه هزيمة نكراء تُنسي الجماهير وجع «السبعة».
لقد بات ترتيب البيت الداخلي للمنتخب البرازيلي حاجة ملحة خصوصا أن الوضع في تصفيات كأس العالم لا يطمئن قبل المباراتين المرتقبتين أمام الأكوادور (2 سبتمبر) وكولومبيا (7 سبتمبر) .. فقد رفع الإخفاق الأخير في «كوبا أميركا» الغطاء عن روائح الصفقات الكريهة التي تتصاعد من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حتى بات شعار محاربة الفساد مطلبا لا يقل أهمية عن محاربة البطالة في البرازيل ..!
ويبدو أن المدير الفني لفريق برشلونة لويس انريكه يتحسس جيدا الشعور العام في البرازيل.. وهو لهذه الغاية قرر منح نيمار إجازة لمدة أسبوع بعد الفوز بالميدالية الذهبية قبل أن يستعد الأخير لخوض مواجهتي الأكوادور وكولومبيا في تصفيات كأس العالم، وهي جرأة و»شهامة» تُحسب للمدرب الإسباني الذي تنتظره هذا الموسم منافسة قاسية على أكثر من جبهة ..

حسن الختام :

استعادة البرازيل لعافيتها الكروية .. مصلحة عالمية !

basemraws@hotmail.com