مخطط إسرائيلي لإقامة قطار هوائي حول المسجد الأقصى المبارك

الحدث السبت ٢٧/أغسطس/٢٠١٦ ٠٢:١٣ ص

القدس المحتلة -
يتضح من تصريحات أدلى بها نير بركات رئيس بلدية الاحتلال بأن القطار الهوائي الذي تخطط سلطات الاحتلال لإقامته في البلدة القديمة بالقدس سيمتد إلى عمق بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك.

وكان بركات قد قال في حديث أجراه مع نشطاء في حزب «الليكود» عرض فيه مسار القطار الهوائي بأن الهدف من هذه المبادرة هو إيجاد قناعات لدى مستخدميه حول «من هو صاحب الأمر والنهي في هذه المدينة»، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لتعزيز سيطرته. وذكرت صحيفة «هاآرتس» أنه ووفقا للمخططات التي سبق وعرضت بالماضي تنوي بلدية الاحتلال إقامة أربع محطات وقوف للقطار الهوائي: منطقة محطة القطارات الأولى قرب مسرح الخان، في منطقة «كيدم» الواقعة في مشارف سلوان والتي تسيطر عليها الجمعية الاستيطانية «العاد»، وقرب فندق الأقواس السبعة على قمة جبل الزيتون وقرب كنيسة الجثمانية غير بعيد عن باب الأسباط (أحد أبواب مدينة القدس).

لكن بركات وفي الشريط الذي نشره في صفحته في الفيسبوك والذي بدا فيه يلقي محاضرة أمام نشطاء «الليكود» خلال قيامه بجولة في القدس ذكر محطة أخرى يعد لإقامتها، في بركة عين سلوان بوسط البلدة وعلى بعد حوالي 500 متر من موقع كيدام.

ووفقا لأقوال بركات ستقام محطتان من مجموع خمس محطات للقطار الهوائي فيما يسمى مدينة داود (سلوان) التي تشرف عليها جمعية «العاد». ووفقا للمخططات تعتبر المحطة في موقع كيدم أهم ما في المشروع جميعه، حيث سيرتبط بها القطار الهوائي الذي سينطلق من ثلاثة اتجاهات مختلفة - جبل الزيتون، الجثمانية وعين سلوان.
وربط بركات وخلال حديثه عن القطار الهوائي بين «الاحتياجات السياحية» التي يوفرها وبين أيديولوجيته، إذ بعد أن وصف المجهودات الأثرية التي بذلت من أجل الكشف عن الدرجات الممتدة من عين سلوان وحتى منطقة المسجد الأقصى «ومخططات إعمار عين سلوان» في المستقبل. قال: «أريد تمكين اليهود وغير اليهود من تكرار هذه التجربة وكل من يريد السباحة في عين سلوان والصعود باتجاه المسجد الأقصى، سيدرك وبصورة دقيقة من هو صاحب الأمر والنهي في هذه المدينة».
وأضاف بركات: «عندما يخوضون هذه التجربة (الجولة في المواقع الأثرية اليهودية والتاريخية) فإنه وحتى أعضاء اليسار يشعرون ببلبلة، لأنهم يدركون بأن هذا أمر حقيقي وأن ارتباطنا بالقدس سيبقى إلى الأبد. ويجب إيجاد وسائل مواصلات لتحقيق هذه التجربة».

ووفقا لأقوال رئيس بلدية الاحتلال: «سيمكن هذا من الوصول إلى البلدة القديمة والمقدسة بدون سيارات ولا حافلات، أن ما تشاهدونه اليوم لا يتعلق بما ستكون عليه المدينة في المستقبل، إذا أريد إحضار عشرة ملايين سائح يصل جميعهم إلى هذه الأماكن، وبدون القطارات والقطارات الهوائية، والقطار السريع والفنادق.. الخ لن تستطع خوض هذه التجربة الخاصة، إن جميع البنى الأساسية المذكورة تستهدف إحضار سياح من جميع ارجاء العالم والإثبات من هو صاحب الأمر والنهي في هذه المدينة».

طالب بركات وقبل عدة سنوات بتنفيذ مبادرة القطار الهوائي في البلدة القديمة، إذ يرى به حلا نموذجيا للمواصلات للمنطقة الغنية بالمواقع السياحية، إذ أعلن العام 2013 عن نيته تنفيذ مخطط القطار الهوائي خلال عامين، لكن تم تجميد العمل بذلك فترة طويلة.

من المتوقع أن يثير هذا الموضوع خلافات سياسية وذلك لأن القطار الهوائي سيقام معظمه في الأراضي المحتلة، وقريب جدا من المسجد الأقصى المبارك، والأماكن المقدسة المسيحية في جبلي صهيون والزيتون. وكانت الشركة الفرنسية «شفاز» المختصة بإقامة القطارات الهوائية قد انسحبت من هذا المشروع وكما يبدو خبراء ضغوط مارستها عليها السلطة الفلسطينية والحكومة الفرنسية، كما قد يثير المشروع اعتراضات بيئية وتنظيمية.
ورفضت بلدية الاحتلال التعقيب على أفوال بركات وقالت: «يقوم مختصون في هذه الأيام بتنفيذ مشروع رئيس البلدية الخاص بإقامة قطار هوائي يربط بين المواقع المقدسة للأديان الثلاث في حوض البلدة القديمة، ولدى نضج المخططات سيتم عرضها على اللجان المختصة. إن مشروع القطارات الهوائية هو جزء من شبكة المواصلات التي تتضمن خطوط قطارات خفيفة، وشبكة نقليات تمكن من الوصول السريع والآمن إلى الأماكن التي يتوجه إليها ملايين السياح سنويا».