إطلالة القائد / الأب

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٠/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
إطلالة القائد / الأب

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

لم أنتظر العرض العسكري بترقب هذه المرة، ولا إطلالة قائد البلاد بهذه اللهفة كمساء يوم الجمعة، حيث "الصمود" شاهد على صمود قائد في مواجهة التحديات، والثامن عشر من نوفمبر وعد سنوي أن نرى شموخ صاحب الجلالة واقفا بزيه العسكري، وفي عينيه نرى شموخ شعب، لا ينحني، مهما اشتدت العواصف، ولا تتأثر بوصلة إيمانه بقيم عاهد قائده على السير في دربها، لأن القلب وحده بوصلة مصنوعة في وطن عامر بالإيمان.
مرّت أشهر كالسنين لم نر فيها تلك الإطلالة التي اشتقناها، كأبناء احتاجوا إلى رؤية أبيهم، فالصور التي تملأ الشاشة ليست كتلك التي نراها عبر بث مباشر، نقرأ في عينيه الأمان رغم تعب المرحلة، وفي وجهه الأمل رغم صعوبة التحدّي، كأنما رأيت في إشراقة وجه "الفريق أول سلطان النعماني" وهو يصافح جلالته الفرحة الطاغية في قلوبنا، وفي وقفة السلام السلطاني وقفة كل عماني يرى أن الوطن كبر كما يليق بعمر سكبه عطرا على بنائه وأبنائه، كما كانت فرحة أشقائنا حولنا بعيدنا الوطني انعكاسا لروح المحبة التي حملنا مشاعلها إليهم، فكم رائع أن يتزين برج خليفة بفرحة إخوتنا في دولة الإمارات، حيث العلم العماني دشداشة فخر تغمر شواهق البرج، وكم عظيم أن نرى ألوان علم السلطنة لوحة فرح في الكويت، حيث صفاء النوايا رسالتنا في كل مكان.
رأيت الفرحة العمانية في عيون أبناء عمان وفي وجوه تشاركنا محبة هذا الوطن، في المراكز التجارية كان أطفال من جاليات شتى يلوحون بالعلم ويلتقطون اللحظات السعيدة بما يبقي أشياء رائعة في حياتهم موثقة بالصور.
في "معسكر الصمود" لم يطل القائد ليقول لنا انظروا ما لدينا من أسلحة وسط زئير دبابات لا تستطيع صنع النصر كما تصنعه همم الرجال، وهم ينشدون للسلام والحرية والكلمة الطيبة، تبقى المصفحات في ثكناتها، لكن في عيد عمان يصبح اللقاء وحده رسالة القوة، عشرات الآلاف من الجنود الذين صنعوا المشهد الجمالي على أرض الميدان أمام جلالته، ومئات الآلاف من المواطنين الذي تابعوا العرض من خلف الشاشات في منازلهم.
هو عيد وطن، لا استعراض قوة..
وهو فرحتنا بإطلالة القائد والأب علينا، أكثر من أن يكون مجرد احتفال معتاد..
أن نراه محفوفا بصحة يدعو بها كل عماني له، فنرى عمان بخير إذ ربّانها قادر على خوض غمار التحديات وقيادة السفينة إلى شواطئ الأمان كما اعتاد عبر 46 عاما، وأن تمضي في خوض غمار المستقبل كما أراده لها، بخطط وأفكار ستنضج على أرض الواقع، ولعل السنوات القليلة المقبلة ستشهد نهضة جديدة من البناء على مستويات الاقتصاد والاستثمار والسياحة والمشاريع النوعية، في مسقط وصحار والدقم ورأس الحد وغيرها.
كنت أستعجل "البيان العاجل" ليؤكد لي بأن رؤية جلالته ستكون مساء الجمعة بركة يوم في كل ما فيه من ساعات، هكذا أشرق العيد الحقيقي بتلك الطلّة الأبوية، الصورة التي تناقلتها شبكات التواصل في لحظات لتشهد بأن محبتنا لهذا الإنسان (لا السلطان فحسب) فطرة في قلوبنا، معه نشعر بالأمان، كأي علاقة بين أب وأبنائه، كانت هذه القلوب ترفع صوتها مع سائر جنود عمان وهم يهتفون: "الإيمان بالله الولاء للسلطان الذود عن الوطن".