صيانـة المركبات الوكالات أفضل خدمة والورش أقل أسعاراً

بلادنا الاثنين ٢٦/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٤٧ م
صيانـة المركبات الوكالات أفضل خدمة والورش أقل أسعاراً

مسقط - عزان الحوسني

يتردد مالكو السيارات في السلطنة ما بين وكيل المركبة والورش الفنية عند الحاجة لإجراء الصيانة أو الخدمة.

ويرى العديد من أصحاب السيارات أن خدمة الصيانة في الوكالة مضمونة وآمنة لسياراتهم وبخاصة إن كانت جديدة فيستمر مالك السيارة بصيانتها في الوكالة حتى بعد انتهاء خدمة الصيانة المجانية التي تزيد أحيانا عن 100 ألف كيلومتر، وقد يستمر مع الوكالة لسنوات تصل إلى 5 أو حتى 10 سنوات من الصيانة الدورية كتغيير الزيوت إلى تغيير القطع الاستهلاكية. وتبلغ الصيانة في الوكالات ما بين 20 إلى 50 ريالا للصيانة العادية، ويرتفع المبلغ للصيانة الجزئية أو الكلية.

في مقابل ذلك، يذهب عدد آخر إلى الورش الفنية (الكراجات) أو محلات خدمة تغيير الزيوت بدلا من الوكالة، لأن الأسعار فيها أقل من الوكالة، كما تتشابه الخدمة بين الطرفين، حيث تنتشر (الصناعيات) في كل الولايات لتستقبل زبائنها لإصلاح مركباتهم بأسعار أقل كثيراً من أسعار الصيانة في الوكالات.
ويرى هؤلاء أن جودة الخدمة في هذه الورش هي نفسها المقدمة لدى الوكالات، وأن الورش الفنية تستطيع الوصول إلى معرفة أدق الأعطال في المركبات كالوكالات أيضا. وكما هو معلوم فإن الوكالات تعتمد على «التغيير والتركيب» أما الورش فتفحص ثم تغير القطع أو تصلحها.

حماية المستهلك

رئيس قسم شكاوى السلع المنتدب في الهيئة العامة لحماية المستهلك خميس بن حمد البلوشي قال لـ «الشبيبة»: تسعى الهيئة دائماً إلى تنظيم العلاقة بين المستهلك والمزود بصورة عامة وضمان حصول المستهلك على كافة حقوقه التي كفلها له القانون، وإلى تطبيق المعايير المعتمدة للوكالات والورش في خدمة المركبات، حيث اشترطت الهيئة على الوكالات والورش في خدمة المركبات تسليم المستهلك وثيقة أو فاتورة بخط واضح تسهل قراءته وتتضمن البيانات الخاصة بالخدمة التي تمت بالمركبة كقطع الغيار المستخدمة والمستبدلة والمسافة المقطوعة أثناء القيام بالخدمة، على أن تكون الخدمة وفقاً لما أوصى به المصنع للمركبة في دليل المستخدم.

وعن الشكاوى بشأن سوء الخدمة أو ما يصفه بعض المستهلكين بالغش في قطع الغيار من بعض الوكالات أو الورش، ذكر البلوشي أنه فيما يتعلق بالشكاوى عن سوء الخدمة فقد تلقت الهيئة عدة شكاوى حول ذلك وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها وفقاً لما حدده القانون حيث يتم إلزام الوكالة أو الورشة المشكو في حقها بتقديم الخدمة للمستهلك على الوجه السليم بما يتفق مع طبيعتها والتزامها بضمان الخدمة المقدمة خلال فترة زمنية تتناسب مع طبيعة الخدمة، وفي حالة الإخلال بذلك يلتزم مقدمها برد قيمة تلك الخدمة أو مقابل ما يجبر النقص فيها أو بأدائها مرة أخرى على الوجه السليم.

