القطاع الخاص شريك إستراتيجي في منظومة تطوير القطاع السياحي بالسلطنة

مؤشر الاثنين ٢٨/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
القطاع الخاص شريك إستراتيجي في منظومة تطوير القطاع السياحي بالسلطنة

مسقط - حمدي عيسى عبد الله

أوضح مختصون أن القطاع الخاص شريك إستراتيجي في منظومة تطوير القطاع السياحي بالسلطنة لتجسيد استراتيجية السياحة العمانية 2016 - 2040 على أرض الواقع بضخ الاستثمارات والمساهمة في التدريب ومختلف الخدمات المتعلقة بالقطاع، جاء ذلك في تصريحات خاصة لـ "الشبيبة" أوضحوا فيها أيضا أن القطاع السياحي بالسلطنة يشهد نموا متواصلا في ظل زيادة تدفق السياح من مختلف أنحاء العالم وازدياد المنشآت السياحية وتطور الخدمات مما يفتح آفاقا واعدة لهذا القطاع الذي يحتل مكانة مهمة في خطة السلطنة لتنويع مصادر الدخل وتوفير الوظائف.

خارطة طريق واضحة
وزير السياحة معالي أحمد المحرزي أوضح في تصريح خاص لـ"الشبيبة": أن القطاع الخاص يُعد عنصرا أساسيا وشريكا استراتيجيا في منظومة تطوير القطاع السياحي بالسلطنة، حيث أدى دوره وبكفاءة خلال المرحلة الفائتة كما نعول عليه كثيرا في استراتيجية السياحة العمانية 2016 - 2040 التي تستهدف استقطاب 88 % من الاستثمارات من القطاع الخاص بينما تكون 12 % استثمارات حكومية، وقد انطلقنا في إعداد المخطط التفصيلي لمناطق الاستثمار السياحي، ونركز حاليا على منطقة مسقط وظفار والداخلية ومسندم ورأس الحد، وقد وقعنا عقدا مع شركة استشارية لإعداد الدراسة التفصيلية لمنطقة ظفار ستكون جاهزة بعد بعد 6 أشهر، لأننا نريد التوجه إلى المستثمرين بخارطة طريق واضحة وخطة عمل متكاملة، وهناك إقبال كبير من القطاع الخاص للاستثمار في هذا القطاع كما يبقى المجال أيضا مفتوحا أمام القطاع الخاص للمساهمة في تدريب العاملين في القطاع وتأهيل الراغبين في العمل في مجال السياحة ببرامج طموحة وفق المعايير العالمية وكذلك إقامة مشاريع في مجال الترفيه الذي يُعد عنصرا مهما يدعم القطاع ويساهم في تنشيط السياحة الداخلية، والعمل يسير وفق الخطة المرسومة وبخطوات مدروسة للوصول إلى الهدف المنشود في ظل عمل جماعي بروح الشعور بالمسؤولية.

