انتخابات ساخنة على عرش الكرة السعودية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٢/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٥:٢٠ ص
انتخابات ساخنة على عرش الكرة السعودية

سالم الحبسي

السبت..
تدور منافسات ساخنة في السعودية على مقعد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، والتي ستعلن نتائجها يوم 31 ديسمبر الجاري بالرياض، ويخوض المنافسة أربعة مترشحين على المنصب الذي يشغل الوسط الكروي والرياضي السعودي في مشهد ديمقراطي بدأ يفرز الكثير من النتائج على أرض الواقع أهمها أنه لا بد أن يكون التنافس علناً على المستوى الإعلامي، حيث يقدم كل مترشح رؤيته الانتخابية في نزال الرئاسة الذي لن يكون سهلاً في ظل التحركات التي يقوم بها المترشحون الأربعة وهم: خالد المعمر وعادل عزت وسلمان المالك ونجيب أبوعظمه.

الأحد..
هذا الأسبوع حضرت المؤتمر الصحفي لسلمان المالك أحد مرشحي الرئاسة للاتحاد السعودي الذي ضرب في مؤتمره "كل العصافير بحجر واحد"، فبجوار جرأة طرحه للمشاريع الانتخابية التي تحمل نمطاً جديداً نحو تفعيل الحراك الكروي السعودي مع الشفافية التي قدّم فيها رؤيته التي ارتكزت على عشرة عناصر أساسية، ظهر المالك واثقاً من نفسه، متجدداً في طرحه، فلم يغفل في برنامجه الانتخابي الذي حمل عنوان "الفريق الواحد"، الجانب التسويقي والمالي والشراكة مع الجمعية العمومية والاستقلالية لرابطة المحترفين والاهتمام بأن يكون العمل ممنهجاً من خلال البحث العلمي واستخدام تكنولوجيا العصر مما أعطى مؤشراً كبيراً بأنه عازم على التغيير وتقديم فكر متجدد.

الاثنين..
ربما لم يغفل المتنافسون الآخرون عن الملف المالي المرتبط بالتسويق وهو ما يعتبر عنصراً مشتركاً بين المتنافسين الأربعة، إلا أن ما لفت نظري في مؤتمر سلمان المالك أنه نجح في إشراك قطاع عريض من كل أطياف المجتمع الكروي السعودي، علاوة على أنه استقطب حضوراً إعلامياً ضخماً من داخل السعودية ومن الإعلام الرياضي الخليجي، في إشارة واضحة على أن العمل الذي يسعى لأن يقدمه يسير نحو تفعيل الكرة السعودية على المستوى الخليجي والعربي وهو ما أعطى رؤيته درجة أعلى عن الآخرين.

الثلاثاء..
الحراك الانتخابي في السعودية على أهم اتحاد رياضي يختلف بشكل كبير عن بقية دولنا الخليجية، رغم أنها تعتبر التجربة الانتخابية الثانية، وربما سبقتها التجربة الانتخابية العمانية التي بدأت في عام 2007، ورغم بداية تغيير المشهد الانتخابي في المنطقة الخليجية وبداية ثقافة انتخابية تتشكل معها قناعات وتوجهات تختلف عن السابق وهو ما أفرزته انتخابات الإمارات التي فاز بها المهندس بن غليظة وإقصائه للسركال- أحد أشهر رؤساء الاتحادات الكروية الخليجية، إلا أن المشهد الكروي في الكويت ما زال غامضاً في مستقبله بسبب قرار الفيفا بتجميد الاتحاد الكويتي وهو ما يحتاج إلى الكثير من الانصهار من أجل هدف واحد لحل الأزمة التي باتت تؤرق الكرة الخليجية عامة وليس الكويت فحسب.

الأربعاء..
في السلطنة كذلك قدّم الشيخ سالم الوهيبي رؤيته الانتخابية قبل انتخابات الاتحاد في شهر سبتمبر، رغم أنه كان المرشح الوحيد على الرئاسة، وهذا يؤكد على حقيقية واحدة وهي أن الأجواء الانتخابية باتت تلزم المرشحين بأن يقدموا من أفكار "قلي من أنت" حتى أعرف قدراتك..
ما وجدته بين الرؤية الانتخابية للوهيبي وبن مالك ترابطاً وتشابهاً كبيراً وهو ما يقودنا إلى حقيقية واحدة بأن الكرة الخليجية تبحث عن ذاتها من خلال نفس الظروف مع اختلافات في جزئيات بسيطة، تشترك في التسويق من متطلبات المرحلة، ودعم الأندية لتحريكها داخلياً وخارجياً وتقديم المنتخب الأول نحو تحقيقي نتائج أقوى على مستوى القارة الآسيوية في ظل سيطرت الشرق في السنوات العشر الماضية.

الخميس..
رغم أن الانتخابات الخاصة بالاتحادات الرياضية انتهت وأُعلنت نتائجها، إلا أن هناك ما زالت "نار تحت الرماد"، فهناك شكوى تقدم بها مرشحون في انتخابات اتحاد ألعاب القوى أخذت طريقها إلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى، في إشارة إلى أن هناك أصابع تشكك في نزاهة الانتخابات، وهو أمر يأخذ صورة جديدة في المشهد الانتخابي الرياضي بالسلطنة بأن تصل قضايا الاحتجاج إلى منظمات خارج حدود السلطنة، فيما كان الأجدر أن يتم حل مثل هذه القضايا داخلياً دون اللجوء إلى الخارج، ففي كل الأحوال يجب أن تبقى الأسرة الرياضية متماسكة داخلياً لتكون أكثر قدرة على وضع الحلول للقضايا المحلية.