الافراط في الاقتراض يزيد من أعداد المدينين في السلطنة

مؤشر الخميس ٢٥/أغسطس/٢٠١٦ ١٦:٣٢ م
الافراط في الاقتراض يزيد من أعداد المدينين في السلطنة

بعد أن وجد بعض المدينين في السلطنة أنفسهم تحت عبء الكثير من الديون يطلبون من البنوك الذهاب الى المحكمة حتى يمكنهم أن يجدوا الطعام. وقد كشف هذه الحالة المقلقة مسؤول في أحد البنوك المحلية في السلطنة، والذي قال أن أعداد المتعثرين عن سداد القروض في البنك الذي يعمل به آخذ في الزيادة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
وقد دعا مسؤولون مصرفيون وجمعيات خيرية وعلماء دين ومستشارون ماليون أن يتحلى الأفراد بالمسؤولية والتفكير المسبق في كيفية السداد قبل الاقدام على الاستدانة والوقوع في مشاكل مالية. يأتي ذلك بعد تقرير من صندوق النقد الدولي حذر من أن انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى زيادة معدلات القروض المتعثرة في منطقة الخليج
.
وقال مسؤول مصرفي، طلب عدم الكشف عن اسمه أن هناك أعدادا كبيرة من المتعثرين عن سداد الديون من العام الماضي، وأرجع السبب الى جانب تقليص الشركات للوظائف الى إنفاق الأشخاص المبالغ المقترضة على الضروريات، في حين بالغ البعض في إنفاق مبالغ كبيرة في جوانب غير ضرورية مثل السفر بدون وجود مصدر للدخل.
وتحدث المسؤول عن حالة لشاب مدين في أواخر العشرينيات من عمره اقترض 20 ألف ريال عماني ولم يسدد أي جزء منه طوال عامين، وكان القسط الشهري 200 رع ثم جاء ليطلب خفض القسط الى 50 رع وهو أمر غير مقبول. وأوضح أنه وقت حصوله على القرض كان راتبه 400 رع أما الآن فهو بدون عمل ويكافح للإنفاق على زوجته وأبنائه.
ولا تقتصر حالة التعثر عن السداد على الأفراد المدنيين وحسب، فقد كشفت احدى الجمعيات الخيرية كيف أن بعض الأسر الفقيرة كانت تقترض من الأهل والأصدقاء لتغطية نفقاتها، كما أن جمعية دار العطاء الخيرية التي تساعد الأسر الفقيرة لديها ملف يسجل فقط الأشخاص الذين يطلبون المساعدة لتسديد قروضهم
.
ويوجه الشيخ هلال الراشدي، المستشار في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إلى أهمية تفكير كل شخص قبل الإقدام على الاستدانة في قدرته على السداد. وقال الراشدي: لا أنصح الأفراد بأخذ القروض إذا لم يكن لديهم ما يكفي من المال للسداد في وقت لاحق حتى لا يقعوا تحت المساءلة القانونية والحاق الضرر بالنفس.
وقال المسؤول المصرفي أن المؤسسات المالية في سلطنة عمان تحاول تفهم ظروف الناس والعمل مع المتعثرين للتوصل الى حل.
وأضاف: صحيح ان بعض الأشخاص ليس لديهم ما يعطوه لنا ووفقا لسياستنا أنه بعد التخلف عن سداد ثلاثة أقساط ويحين موعد القسط الرابع يمكننا اتخاذ الإجراءات القانونية، إلا أننا نمنح بعض الأشخاص ممن يقدمون أعذارا بأسباب جوهرية وقتا اضافيا في حين نشرع في الاجراءات مع من يحاولون التهرب.

وقال المسؤول ان الناس بحاجة إلى أن تدرك جيدا عواقب أخذ القروض، وأن هناك حاجة لنشر ثقافة الاقتراض بمسؤولية، كما أن المؤسسات والوزارات بحاجة الى القيام بدورها في تقديم المشورة للأفراد لمعالجة المشاكل المالية بدون اللجوء الى الاقتراض.
ويقول روما فرنانديز المتخصص في علم النفس السريري في عيادة همسات السكون أن هناك مرضى يتابعون في العيادة بصورة منتظمة يعانون التوتر بسبب عدم سداد الديون، وفي كثير من الأحيان تصبح الديون مثل الدائرة وعندما لا يستطيع الشخص التخلص من القروض يؤدي اذلك الى الاصابة بالاكتئاب والإحباط ومن ثم التفكير السلبي الذي يسبب الاكتئاب والاضطرابات والقلق والتوتر.