تركيا تواجه داعش داخل سوريا

الحدث الأربعاء ٢٤/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٢٨ م
تركيا تواجه داعش داخل سوريا

اسطنبول – ش – وكالات

باشر الجيش التركي مدعوما من قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ، عملية قبل فجر امس الاربعاء في سوريا بمشاركة طائرات حربية وقوات خاصة لطرد الارهابيين من مدينة جرابلس السورية المحاذية لتركيا.
وكانت انقرة اعلنت في نهاية الاسبوع الماضي عزمها على لعب دور اكثر نشاطا في سوريا، وهذه العملية هي الاوسع نطاقا التي تنفذها تركيا منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل خمس سنوات ونصف.
عملية سريعة
ومن المحتمل انجاز العملية بصورة سريعة وقال وزير الداخلية التركي افكان الا، في اول تعليق لمسؤول تركي على العملية، "اعتقد ان هذا الاخطر سيتم استئصاله في مهلة قصيرة وجرابلس ستطهر سريعا من عناصر داعش".
وبدأت العملية مع وصول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن قبل الظهر الى انقرة حيث التقي رئيس الوزراء بن علي يلديريم ثم الرئيس رجب طيب اردوجان لاجراء محادثات تتناول بصورة خاصة الملف السوري.

بيان رسمي
واعلن مكتب رئيس الوزراء التركي في بيان رسمي ان "القوات المسلحة التركية والقوات الجوية التابعة للتحالف الدولي بدأت عملية عسكرية تهدف الى تطهير منطقة جرابلس بمحافظة حلب من تنظيم داعش الارهابي".
وافادت شبكة "ان تي في" التلفزيونية الخاصة نقلا عن مصادر امنية ان مجموعة صغيرة من القوات الخاصة توغلت بضعة كيلومترات داخل سوريا لتامين المنطقة قبل تنفيذ عملية برية محتملة يعتقد انها وشيكة. وعرض التلفزيون مشاهد تظهر دبابات متوجهة الى الحدود.
واضاف التلفزيون ان طائرات اف-16 تركية وطائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة القت قنابل على اهداف لتنظيم داعش في جرابلس، في اول هجوم من نوعه منذ ان اسقطت القوات الجوية التركية طائرة حربية روسية في نوفمبر فوق الحدود التركية السورية.
واشارت وكالة الاناضول المؤيدة للحكومة انه من اصل 12 هدفا قصفتها الطائرات تم تدمير 11 هدفا فيما ذكرت مصادر عسكرية للتلفزيون ان المدفعية دمرت سبعين هدفا.

وحدة سوريا
وعرض التلفزيون مشاهد تظهر فيها اعمدة دخان تتصاعد فوق جرابلس، اخر المعابر الواقعة تحت سيطرة الارهابيين في المنطقة الحدودية مع تركيا.
وكانت تركيا امرت مساء الثلاثاء سكان كركميش (جنوب شرق) باخلاء المدينة الصغيرة المقابلة لجرابلس "لاسباب امنية".
واوضحت وكالة الاناضول المؤيدة للحكومة ان العملية بدأت في الساعة 4,00 (1,00 ت غ) وهدفها "تعزيز امن الحدود وحماية وحدة اراضي سوريا".
وفيما كان مئات من عناصر الفصائل المقاتلة المدعومة من انقرة يحتشدون من الجانب التركي من الحدود تحضيرا لهجوم من اجل استعادة جرابلس، قال مسؤول تركي الثلاثاء ان هذه العملية ناجمة عن رغبة تركيا في منع القوات الكردية من السيطرة على البلدة "وفتح ممر للمسلحين المعارضين المعتدلين".
وقال وزير الداخلية لوكالة الاناضول الاربعاء ان "تركيا لن تسمح بان يكون امنها مهددا وستتخذ كل التدابير الضرورية".
واضاف "لن نسمح بان تهاجم منظمات ارهابية تركيا امام انظارنا".
وتحرص تركيا على منع تقدم قوات سوريا الديموقراطية من منبج الى جرابلس وتسعى لمنع الاكراد من التمركز بشكل اكبر اكبر على الحدود.
وقوات سوريا الديموقراطية هي تحالف فصائل من العرب والاكراد يقاتل تنظيم الدولة الاسلامية.
وتنظر انقرة بقلق الى اي محاولة من اكراد سوريا لتشكيل وحدة جغرافية ذات حكم ذاتي على طول حدودها.
وتعتبر تركيا تنظيم داعش والوحدات الكردية منظمتين ارهابيتين وتحاربهما، وهي بذلك على خلاف مع حليفها الاميركي حول الاكراد، حلفاء واشنطن في الحملة ضد الجهاديين في سوريا.
وندد صالح مسلم احد قادة الوحدات الكردية بشدة بالعملية وكتب على تويتر "تركيا في المستنقع السوري ستهزم مثل داعش".
وقال سونر جاغابتاي المحلل في معهد واشنطن المتخصص في شؤون تركيا انه "بعد رحيل (رئيس الوزراء التركي السابق) احمد داود اوغلو، مهندس السياسة الخارجية التركية في العقد الاخير، اعادة انقرة تركيز سياستها السورية لمنع تقدم قوات سوريا الديموقراطية ".

القضاء على داعش
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم دعا مساء الاثنين الدول المعنية بالازمة السورية مثل روسيا والولايات المتحدة وايران والسعودية الى العمل معا من اجل فتح "صفحة جديدة" في سوريا.
وكان يلديريم صرح نهاية الاسبوع الماضي ان بلاده ستؤدي دورا اكثر فاعلية في النزاع من اجل "وقف اراقة الدماء" في سوريا.
وبعدما اتهمت تركيا لفترة طويلة بالتساهل حيال مقاتلي تنظيم داعش ، تؤكد الان بشكل حازم ان هدفها هو القضاء على التنظيم الجهادي.
واسفر اعتداء وقع السبت في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا قرب الحدود مع سوريا عن 54 قتيلا بينهم عدد كبير من الاطفال خلال حفل زفاف كردي. وتدل جميع المؤشرات على ان هذا الاعتداء الاكثر دموية في تركيا منذ مطلع العام يحمل بصمات تنظيم الدولة الاسلامية.
وسيكون النزاع في سوريا وكذلك مسالة تسليم الداعية الاسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة والذي تطالب السلطات التركية بتسليمه لاتهامه بتدبير محاولة الانقلاب في 15 تموز/يوليو في تركيا، على جدول اعمال محادثات بايدن في انقرة.

مشاكل على الحدود
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب إردوجان امس الأربعاء إن تركيا مصممة على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإنها ستتولى الأمر بنفسها إذا اقتضى الأمر لحماية وحدة أراضي سوريا.
وأضاف في كلمة ألقاها بالعاصمة أنقرة أن تركيا لا تريد سوى مساعدة شعب سوريا وليست لها نوايا أخرى
واكد الرئيس التركي ان العملية التركية في سوريا تهدف الى "انهاء" المشاكل على الحدود التركية وتستهدف جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الاكراد.
وقال اردوجان "منذ الساعة الرابعة فجرا (1,00 ت غ) اطلقت قواتنا عملية ضد مجموعتي داعش وحزب الاتحاد الديموقراطي (الكردي) الارهابيتين".
ودخلت حوالى عشر دبابات تركية الى الاراضي السورية واطلقت النار على مواقع يسيطر عليها تنظيم داعش في بلدة جرابلس كما افاد مصور وكالة فرانس برس امس الاربعاء.