"الرعاف" يثير قلق الأمهات

مزاج الاثنين ٢٩/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٢ م
"الرعاف" يثير قلق الأمهات

مسقط- ش
يحدث نزيف الأنف لدى الأطفال بكثرة، وهو الأمر الذي يثير القلق لدى الأم من رؤية طفلها يعاني من هذه الأعراض، ويعرف هذا المرض باسم " الرعاف" ويحدد الأطباء العديد من الأسباب الكثيرة لهذا المرض، خاصة أنه يحدث دون سابق إنذار ودون أية مؤشرات سابقة، وينقسم الرعاف إلى قسمين، الأول رعاف الجزء الأمامي، ورعاف الجزء الخلفي، ومهما كان اختلافهما، فإن نتيجتهما واحدة والعوامل التي تؤدي إليهما واحدة.
وتؤكد العديد من الأمهات أن أطفالهن قد أصيبوا بالرعاف، منذ أن كانت أعمارهم عاما ونصف العام تقريبا، على الرغم من طمأنة الطبيب لهن، إلا أن الشعور بالخوف لازمهن، نظرا لكمية الدم الهائلة التي يفقدها الأطفال من جراء هذا النزيف، على أية حال للرعاف أسباب كثيرة جدا، وعلاجه أمر هين ويسير.
وينتشر الرعاف بين الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاث والعشر سنوات، حيث يشير الأطباء إلى أن نسبة 90 في المئة من حالات نزيف الأنف غير معروفة الأسباب، ونسبة 10 في المئة فقط تكون نتيجة أسباب موضعية في الأنف، أو لأسباب عامة في الجسم.
ومن أهم الأسباب الموضوعية هشاشة الغشاء المبطن للأنف، والذي يقع على بعد نحو سنتيمتر من فتحتي الأنف، وفي كل منخار منطقة خاصة تعرف باسم الغشاء المبطن للأنف الداخلي. وتتكون من مجموعة كبيرة من الأوعية والشعيرات الدموية الصغيرة، التي تميل إلى التمزق بسهولة عند بعض الأطفال، نتيجة هشاشة غشائهم المبطن، وكذلك عند التعرض للهواء الجاف أو العبث بالأنف بأي شيء أو فراك الأنف بقوة أو نفخ الهواء بشدة من داخل الصدر عبره لتنظيفه، خاصة في حالات من الحساسية.
وأيضا نجد أن الزكام أو الرشح يسهمان أحيانا في نزيف أنفي، لأنه يهيج الغشاء المخاطي ويؤدي إلى تخثر بقع الدم داخل الأنف، محدثا قشرة يمكن أن تقلع من مكانها نتيجة عملية الاستنفار المتكررة، لدى الإصابة بأي التهاب في الجيوب الأنفية، إذ يجب الحرص على تنظيف أنف الطفل بواسطة قطرة الأنف المكونة من محلول الماء والملح.
والإفراط في استخدام بخاخات الأنف يسهم في أحيان كثيرة، في استثارة الغشاء المبطن، ما يؤدي إلى حدوث نزيف، كما يجب ترطيب هواء الغرفة، لأن الهواء الجاف يؤدي دوراً بارزاً في نزيف الأنف، إذ يعمل على تجفيف الغشاء المبطن وجعله هشا، ما يعرضه للخدش عند أدنى لمسة، بالتالي حدوث نزيف، كما يجب تعليم الطفل عدم وضع إصبعه في أنفه، كي لا يسهم في إحداث نزيف.
أيضا نجد أن دخول جسم غريب في الأنف يعتبر من الحوادث الشائعة بين الأطفال، التي تسبب النزيف بسبب وضع جسم غريب داخل الأنف، من دون أن يلاحظ الأهل، حيث يتكرر هذا النزيف، وفي حالة تبين وجود جسم غريب، وجب عدم محاولة إخراجه إلا من جانب الطبيب الذي يستطيع من خلال الأوتوسكوب ـ وهو مكبر صغير مزود بإضاءة ـ أن يحدد مكانه في الأنف قبل استخراجه بواسطة الملقط، من المهم جدا في هذه الحالة إفهام الطفل أن هذا الجسم سبب له النزيف، الأمر الذي يحتم عليه عدم معاودة وضع أي شيء في أنفه.
ومن الأسباب الأخرى للرعاف، تناول بعض أنواع الأدوية مثل الأسبرين والكومادين، التي تعمل على تمييع الدم منعا لتخثره.
والإصابة ببعض الحالات المرضية الداخلية مثل نقص الصفائح الدموية، التي يجب أن تتوافر بكميات كبيرة في الدم، كونها تعمل على إغلاق تكسرات تحدث في الأوعية الدموية، ما ينتج عنه النزيف، كذلك فإنها غالبا ما تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى حدوث الرعاف.
مع بدء النزيف، يجب الضغط على أنف الطفل، تحديدا تحت الجزء العظمى منه، مع الحرص على إبقاء رأسه منحنيا قليلا إلى الأمام، يجب الاستمرار في الضغط نحو دقيقتين أو ثلاث دقائق، من دون أن ننسى طمأنة الطفل، إلى أن منظر الدم ربما يخيفه، وإذا لم يتوقف النزيف، يمكن وضع قطعة من القطن أو الشاش داخل المنخار الذي ينزف، ويمكن الطلب من الطبيب وصف مرهم خاص، يكون عبارة عن مادة شمعية لحماية الغشاء المبطن داخل الأنف.