للتشرذم.. غواية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٥٣ ص
للتشرذم.. غواية

محمد بن سيف الرحبي

لا يكفّ عن الحنين

من له وطن،
ولا يشعر في منفاه..
وهو يرفع عقيرته بالبكاء
إنه مجرد..
عابر وطن.
**
يفتح جريدة الصباح
يقرأ عالماً متشرذماً،
أسلاكاً تبدو كحروف مأزومة،
أو ما تبقى من كلمات،
يرتق بها ثقوب الصور..
يعيد الرصاص إلى فوهاته الأولى.
**
لا يبلغ حدّ الاكتفاء من الحرص،
ليتجنّب نشرات الأخبار،
ويفتح نوافذ شرايينه..
المصابة بجلطة الخوف،
يسفح شرذمته على ما تبقى،
في كوب الشاي أو فنجان القهوة،
محاولا استعادة نفسه،
مع كل رشفة.
**
يعيد ابتكار الأشياء من جديد،
يهبها مسميات لا تشبهها،
يسمّي دخان المدينة سحابا،
ويدّعي أن انفجاراتها أصوات رعد.
وأن الضوء العابر في الليل،
ليس سوى نجمة تغازله،
لا يقتنع بما تقوله مذيعة التلفاز،
ولا بالجثث المتشظية..
في موقع سقوط الصواريخ.
**
سأم الجلوس مع منفاه،
الطاولة تضيق بالأكواب ومنفضة الدخان،
بحث عن الغواية،
لمتشرذم يجمع حطامه،
لم يجد سوى..
دمعة سقطت خلسة،
داراها بفنجانه المر.
**
يعدّ خساراته بوجل،
كأنه للمرة الأولى يفعل،
منفى كالوطن..
وطن يشبه المنفى،
يرقب فنجانه المتداعي، بذاكرة صلبة.
لا تتداعى كما يشتهي،
عصية، وغاضبة.
**
من منفى إلى منفى،
يتحسس غواية مؤجلة،
ويبقي تشرذمه،
يخطو به نحو صباح مكرر.