كتيب الضمان

وينصح البلوشي المستهلك لضمان خدمة مركبته خدمة جيدة ميكانيكيا وكذلك قطع الغيار المستخدمة وتغيير الزيوت بالاطلاع على كتيب الضمان الخاص بالمركبة حيث إنه يشمل كافة التفاصيل المتعلقة بالمركبة كفترات إجراء الصيانة الدورية ونوعية الزيوت المستخدمة والقطع المشمولة بالضمان.

ويقول بهذا الشأن: نتفاجأ بعدم اطلاع بعض المستهلكين على هذا الكتيب، ما يؤدي إلى سقوط حقوق المستهلك لعدم الالتزام بما جاء في الكتيب كقيام بعض المستهلكين بإدخال إضافات على محركات مركباتهم لزيادة قوة تلك المحركات، الأمر الذي يفقدهم ضمان المصنع فوراً.
وفي حالة عدم توفر قطعة غيار لمركبة المستهلك في الوكالة وتوفرها بعد شهر أو شهرين قال البلوشي: في مثل هذه الحالة هناك قوانين تضمن حقوق المستهلك في هذا الجانب محددة بالآتي:
حدد قانون حماية المستهلك الصادر بالمرسوم السلطاني (66/‏2014) مدة خمسة عشر يوما وألزم الوكيل فيها بتوفير قطع الغيار خلال فترة الضمان بحسب المادة (33) التي جاء فيها: «مع عدم الإخلال بأحكام قانون الوكالات التجارية، يلتزم الوكيل التجاري بكافة التزامات منتج السلعة خلال فترة الضمان، كما يلتزم بتوفير قطع الغيار وورش الإصلاح اللازمة لتلك السلعة. ويلتزم الوكيل الذي يستغرق في تنفيذ الضمانات المنصوص عليها في الفقرة السابقة مدة تتجاوز (15) خمسة عشر يوما، أن يوفر سلعة مماثلة يستعملها دون مقابل إلى أن يقوم بتنفيذ تلك الضمانات، وفي حال عدم وجود وكيل في السلطنة يلتزم المزود بجميع التزامات الوكيل المشار إليها في هذه المادة».

معايير فنية

وحول ما إذا كانت الهيئة تعتزم اعتماد ورش للصيانة بمعايير فنية وتخدم المستهلك للاعتماد عليها فنيا في حالة الشكاوى قال رئيس قسم شكاوى السلع بالندب: تأمل الهيئة أن يكون هناك تصنيف للورش من قبل الجهات المختصة، والهيئة على استعداد تام للتعاون في هذا الجانب، كما تطالب الهيئة وكالات السيارات بالتعاقد مع ورش متخصصة لإجراء الصيانة الدورية للمركبات التابعة لها وذلك للتسهيل على المستهلكين بالوصول إليها والانتهاء من الصيانة في فترة زمنية قصيرة.

ونصح البلوشي المستهلكين بضرورة الاطلاع على عقود شراء المركبات حيث إنها تتضمن سياسة ضمان المصنع بالإضافة إلى أن بعض الوكالات تمنح فترة ضمان ممددة أخرى بجانب ضمان المصنع وتحتوي على بنود والتزامات قد تكون مجحفة في حق المستهلك، إذ تؤكد الهيئة ضرورة الاطلاع على جميع الضمانات الممنوحة من قبل الوكالات والتأكد من ملاءمتها لحاجات المستهلك.

مهارة الفنيين

ولدى استطلاع آراء عدد من المستهلكين يقول إبراهيم بن خميس السعدي إنه ترك الوكالة بسبب ارتفاع أسعار الصيانة، مقارنة بالأسعار المقدمة من قبل ورش الصيانة.

وأضاف: المشكلة تتمثل في عدم وجود كادر فني ماهر جدا في الورش يستطيع معرفة وتشخيص الأعطال ويجيد تصليح السيارات بشكل سليم، فإما «تصيب أو تخيب»، وفي معظم الأحيان يؤدي ذلك إلى ظهور أعطال أخرى بعد العطل الأول. وفي بعض الأماكن توجد ورش تضم فنيين ماهرين ومتخصصين في كل نوع من أنواع السيارات ويتميزون كذلك بسرعة التشخيص والإنجاز.
ويقول: من السهل إصلاح السيارة في يوم واحد مهما كان العطل ذلك لأن الورشة توفر قطع الغيار الجديدة والمستخدمة أيضا، كما أن لديها تواصلا مع كل الأطراف المعنية بتوفير الخدمات للسيارة، ما يسهل إنهاء الصيانة بوقت أقل.