يسير على عجلتين
رئيس مجلس إدارة شركة أنوار آسيا للاستثمار أنور البلوشي صرح قائلا: "القطاع الخاص كان دائما وأبدا شريكا استراتيجيا في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها السلطنة في مختلف القطاعات، فهذا القطاع يعمل وفق رؤية تضع خدمة الوطن هدفا رئيسيا لها، وتطور القطاع السياحي في السلطنة يسير على عجلتين هما القطاع الخاص والقطاع العام في تجانس دقيق وتنسيق محكم مكن القطاع السياحي من تسجيل إنجازات بلغة الميدان، وبما أن المرحلة المقبلة تتطلب الكثير لتجسيد إستراتيجية السياحة العمانية 2016 - 2040 الطموحة على أرض الواقع فإن القطاع الخاص سيؤدي دورا فعالا في هذا المجال بضخ الاستثمارات والترويج للسلطنة والتدريب وبمختلف المبادرات والجهود التي تهدف كلها لأداء الدور والمساهمة في تطوير هذا القطاع الذي سيكون له دور جذري في الجهود التي تبذلها السلطنة للوصول إلى اقتصاد متنوع تساهم فيه مختلف القطاعات، وإذا تأملنا إستراتيجية السياحة العمانية المستقبلية فإنا نجدها طموحة إلى حد لا يوصف حيث إنها تستهدف استقطاب استثمارات بقيمة 19 بليون ريال عماني وتوفير 500 ألف فرصة عمل إضافة إلى استقطاب 11 مليون سائح دولي ومحلي إلى السلطنة بحلول العام 2040، وهذه الإستراتيجية تضع القطاع الخاص عنصرا رئيسيا في تجسيد الأهداف المسطرة، ونحن نتابع تدفق مشاريع القطاع الخاص في المجال السياحي حيث تم خلال الربع الأول من العام الجاري إصدار الموافقة المبدئية لـ41 فندقا و64 شقة فندقية، كما يقوم القطاع الخاص بدور محوري في الترويج للسلطنة وتأهيل الشباب العماني للعمل في قطاع السياحة من خلال برامج تدريبية تركز على النوعية وتستهدف رفد القطاع بكفاءات عمانية ذات مستوى عالمي، والمرحلة المقبلة تتطلب المزيد من العطاء والتركيز على النوعية في ظل الجهود المبذولة للتحفيز وتوفير التسهيلات.

أكاديمية خاصة للتدريب
المدير العام لفندق قصر البستان ريتز كارلتون كاترين هيرتز صرحت قائلة: "نؤمن أن للقطاع الخاص دورا محوريا في تنمية القطاع السياحي، ونحن نعمل في تنسيق مطلق مع مختلف الجهات لتحقيق الأهداف المسطرة وقد قمنا بمبادرة هي الأولى من نوعها في السلطنة، حيث أنشأنا أكاديمية خاصة تُدرب الشباب العماني للعمل في القطاع الفندقي مجانا وقد تخرجت مؤخرا أول دفعة من الأكاديمية بعد أن خضعت لبرنامج تدريبي صارم وهي الآن تعمل بكفاءة عالمية وتقدم مستوى راقياً من الأداء، ويعملون بجد للتطور واكتساب المزيد من الخبرة في ظل بيئة عمل محفزة وفرناها لهم".
كاترين هيرتز أضافت قائلة: "قسم التدريب في فندق قصر البستان ريتز كارلتون يحرص أيضا على تدريب كل الموظفين لأننا نؤمن بضرورة التطور ومسايرة كل جديد لنسبق توقعات زبائننا ونظل دائما في الصدارة، لذلك فإن كل موظفينا لديهم ساعات محددة للتدريب عليهم الالتزام بها لتحقيق هدفهم السنوي، كما ننظم لهم أيضا حصصا تدريبية كل شهر تنمي مهاراتهم في كل ما يتعلق بأمور عملهم. ولدينا في الفندق عدد كبير من الموظفين العمانيين في مختلف الأقسام يؤدون مهماتهم بكفاءة ويعتبرون وجه السلطنة الناصع الذي يقدم للسياح صورة رائعة عن الإنسان العماني وكفاءة شباب السلطنة.

