نصـف الـدوري.. «شبابي»

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٤/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
نصـف الـدوري.. «شبابي»

خميس البلوشي

انتهت يوم أمس الأول (الجمعة) مباريات الدور الأول من دوري عمانتل للمحترفين بعد أسابيع متلاحقة وجولات مضغوطة وسيناريوهات متعددة ومتنوعة، حيث غابت بعض الفرق المرشحة وظهرت بعض الفرق الواعدة وتربع نادي الشباب على جدول الترتيب ليكون بكل استحقاق بطلاً لنصف الدوري ..

ثلاثة عشر أسبوعاً من المنافسات بواقع 91 مباراة كان فيها الصراع كبيراً في المقدمة بين أندية ظفار والعروبة والشباب وهي المطاردة الثلاثية القوية التي استمرت حتى الجولة الأخيرة من الدور الأول.. العروبة الذي قدم نفسه بشكل مميز رغم أنه فقد أكثر من 12 لاعباً في هذا الموسم لكن عراقة المارد تبقى حاضرة رغم كل الظروف فهو المتخم دائماً بعناصره الشابة، التي تظهر متى ما أُتيحت لها فرصة الوجود.. وظفار الذي كان متصدراً لجولات طويلة لم يحسن الختام، فسقط أمام ملاحقه الشباب في الجولة الأخيرة، وهي الجولة الحاسمة والتي تكشف كل فريق امام الفريق المنافس له.

الشباب هذا الموسم غيّر كل الجلود والجلابيب وأصبح منافساً حقيقياً ورقماً صعباً، متسماً بالعمل الجاد بدون ضجيج، ونجح في كسب الخطوة الأخيرة وتوج مجهوداته بصدارة ثمينة ومستحقة عندما سجل ثلاثة أهداف حقق بها النقاط الثلاث أمام ظفار الذي كان غائباً في تلك المباراة.. الشباب هذا الموسم ظهر بشكل مغاير وبشكل أجمل واستفاد من دروس الموسم السابق تحديداً عندما عانى كثيراً.. الشباب منذ نهاية الموسم الماضي حزم كل الحقائب وسافر نحو مرحلة جديدة من التخطيط السليم كان عنوانها الأبرز الاستقرار الفني بقيادة المدرب المجتهد جداً وليد السعدي الذي عرف احتياجاته والأدوات المطلوبة لتحقيق النجاح فسار في طريقه الصعب بكل ثقة وأثبت أن المقدمة ليست بالصعبة أو المستحيلة عندما تتهيأ لها الظروف المناسبة.. الشباب في صدارة دورينا مع نهاية القسم الأول وهو الفريق الذي خطط هذا الموسم ليكون ضمن الأربعة الأوائل، كما صرح بذلك رئيس النادي فنجح في أن يكون في المركز الأول والبقية خلفه.. لا شك أن هناك جهوداً إدارية كبيرة استطاعت أن ترسم كل الخطوط ليصبح الفريق في هذا التوهج وهذا التألق وهو الأمر الذي انعكس على الحضور الجماهيري للفريق بعد تشكيل مجلس جماهير للنادي الذي قام حتى الآن بواجبه على أكمل وجه وكانت الجماهير خلف الفريق بعد أن غابت سنوات طويلة، وعادت للمساندة والدعم وكان لها الأثر الواضح على أداء ونتائج الفريق..
.. عموماً ومع كل ما سبق نبارك للشبابيين بطولة نصف الدوري، ولكن عليهم أن يدركوا أن المهمة لتكملة المشوار باتت أصعب لأن الأمور لم تنته بعد ولأن الطريق لا يزال شاقاً وصعباً وطويلاً والمطاردة ستستمر وبشكل أقوى، وهو الآن فقط أنهى نصف المهمة وتبقى النصف الثاني الذي يكشف مع نهايته كل شيء ولكل المشاركين.. وإذا تركنا الشباب وظفار والعروبة فإنه وجب علينا القول إننا ننتظر ماذا سيفعل السويق وفنجاء في الدور الثاني وكيف ستكون مطاردة النصر للمقدمة وكيف سيواصل صحار نشاطه الجميل، وما الذي يخبئه صحم في القادم وماذا ننتظر من نادي عمان وكيف سيمشي الرستاق للأمام أكثر وأكثر، وماذا سيقول النهضة لبقية الفرق وكيف ستعود الروح الخاصة لفريق الخابورة ومن بإمكانه أن يتعدى الخط الأحمر في سلم الترتيب بين مسقط وجعلان؟
هي حكاية دورينا بعد نهاية نصفه الأول لهذا الموسم.. حكاية فيها الكثير من الفصول التي لم تكتب بعد وكثير من الفرح للبعض وكثير من الحزن والدموع للبعض الآخر.