أنيسة الرئيسية تلتحق بفريق رحلة القطب الشمالي للتدريب في آيسلندا

مزاج الاثنين ٢٤/أكتوبر/٢٠١٦ ١٨:٥٤ م
أنيسة الرئيسية تلتحق بفريق رحلة القطب الشمالي للتدريب في آيسلندا

مسقط - ش
ستمثل أنيسة الرئيسية سلطنة عمان في الرحلة النسوية الأوروبية-العربية المتعددة الثقافات إلى القطب الشمالي الجغرافي، حيوية أنيسة وضحكتها التي لاتفارقها يغمران مكتب أوتورد باوند عمان بالحياة والنشاط حتى في الأيام العادية، فهي تمتلك شخصية تشع بالإيجابية والبهجة على من حولها. فعلى سبيل المثال، عادت أنيسة مشتعلة بالحماس من رحلتها التدريبية الأولى إلى آيسلندا والتي استغرقت أسبوعا كاملا التقت فيه بفريقها الأوروبي-العربي المكون من النساء فقط.

وقد قالت أنيسة لزملائها في أوتورد باوند عمان خلال عرض قدمته لهم "أنا في العادة لا أشعر بالتوتر لمقابلة أشخاص جدد، لكنني في الأيام القليلة التي سبقت رحلتي إلى آيسلندا للقاء فريقي للمرة الأولى، أحسست بتوتر شديد. ولم يكن سبب توتري هو البرد ولا حتى التزلج، بل التقائي بهؤلاء النساء الملهمات اللاتي حققن إنجازات مبهرة في مجالات تخصصهن، واللاتي ستصبح لهن قريبا مكانة كبيرة في حياتي".

ولكن بمجرد وصولها إلى مطار كيفلافيك بآيسلندا وتوجهها نحو المقهى في صالة القادمين حيث اتفقن على أن يلتقين، حتى قوبلت باستقبال حار بالأحضان من قبل جميع السيدات، وهو الشيء الذي بدد كل مخاوفها في الآن.
ولأن أعضاء الفريق يتمتعن بتجارب متفاوتة في العيش والتخييم في الخلاء، فقد وجب أن يغطي التدريب أمورا عديدة من بينها: أساسيات الملاحة والتخييم والتغذية وحزم المعدات وخطط لتحسين اللياقة البدنية...إلخ. وهي كلها أمور تلم بها أنيسة إلماما كبيرا كونها تشتغل كمدربة بأوتورد باوند عمان. لكن المرحلة الموالية من التدريب، والتي شملت السلامة والحماية من الدببة القطبية والتدريب على التزلج على الكتل الجليدية كانت كلها أشياء جديدة كليا على أنيسة ومثلت تحديها الأكبر.
"كان منظر الكتلة الجليدية لأول مرة يحبس الأنفاس، فرؤيتها من الأسفل إلى الأعلى أعطاني شعورا بعظمتها وقوتها واستبدادها. وعندما كنا نبحث عن موقع للتخييم، كانت قائدتنا فليسيتي أحيانا تفتح باب السيارة لتفقد الأرضية مما يدفع بهواء صقيعي إلى داخل السيارة أعطانا إحساسا بأن أحدا كانيرشنا بدلو من الماء البارد كالجليد، حينئذ كنت أقول في نفسي أن هذه ليست سوى البداية..."

"لقد كانت الرؤية في الكتلة الجليدية ضعيفة، لا تمتد سوى لأمتار معدودة. ولذا فأبسط ما يمكننا أن نقول عن فكرة تزلجنا في هذه الظروف هوأنها ستكون فعلا شاقة. أتذكر أنني كنت أنظر إلى زميلاتي في الخيمة وأطلق ضحكات يملؤها التوتر، وتلك هي طريقتي في التعامل مع الخوف."
لحسن الحظ، أصبحت الأمور أسهل بمرور الأيام، وتمكن الجميع من العمل بشكل جيد كفريق. أما بالنسبة لأنيسة، فقد صار جليا لها سبب اختيار القائدة فليسيتي آستون لهؤلاء النساء والشخصيات اللاتي اختارتهن. فعلى نهاية الأسبوع، أصبح الفريق يبدو وكأنه تشكيلة جميلة ومتناسقة من قطع أحجية الصور المقطعة.
يعتبر التأمل من بين أهم ركائز التعلم، وهو جزء مهم من فلسفة أوتورد باوند"التخطيط، التنفيذ، ثم المراجعة". ولذا عندما تسترجع أنيسة الأسبوع الذي قضته في آيسلندا، فإنها تستخلص ثلاثة أمور تعتبرها أساسية لتعلمها ونجاحها في رحلتها في أبريل القادم بإذن الله؛ وهي أنه لا يجب الاستهانة بالبرد، وأن ضبط الوقت هو أمر حاسم بالنسبة للمحافظة على الدفء "لدينا 7 دقائق بالضبط للاستراحة بين كل ساعة ونصف من التزلج، لا أقل ولا أكثر، ويجب أن نجهز المخيم في 5 دقائق وأن نحزم الخيم في الصباح الموالي في أقل من 3 دقائق، إنه تحد كبير!" السلامة مهمة أيضا، فهناك العديد من المخاطر على الجليد مثل الأخاديد والدببة القطبية وتحرك الجليد والإجهاد والجفاف وغيرها. " من المهم للغاية إبقاء اليقظة والحذر والمحافظة على سلامة بعضنا البعض." وأخيرا العزيمة، العزيمة للبقاء دافئين، ولسحب زلاجاتنا كل يوم وإكمال مسارنا وكذلك العزيمة للوصول إلى الهدف. وتلخص أنيسة كلامها قائلة "يحتاج المرء لعقل قوي ليقدر على مواصلة التركيز على الهدف. صحيح أنه يمكن أن يجد الإلهام من عند زملائه في الفريق، لكن في الأخير تقع المسؤوليه على كل شخص على حدة لإيجاد الدافع الذي سيمنحه القدرة على إكمال الطريق رغم كل المصاعب والمشقات".
وبالرغم من أن الأسبوع الذي قضته أنيسة في آيسلندا أكسبها معلومات قيمة عن ما ينتظرها في الرحلة، لكن التدريب لرحلة كهاته لابد أن يدخل في روتينها اليومي في مسقط. ولكونها شخصية مفعمة بالطاقة، فإن لديها أفكارا عديدة ومتنوعة بهذا الخصوص، لذلك استمروا في تصفح هذا الفضاء لمعرفة المستجدات!