نصف حــالات زواج الـــعمانيين بوافــــدات تنتـــهي بالطلاق

بلادنا الخميس ٠٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
نصف حــالات زواج الـــعمانيين بوافــــدات تنتـــهي بالطلاق

خاص -
كشفت مصادر خاصة لـ«الشبيبة» أن إجمالي عدد حالات زواج العمانيين من الوافدات خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 178 حالة، قابلتها 88 حالة طلاق، أي إن نصف حالات الزواج تنتهي بالطلاق. ويعد هذا النوع من الزواج من أكثر الأنواع عرضة للفشل وذلك لزيادة نسبة الطلاق فيه. وهنا نبحث مع المختصين عن الدوافع والأسباب الفردية والنفسية والاجتماعية لمثل هذا الزواج والطلاق وأيضا عن الإجراءات القانونية له.

يقول المحامي والمستشار القانوني خليفة الرحبي: سمحت القوانين بزواج العماني من الوافدة إذا حصل على موافقة رسمية من وزارة الداخلية التي تبحث الطلب وتتأكد من انطباق الشروط التي حددها القانون، وهي: أن تكون لديه أسباب اجتماعية أو صحية تدعو إلى الزواج وأن تكون لديه القدرة المالية وأن لا يكون متزوجا بعمانية قادرة على القيام بواجباتها الزوجية وفي كل الأحوال يسبق التصريح بالزواج بحث اجتماعي. وحول الدوافع الفردية قال الباحث الاجتماعي مبارك الحمداني: إن الأسباب الصحية لبعض الأفراد والخوف من عدم قبولهم من قبل الشريك في المجتمع وكذلك حالات العجز عند البعض والحاجة للرعاية الصحية قد يكون دافعاً أساسياً لذلك.‏وعزا الحمداني جزءا من الدوافع الاجتماعية إلى ارتفاع مستوى المهور في المجتمع وهي ظاهرة لها ارتداداتها العكسية في هكذا سياق اجتماعي.وكذلك تعقيد أعراف الزواج وضروراته عند بعض الأسر في بعض المناطق، إضافة إلى حالة الاغتراب الاجتماعي التي قد يعاني منها الفرد بإقصائه من المجتمع نتيجة أسباب عرفية أو صحية أو اجتماعية أو ما شابه وهذه حالات قد تكون نادرة وضئيلة.‏ وعن الآثار الاجتماعية قال الحمداني إن الميل لهذا الزواج يحدث شرخاً في الطبيعة التركيبة الديموغرافية وله تأثير على البنية الثقافية للمجتمع المتعلقة باللغة والعادات والتقاليد التي يستند إليها. كما أن هذا النمط من الزواج يؤثر على صورة المرأة في المجتمع وبالتالي اهتزاز صورتها في تكوينه. وتحويل المجتمع إلى مجتمع (سلعوي) يصبح فيه قرار الزواج كأنه مرتبط بقرار اختيار (سلعة) معينة تتم المساومة على جودتها وقيمتها وأصلها. وهو ما لا يليق بتركيبة المجتمع القائم على تقاليد إسلامية أصيلة وعادات راسخة. أما أخصائية الإرشاد النفسي الدكتورة مها العاني ‏فتشرح الأسباب النفسية المترتبة على هذا الزواج بالقول إن عدم شعور الرجل بالاستقرار النفسي وبخاصة في ظل رفض الأهل موضوع زواجه من وافدة يجعله يعيش حالة من القلق والتوتر المستمرين، بالإضافة إلى أن عدم التوافق الفكري والثقافي والاجتماعي واختلاف العادات والتقاليد والأفكار والبيئة وعدم التوافق في الطباع والميول والرغبات والقناعات والطموح يوجد زواجا غير صحي ولا سليم فضلا عن أنه قد يكون بعيدا عن مباركة وموافقة الأهل، ما سيؤدي إلى اضطراب في عملية التنشئة الاجتماعية السليمة للأبناء، ومن جانب آخر نجد أن عمر مثل هذه الزيجات قصير حينما تتصادم الأهداف، فنجد الأبناء في حالة صراع وقد يضطر الأبناء إلى العيش في بيئة الأم، ما يؤثر على الأب.

ومن الحلول المقترحة، وفق المختصين، تخفيض المهور وتوعية الشباب وبخاصة المقبلين على الزواج بمفهوم الزواج وتبعاته وأسسه ومتطلباته ومسؤولياته وأهمية الحوار والتواصل في ما بين الزوجين ودعم الأفكار التي تؤكد أن الفتاة العمانية هي الأقدر على فهم وتحمل الزوج العماني لأنها تربت في بيئة مماثلة، فضلاً عن تقديم خدمات استشارية خاصة بأسس الزواج السليم وتأثير ذلك على الأبناء.