أنا.. عدوِّي..

7 أيام الأربعاء ١٤/ديسمبر/٢٠١٦ ١٧:٥٥ م
أنا.. عدوِّي..

أسوء الأعداء.. وأكثرهم ضراوة.. هو ذاك الذي يسكن أضلعك..

(1)

كسرت في بيتي الميزان..
أخفيت عن نفسي المرايا..
واستبدلت ملابسي بأخرى فضفاضة..
وأرسلت رسالة طلاق لرشاقتي.. دون عنوان..
أسمن كل شهر.. كل يوم وساعة..
يبدو لي أنني بالون لا يطير.. ولا يدرك أبعاده ولا ارتفاعه!!
وزني يعذبني.. ونظرات الناس.. ونكاتهم التي أضحك عليها.. تؤلمني..
حتى هرج الممثلين في التلفاز على الضخام أشعر به موجها لي..
أشعر به كسَهم انطلق.. ليقتلني..

وأداوي جروح كرامتي بالأكل الذي يعاملني كحبيب غادر..

أحرص عليه.. ويطعنني..!!
وإن ابتعدت عنه غضبانا عُدت إليه بشوق نهم يتآكلني..
وكأن الطعام لعنتي..
بدل أن آكله.. يأكلني..
آكل لارتاح والأكل شقائي..
وأنام لأنسى والثقل يؤلمني..
والأمراض تلوح لي من كل حدب.. ولكني عاجزٌ..
وعجزي.. يحير الناس ويحيرني..

(2)

أكره كسلي..
أكره هذه السلاسل الفولاذية التي تثقل عقلي..!!
أكره أني أصحو وأنام في الماضي..
وأترك عصري!
أكره أني أضيع وقتي في التفكير في دائرة..
لا مخرج لها ولا مدخل.. تتسع وتضيق ويضيق معها صدري..
أكره أني عدو نفسي..
وعدو من أحب.. وعدو وقتي..
وأكره أني لو شئت أن أعاقب نفسي فلن أكون أقسى عليها.. من نفسي..
وأكثر ما أكره هو أنني دفنت في كراهية الذات.. عامي..
فمر العام تلو العام وتلاشت أحلامي..
أسوأ عدو يمكن أن يسحقك.. هو أنت..
فظلمك لنفسك.. مدمرٌ ودام..

(3)

أحبها.. رغم أنها لا تستحق..
أحبها.. وأعرف أن الطريق لها شائك..
وحبها صعب..
أعرف أنها معي وتنتظر فرصة أفضل..
أعرف أنها تستغلني.. وأني بالنسبة لها جسرٌ..
وأنها تجاريني وتعاملني معاملة الخائن.. للمستعمر..
أدرك أن حبها سراب..
وعواطفي معها هدر..
وبنياني معها خراب..
لكنها كلما زادت في ظلمي تعلقت بها..
دناءة نفس هي.. أن تحب زاهدا فيك من بين كل الأنام..
لكنها ليست المسيئة لي بل أنا عدو نفسي..

أدمرها بحب لا يُرام..