داعش يُحصن الموصل

الحدث الاثنين ٠٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٤١ م
داعش يُحصن الموصل

بغداد – ش – وكالات

تزامنا مع إعلان قيادة العمليات المشتركة يوم أمس إن القادة العسكريين في العراق وصلوا إلى المراحل النهائية بشأن الخطة العسكرية لتحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش"، قام التنظيم مجددا بشن حملة لمصادرة وسائل الاتصال والإعلام من المدنيين في مدينة الموصل معقله الأبرز والأكبر في شمال العراق، مضيفاً إليها نصب حواجز الكونكريت، تجنباً للمساهمة في تمدد خسائره مع تحضيرات القوات العراقية لمعركة تحرير المدينة منه.
المعركة في العراق لتحرير الموصل تُسابق فيها الأطراف اللحظة صفر لاندلاع الاشتباكات بين الطرفين؛ ففي الأثناء تسعى قيادة العمليات المشتركة إلى عرض خطة تحرير على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، للاطلاع عليها وتحديد موعد إنطلاق العملية.
وفي هذا الصدد؛ قال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول في تصريح صحفي "إنه تم رسم الخطة العسكرية الخاصة بتحرير الموصل من جميع الجوانب، والآن في طور وضع اللمسات الأخيرة عليها، وستُعرض على القائد العام للقوات المسلحة لإبداء رأيه وتحديد موعد انطلاق العملية العسكرية".
وأضاف رسول "أن وزارة الدفاع تعمل حاليا على استكمال الحشود العسكرية قرب الموصل، واستكمال التحضيرات الخاصة بالمعركة، وتحديد مناطق الشروع التي يتم منها انطلاق العملية العسكرية نحو مدينة الموصل".
وتعد الموصل أكبر مدينة تقع حاليا بقبضة "داعش" في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في صيف عام 2014. وكان اللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى اعلن السبت الماضي، عن وصول تعزيزات عسكرية وصفها بـ”الضخمة” قرب مدينة الموصل تمهيدا لإنطلاق العملية العسكرية في مؤشر على أنها باتت “وشيكة”.
وفي العودة إلى استعدادات داعش، الذي يعمل حاليا على تحصين مناطق سيطرته داخل مدينة الموصل، حيث جدد التنظيم حملاته لمصادرة وسائل الاتصال والإعلام من المدنيين في مدينة الموصل معقله الأبرز والأكبر في شمال العراق.
وبحسب ما نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية، نقلا عن مصدر محلي عراقي، أمس الاثنين، فقد قام “داعش” بحملات دهم وتفتيش بحثاً عن أجهزة الستلايت والتلفزيون والهواتف النقالة، في الموصل مركز نينوى، منذ اليومين الماضيين.
وبحسب المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، أن التنظيم الإرهابي، يعتقل كل مدني بحوزته شريحة هاتف، بتهمة ينفذ وفقها الإعدام بهم عن التعاون والتخابر ضده لصالح القوات العراقية والتحالف الدولي ضد الإرهاب الذي يسدد ضربات جوية يومية على معاقل ومراكز التنظيم في الموصل.
وحتى الآن داهم التنظيم الإرهابي، كل منازل مناطق “السرجخانة، وباب جديد، وشارع فاروق، وسوق الشعارين، والزنجلي” في الجانب الأيمن من الموصل، وصادر الأجهزة المذكورة التي حرمها وفق حجج مختلفة منها الإساءة للدين الإسلامي وبثها للفساد الأخلاقي ودعوتها لتسيد المرأة وحثها لمشاركة الرجل في مجالات الحياة، وهو ما يخالف نهج التنظيم الذي يحرم الحياة ويعامل النساء كجاريات.
وكان تنظيم “داعش”، في شهر أبريل الفائت، عمم مطوية ورقية على أهالي الموصل، يأمرهم فيها بتحطيم أجهزة الستلايت والتخلص منها، تزامناً مع ارتفاع خسائره التي لا يريد لأحد أن يراها، بتقدم القوات العراقية في الأنبار، وصلاح الدين، غرب وشمال البلاد.
وفي يونيو الفائت، نشرت مصادر محلية من داخل الموصل، صور حصرية لمركبة شحن ضخمة تعود لديوان البلدية بتنظيم “داعش”، وهي محملة بكميات كبيرة من أجهزة “الدش” تم جمعها من قبل ما يسمى بديوان الحسبة وبالتعاون مع ديوان الخدمات بالتنظيم، في منطقة “دورة قاسم الخياط”، في الجانب الأيمن من المدينة، مركز محافظة نينوى شمال العراق. وأكد المصدر حينها أن تنظيم “داعش” اقتحم المنازل وصادر أجهزة الستلايت والدش من العائلات، بعد ثلاثة أشهر على إصداره المطوية المذكورة.
وفي سياق متصل، كشف مصدر محلي آخر من الموصل، لـ”سبوتنيك”، الاثنين، قيام تنظيم “داعش” بنصب حواجز كونكريتية في مناطق متفرقة في المدينة التي يسيطر عليها منذ منتصف عام 2014، ضمن تحضيراته لمعركة اقتلاعه التي تنطلق قريباً على يد القوات العراقية.
ميدانيا؛ تمكنت القوات العراقية، أمس الاثنين، من إسقاط طائرة مسيرة تعود لتنظيم «داعش» كانت تجري عملية استطلاع فوق مواقع للقوات العراقية جنوبي الموصل، 400 كلم شمال بغداد.
وقال العقيد آمر اللواء 92 بالجيش العراقي عباس مسلم إن "قوة أمنية في اللواء 92 التابع للفرقة 15 أسقطت طائرة مسيرة تعود لتنظيم داعش بين ناحية القيارة ومفرق الحضر جنوب الموصل بعد رصدها من قبل شعبة الرصد، وتم فتح النار عليها وإسقاطها". وأضاف أنه "تم العثور على ذاكرة داخلية للطائرة استخدمت في تصوير مواقع عسكرية عراقية".