أهمية التدريب تتزايد
الرئيسة التنفيذية لشركة إبداع بلا حدود للتدريب بشرى الحراصية صرحت قائلة: "بصمة القطاع الخاص واضحة في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها السلطنة تحت القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وإذا تأملنا قطاع السياحة فإننا نجده ينمو بوتيرة والمرحلة المقبلة تتطلب منه المزيد خاصة مع توفر خطة طموحة ومنظومة عمل واضحة وبيئة محفزة ليس فقط بضخ المزيد من الاستثمارات بل أيضا بالمساهمة في تدريب الشباب العماني وتأهيله للعمل في هذا القطاع الذي سيكون له شأن مهم في الجهود التي تبذلها السلطنة لتنويع اقتصادها، خاصة أن القطاع السياحي بالسلطنة يحمل كل مقومات النجاح في ظل توفر السلطنة على مقومات سياحية استثنائية تجعلها الوجهة المفضلة للكثير من السياح من مختلف دول العالم والعمل في القطاع السياحي يتطلب مهارة فائقة والكثير من الالتزام بضوابط محددة، لذلك فإن التدريب سيكون له شأن مهم في توفير الأيدي العاملة العمانية التي تتحلى بالكفاءة، ومع التطور الكبير الذي تشهده السياحة في السلطنة فإن أهمية التدريب تتزايد لمواكبة التوسع وتلبية احتياجات القطاع الفندقي في المستقبل والمؤسسات العاملة في القطاع السياحي مطالبة ببذل المزيد من الجهد لمواكبة التطور وإطلاق مبادرات من مختلف المؤسسات العاملة في القطاع لتدريب الشباب العماني بالتعاون مع مؤسسات تدريبية لها سمعتها ومكانتها مع التركيز المطلق على التدريب النوعي وفق ضوابط دقيقة وعلى أيدي مدربين أكفاء، وهذا ما سيساهم في توفير كوادر وطنية مدربة وفق أحدث النظم تعمل بكفاءة وتقدم خدمة تلائم المستوى المتطور الذي وصل إليه القطاع، ولا شك أن توفير التدريب سوف يكون عامل جذب لشبابنا إلى هذا القطاع لتكوين جيل من الشباب العماني سيكون له مكانته في المنظومة الفندقية بالسلطنة.

الترويج للسلطنة
رئيس مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية وصاحب مخيم سفاري الصحراء برمال بني وهيبة علي بن سالم الحجري صرح قائلا: "لعب القطاع الخاص دورا أساسيا خلال المرحلة الفائتة في تطوير القطاع السياحي وساهم وبفاعلية في تجسيد الأهداف المسطرة على أرض الواقع، حيث ضخ استثمارات كبيرة في القطاع بإنشائه العديد من المنتجعات السياحية والفنادق ومختلف المرافق فضلا عن استثماراته في قطاع البنية الأساسية، كما لعب القطاع الخاص أيضا دورا محوريا في الترويج للسلطنة في المحافل الإقليمية والدولية ولا شك أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من استثمارات القطاع الخاص في هذا المجال السياحي خاصة أن الأرقام تؤكد نمو هذا القطاع والخطة المستقبلية تتضمن أهدافا طموحة وتستهدف تحقيق نقلة نوعية للقطاع.

ينمو ويتوسع بصورة ملحوظة
الشيف يورجان سيلومان الذي أشرف على تدريب الشباب العماني في أكاديمية قصر البستان ريتز كارلتون للتدريب صرح قائلا: "القطاع السياحي في السلطنة ينمو ويتوسع بصورة ملحوظة، والقطاع الخاص يتحمل مسؤولية كبيرة في تجسيد خطط الحكومة لتطوير هذا القطاع بعدة طرق منها التدريب، وتجربتنا في الأكاديمية مكنتنا من تقديم جيل سيساهم في تطوير القطاع خاصة أن الشباب العماني يتحلى برغبة جامحة في تطوير قدراته والتعرف على أسرار العمل، وقد أظهر طلبة الكلية حماسا كبيرا خلال التدريب الذي ركز على النوعية من خلال إرشادهم خطوة خطوة وتعليمهم في كيفية إنهاء كل أعمالهم من الألف إلى الياء وبدقة متناهية، وقد أرسلنا بعض الطلبة للتدرب العملي في فنادق عالمية مثل فندق الريتز-كارلتون أبوظبي وماريوت ميونخ حيث اكتسبوا خبرة كبيرة والآن بعد تخرجهم من الأكاديمية التحقوا بالعمل في مختلف أقسام الفندق.

------------------
بالأرقام:

19 بليون ريال عماني الاستثمارات التي تستهدف إستراتيجية السياحة العمانية استقطابها

88 % من الاستثمارات التي تستهدف إستراتيجية السياحة العمانية استقطابها ستكون من القطاع الخاص

500 ألف فرصة عمل ستوفرها إستراتيجية السياحة العمانية 2016 - 2040

11 مليون سائح دولي ومحلي سيتم استقطابهم إلى السلطنة بحلول 2040