"داعش" الموصل.. إلى الرقة

الحدث الخميس ٢٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
"داعش" الموصل.. إلى الرقة

بغداد – ش – وكالات

بعدَ ساعات من بدء معركة الموصل، فقد مسلحي تنظيم داعش توازنهم مقابل تقدم القوات العراقية والبيشمركة، الأمر الذي دفع بهم لإرسال عائلاتهم صوب مدينة الرقة السورية، بحسب ما جاء في تصريحات لرئيس أركان الجيش العراقي الفريق عثمان الغانمي.
وتابع الفريق الغانمي: "لدينا معلومات ان داعش أمر بالإنسحاب شرق المدينة وأخرجوا عائلاتهم باتجاه الرقة السورية، والآن لا يملكون إرادة للقتال أمام التقدم القوات العراقية القوات الأمنية".
وتأتي تصريحات الغانمي في ضوء أخبار متداولة عن توجه 10 حافلات و12 سيارة محملة بعوائل أجنبية لعناصر داعش، توجهت إلى الرقة قادمة من الموصل، وبحسب تقارير إخبارية إن: "العديد من عناصر تنظيم داعش وصلوا إلى مدينة الرقة، من بينهم عدد من عائلات لمقاتلي التنظيم المهاجرين، مع مرافقة عسكرية"، مشيرا إلى أن العائلات التي وصلت إلى المدينة تم إسكانها في السكن الشبابي بحي الرميلة.
وفي السياق؛ رأى الكاتب والمحلل السياسي البريطاني روبرت فيسك في تقريرٍ نشرته صحيفة "إندبندنت" أن الهدف الأساسي من "تحرير الموصل" هو إغراق سوريا بجحافل مقاتلي داعش الذين سيهربون إلى الرقة" ولفت إلى أنّه "منذ أسابيع، يتحدّث خبراء في الإعلام الغربي والأمريكي وكأنّهم يتوقّعون معركة مماثلة لستالين غراد، تنتهي بالنصر على داعش في الموصل ويتبع ذلك معارك بين الأطراف العراقية من أجل المدينة". ونبه فيسك إلى أنّ السوريين يُدركون أنّ مقاتلي "داعش" سيُحاولون الوصول بشكلٍ آمن إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا.
وفي خطٍّ موازٍ، تحدث فيسك عن تقارير تعود للاستخبارات السورية تفيد أنّ "داعش" طالب في القرى والمدن السورية جنوب الحسكة بإمدادات كهرباء ومياه بغرض إستيعاب القادمين من الموصل، الأمر الذي يؤشر إلى أنّه إذا سقطت الموصل فإنّ مقاتلي "داعش" سيتوجّهون ضد النظام السوري وحلفائه، وهذا السيناريو يعود إيجابًا على واشنطن. وذكّر فيسك أنّه "عندما سقطت مدينة الفلوجة بيد الجيش العراقي في وقت سابق هذا العام، فرّ العديد من مقاتلي داعش إلى سوريا".
ويرى الجيش السوري وحلفاؤه مخاطر من احتمال أن يعيد تنظيم داعش تنظيم صفوفه في شرق سوريا إذا اضطر للخروج من مدينة الموصل العراقية في عملية تدعمها الولايات المتحدة مما سيشكل مخاطر جديدة على الرئيس السوري بشار الأسد.
وحذر الجيش السوري وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة معه مما وصفاها بخطة أمريكية لفتح ممر لانسحاب داعش من العراق إلى سوريا. ووصف متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) الزعم بأنه "سخيف".
وحذرت قيادة الجيش السوري في بيان "أي محاولة لعبور الحدود هي بمثابة اعتداء على سيادة الجمهورية العربية السورية وأن كل من يقدم على هذه المحاولة يعد إرهابيا وسيتم التعامل معه بجميع القوى والوسائط المتاحة."
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إنه مع احتمال انسحاب المتشددين إلى معقلهم الرقة في سوريا فمن الضروري النظر بجدية في كيفية استعادة تلك المدينة. وقال "لا يمكن أن نترك داعش يعيد بناء نفسه أو تعزز قوتها لإقامة معقل أشد خطورة. علينا أن نعد أنفسنا."
المحلل العسكري العراقي جواد يونس، خلال كلمة له في مؤتمر بعنوان "كردستان بعد عمليتي الموصل والرقة"، حذر فيها أن "نهر دجلة يقسم مدينة الموصل إلى شطرين، كما أنها على تماس مع سوريا، وهذا يشكل صعوبة في العملية"، موضحا أنه "من المحتمل أن ينسحب التنظيم إلى سوريا، كما يمكن أن يشكل خلايا نائمة داخل مدينة الموصل".
وأردف المحلل العسكري في المؤتمر الذي نظمه مركز رووداو للدراسات في العراق أمس الأربعاء أن "هناك حرب استنزاف في الأنبار وغيرها من المناطق، ومن أجل تدريب مسلحيه نتوقع أن ينظم داعش معسكرات في المنطقة".
وتابع يونس أن "داعش سيقوم بتشكيل خلايا نائمة من أجل القيام بعمليات تخريب، وسيقوم باستراتيجيات جديدة". مشيراً إلى أن "استراتيجية البيشمركة والقوات العراقية هي حماية الحدود الفاصلة والمناطق الاستراتيجية". وأكد المحلل العسكري على "ضرورة الاعتماد على الشرطة المحلية وتنظيم قوى جديدة في المناطق".