اختلافات

مجد بن سليمان القطيطي يقول: عند تغيير الزيوت و»الفلاتر» في الوكالة فإنها تستخدم زيوتاً معبأة في براميل كبيرة ولا يشاهد المستهلك نوعية الزيوت، بينما في الورش الفنية يستطيع صاحب المركبة مشاهدة عملية التغيير لسيارته.

ويعتبر القطيطي أن صيانة الوكالات «عادية» وأنها أفضل فقط في قطع الغيار والضمان، أما التكلفة فهي عالية جدا في حين أن ورش الدرجة الأولى أفضل من ناحية جودة العمل والصيانة، كما أن ضمان السيارة متوافر إذا احتفظ المستهلك بالفواتير، فإن تعطل بها شيء بإمكانه إرجاعها وكذلك إذا كانت الورشة من الدرجة الأولى.
محمد المعولي أحد أصحاب الورش يقول: الورش قد تكون أفضل في خدمة الأشياء الاستهلاكية البسيطة (السيور، البلكات، الزيوت)، إلا أنها قد تكون أقل كفاءة من بعص الوكالات في إصلاح وكشف الأعطال الكبيرة.
وأضاف: الكوادر الفنية الموجودة في بعض الوكالات توازي كفاءات الفنيين في الورش من الدرجة الأولى.
ويقول المستهلك سالم بن محمد المعمري: الوكالات ليس لديها «إصلاح» وإنما تعتمد على تغيير وتركيب القطع فقط. ويضيف: ذات مرة حدث عطل في جهاز التكييف بالسيارة فتوجهت إلى الوكالة لفحصها وتشخيص العطل حيث قالوا إنه لا بد من تغيير «كمبريسر» السيارة لأنه معطل وكذلك الثلاجة وإن إصلاحه يتطلب من أسبوع إلى أسبوعين فذهبت إلى ورشة متخصصة وهناك قالوا لي إن العطل ليس أكثر من (تسريب) وينبغي تغيير قطعة بسيطة في أحد أنابيب التبريد لا غير.

أصحاب الورش

أصحاب الورش والعاملون بها لهم رأي آخر حيث يقول خالد الشيدي، أحد أصحاب الورش: لا أحد يعطي ضماناً، لا في الوكالة ولا في الورش. ويرى الشيدي أن صيانة الورش أحسن من الوكالة، حيث تبدأ الوكالة من الصفر للوصول الى معرفة العطل وتغيير قطعة الغيار، بحسب قوله.

ويضيف الشيدي: قطع الغيار في الوكالة أافضل بكثير ولكن الخدمة أغلى، ونحن ننصح الزبون بأن يشتري قطعة الغيار من الوكالة ويقوم بتركيبها في ورش من الدرجة الاولى.
أما عن الفنيين فيقول: هم في نفس الكفاءة في الوكالة أو الورش. والمستحسن إصلاح السيارة المستوردة من الخارج «وارد» في ورش من الدرجة الأولى، أما إن كنت من الوكالة المحلية أو الخليجية فيفضل صيانتها في الوكالة للعمر المفترض لها في الخدمة.
محمد خالد حسين ميكانيكي في ورشة لإصلاح السيارات يقول: لا أعلم شيئا عن خدمات وصيانة الوكالة وطريقة عملها، ولكن هنا في ورشتي يأتي الزبون إلينا لإجراء أعمال عادية مثل تبديل حزام المحرك وشمعات الاحتراق «البلاكات» وفرامل السيارة وبعض الأشياء التي تدخل في نطاق الخدمة البسيطة.