رؤيـة ترامـب تحدد مستقبـل المنطقـة

الحدث الخميس ٢٢/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٥:٤٨ ص
رؤيـة ترامـب تحدد 

مستقبـل المنطقـة

مسقط – محمد محمود البشتاوي

حدد كبير المفاوضين الفلسطينيين، ورئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية د.صائب عريقات رؤيته للعام 2017، متطلعاً إلى أن يكون عام إنهاء الاحتلال وعام الأمن والسلام على فلسطين والعالم، بيدَ أن أمنياتهِ هذه مقيَّدةٌ بالمتغيّرات الراهنة، وعلى رأسها وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وتعنت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار سياساته التوسعية.

ورأى عريقات في تصريحات خاصة بـ»الشبيبة» أن مستقبل المنطقة سيعتمد «على رؤية ترامب وقراءته وفريقه لكيفية خدمة مصالح بلاده»، مؤكداً أن «أدبيات الحزبين الجمهوري والديمقراطي تتعامل مع إقامة الدولة الفلسطينية باعتبارها مصلحة وطنية أمريكية لا تتغيّر. لكن ما حصل في نتائج انتخابات ترامب، يدعونا للنظر خلال السنوات الثلاث المقبلة في فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، وعموم أوروبا، لرؤية اليمين وصعوده، ونحن كفريق فلسطيني ندرس جميع المسائل، وسنتواصل مع فريق ترامب».
ويتابع أن وفداً فلسطينياً قام بزيارة هي الأولى من نوعها إلى واشنطن منذ العام 1994، حيث «عقدنا لقاءات موسعة ومكثفة، والتقينا مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وعقدنا لقاءات أخرى معمّقة على مستوى نواب وزير الخارجية، وأسسنا لعلاقات ثنائية»، موضحاً أن هذه العلاقات «تدور فقط حول عملية السلام مع إسرائيل، أما اليوم فلدينا لجان ثنائية في جميع المجالات الاقتصادية والسياحية والثقافية والاستثمار والتجارة والشباب وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والدين والزراعة والرياضة وغيرها، وسنبني عليها مع الإدارة الجديدة».
وشدد عريقات على أن الفريق الفلسطيني «على استعداد للتعامل بإيجابية مع إدارة ترامب لتحقيق مبدأ الدولتين على حدود عام 1967».
ونبَّه كبير المفاوضين الفلسطينيين إلى أن مَن يريد الانتصار على الإرهاب عليه أن «يبدأ بمحاربة كل طرف يحاول تحويل هذا الصراع إلى صراع ديني، فاستمرار الاحتلال والمستوطنات يزيد بذور الفصل العنصري (الابارتهايد). وأن تجفيف مستنقع الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وتحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس هو مفتاح الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وبدونها لن يكون هناك أمن واستقرار وسلام، وباعتقادي فإن كل القائمين على الإدارة الأمريكية القادمة يدركون ذلك جيداً».
وحذّر من أن تغييب دولة فلسطين عن الخريطة يعني «100 عام أخرى على المعاناة والدمار وعدم الاستقرار»، مشدداً على مواصلةِ العمل على «تدويل الصراع ومنع إسرائيل من الاستحواذ على العملية السياسية، ونعمل على حشد الإرادة الدولية للاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية في الأمم المتحدة وإنهاء الاحتلال».
وقال عريقات إن القيادة الفلسطينية ستقدم مشروع قرار لـ»إدانة ووقف الاستيطان في مجلس الأمن، وتطوير المقاومة الشعبية وتعزيز صمود شعبنا على الأرض، ومقاطعة الاستيطان وإفرازاته».
وفي حديثهِ لـ»الشبيبة»، تطرّق أيضاً إلى السعي لـ»إنهاء الانقسام البغيض، فإذا لم نساعد أنفسنا لن يساعدنا أحد، ولن تكون هناك دولة في غزة، ولا دولة دون قطاع غزة، ولن تكون سوى سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، وسنحتكم إلى إرادة الشعب وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ولذلك فالمصالحة ممكنة وهي مفتاح الأمن والاستقرار وبأيدينا جميعاً».
ولم ينسَ كبير المفاوضين التحذير من خطوات حكومة التطرف الإسرائيلية لهدم «عملية السلام وحل الدولتين، وهي تعمل جاهدة لتدمير هذا الخيار ودفنه للأبد من خلال فرض الوقائع على الأرض وتكثيف الاستيطان والتهويد والضم والقتل والهدم وإرهاب المستوطنين وغيرها من انتهاكات مقدساتنا»، موضحاً أن «الحكومات الإسرائيلية التي رافقت الرئيس باراك أوباما طوال 8 سنوات، هي حكومة من المستوطنين وتعمل للمستوطنين، وتريد تدمير خيار الدولتين، واستبداله بدولة بنظامين، وهذا لن ينجح».
وعزز عريقات طرحهُ السابق، بالإشارة إلى رفض «إسرائيل لمبادرة السلام الفرنسية، ورفضها دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لأنّ بنيامين نتنياهو يعتقد بأنّه يجب استبدال لغة المفاوضات والسلام بلغة العسكرة والإملاءات».
وبيِّنُ أن الموقف الدولي «مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، وأخص بالذكر المبادرة الفرنسية، فباريس لم تخترع العجلة إلا أنها أدركت منذ البداية أن الانتصار على الإرهاب والتطرف والإجرام يتطلب إيجاد توازن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967».
وبالنسبة لعقد المؤتمر الدولي للسلام، أكد أنه «سيعقد على أسس وقواعد القانون الدولي والمرجعيات المحددة لعملية السلام ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق وقرارات مجلس الأمن، وفي فترة زمنية محددة وآليات متابعة ومراقبة جديدة. ونحن ندعم هذه المبادرة بكل قوة»، مشيراً إلى أن «الهدف من المؤتمر هو التأكيد أن الحل يكمن في إقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 67، وإذا اختارت إسرائيل الاستمرار بالاستيطان والتغيب عن المؤتمر، فهذا يعني مرة أخرى للجميع أنها تسعى إلى تقويض عملية السلام وتدمير حل الدولتين».