مدير عام طيران الشرطة إطلاق شعاع الليزر باتجاه الطائرات يُعد مصدر خطر لسلامتها

بلادنا السبت ٢٧/أغسطس/٢٠١٦ ١٤:٤٠ م
مدير عام طيران الشرطة
إطلاق شعاع الليزر باتجاه الطائرات يُعد مصدر خطر لسلامتها

حاوره : حمود الزيدي

قال العميد.مهندس / عادل بن أحمد اللواتي مدير عام طيران الشرطة أن إطلاق شعاع الليزر باتجاه الطائرات عند الإقلاع أو الهبوط أو حتى عند التحليق على علو منخفض يُعد مصدر خطر وقد تسبب في تعطيل بعض رحلات الطيران، وهناك تحذيرات تصدر بين فترة وأخرى من جمعيات الطيارين العالمية عن مخاطر توجيه أشعة الليزر على الطائرات أثناء تحليقها في الجو وما يمكن أن تسببه من ضرر في خاصية الرؤية لدى طاقم الطائرة وتهديد لسلامة الرحلات الجوية.

مشكلة عالمية
وأكد العميد.مهندس/ مدير عام طيران الشرطة أنه يتم تسجيل حالات، على مستوى العالم، لتعرض طائرات لأشعة الليزر نَجم عنها إصابة طاقم قمرة القيادة ببعض الطائرات باضطراب في العين، مما اضطر عودة الطائرات إلى مدرج انطلاقها الأصلي بعد لحظات من الإقلاع.

العمى المؤقت
مشيراً أن أشعة الليزر قد تسبب معاناة ومشاكل صحية كالعمى المؤقت حيث أن شعاع الليزر الذي يصوب باتجاه زجاج الطائرة تزداد دائرة اتساعه المنعكس داخل قمرة القيادة تبعاً لبُعد مسافة مصدره، بمعنى يمكن أن تضئ قمرة القيادة بأكملها كوميض (الفلاش) لآلة التصوير عند التواجد في السيارة ليلاً، فكلما انتقلت حزمة الشعاع لمسافة أطول انتشرت وامتدت أكثر ليتسع سطوعها لبضعة أقدام عند ارتفاع (500) قدم، ويؤكد عدد من خبراء وأطباء العيون واستشاريي جراحة العيون عن التأثيرات السلبية والخطيرة على أنسجة الجلد والعين والتي قد تتركها أشعة الليزر بالذات حين توجيهها مباشرة للعين والذي قد يُسبب تلفاً في شبكية العين، ومضاعفات أخرى أبرزها الصداع وعدم وضوح الرؤية والعمى المؤقت أو لا قدر الله التلف التام لخلايا الشبكية، مما ينتج عنه فقدان كلي للبصر، وإصابة مركز الإبصار بالعمى المستمر، تبعاً لمدة التعريض واقتراب مصدر الزوايا أو بشكل عمودي تجاه البؤبؤ وهي فترة كافية لإحداث العمى المستمر.

الأطفال والشباب الأكثر استخداماً لأجهزة الليزر
وعن أكثر الفئات استخداما لأجهزة الليزر قال العميد.مهندس / مدير عام طيران الشرطة أنه يشيع استخدام الأدوات والأجهزة التي تطلق أشعة الليزر بين الأطفال والشباب كألعاب تسلية، وهناك فئات أخرى كالمراهقين والعابثين والمتنزهين، ويتم استخدامها بشكل خاطئ لعدة أسباب أهمها الجهل بمخاطر هذه الأشعة حين تصويبها على قمرة قيادة الطائرات، واستخدام هذه الأجهزة كألعاب مسلية ، وعدم مراقبة أولياء الأمور لأبنائهم.

ضبط أشخاص أثناء تسليطهم أشعة الليزر على الطائرات
وحول الإجراءات التي تتخذها شرطة عمان السلطانية للحد من هذا السلوك قال العميد.مهندس/ عادل اللواتي أن شرطة عمان السلطانية تقوم برصد وتقييم السلوكيات والأنشطة ذات الطابع السلبي، وقد تم ضبط عدد من مرتكبي هذا الفعل وأكثرهم من صغار السن قاموا بتسليط أشعة الليزر على الطائرات، وتم التحقيق معهم وأخذ التعهد منهم بعدم التكرار وإلا ستتخذ الاجراءات القانونية ضدهم نظراً لخطورة الفعل الخاطئ وعواقبه غير المحمودة، وقد أظهر أولياء أمور هذه الفئات العمرية اعتذارا شديداً ووعدوا بعدم تكرار أبناءهم لمثل تلك الأفعال واستشعارهم لخطورتها.

العقوبات
أما فيما يتعلق بالعقوبات القانونية تجاه هذا السلوك ، قال العميد.مهندس / عادل اللواتي انه بالرجوع إلى قانون الجزاء العماني في الباب السابع " في الجرائم التي تشكل خطراً عاماً ، في الاعتداء على الطرق النقل والمواصلات والمنشآت الأخرى نجد أن المادة (275) تنص على أنه يعاقب بالسجن من ثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات وبغرامة من عشرة ريالات إلى خمسمائة ريال عماني كل من أقدم قصدا على إحداث تخريب في الطرق العامة أو المنشآت العامة الأخرى بصورة تجعلها غير صالحة للاستعمال او تجعلها خطراً على السلامة .
ويتناول هذا العقاب ايضاً التخريب الواقع على آلات الإشارة المعدة لإرشاد السفن أو الطائرات وغيرها من وسائل النقل ، وكل استعمال لإشارات مغلوطة أو لأي وسيلة أخرى بقصد إلحاق الضرر بوسائل النقل.
كما جاء في المادة (276) أنه إذا نجم عن الاعتداء ضرر جسيم لإنسان أو لوسائل النقل فيعاقب الفاعل بالسجن من ثلاث سنوات إلى خمس عشرة سنة ، ويعاقب الفاعل بالإعدام إذا تسبب الاعتداء في وفاة إنسان.

التوعية والتوجيه
وفي ختام حديثه قال العميد.مهندس/عادل اللواتي، مدير عام طيران الشرطة إن دور أولياء الأمور والمدرسة والمجتمع هو جهد مطلوب وأساسي ومحوري للقضاء على الأسباب والعوامل لمثل هذا السلوك الخاطئ بالذات عندما يكون الحديث عن الإجراءات والتدابير، فهي الكيانات التي ترتقي بالشباب والأجيال إلى حيث الوعي واليقظة والفهم والإدراك وتحقيق وتحصيل العلم والمعرفة المشروعة لديهم، ويجب على الجميع الإحاطة والإلمام التام والتعاون مع الجهات المعنية للإسهام والمشاركة لدرء مخاطر هذه الأدوات الشائعة عندما يُساء استخدامها وألا تتحول بالتالي إلى أدوات ذات مفعول ضار، بالرغم من كونها أدوات إيجابية للغاية في إطار استخدامها الأخلاقي والإيجابي والصحيح.