من مات في حلب..

7 أيام الأربعاء ٢٨/ديسمبر/٢٠١٦ ٢٠:٠٥ م
من مات في حلب..

(1)
ماتت الأناشيد الوطنية والأغاني..
كل الشعارات.. والخطابات.. والأشعار عروبية المعاني..
ونفاق الأعراب صار شاخصا..
ودموع التماسيح لن تمسح العار ولن تطهر يد الجاني..
والكل مذنب..
من مولوا «صراع الأخوة» بالقنابل والجهاديين والفتاوى..
ومن صفقوا لأنهار دماء هُدرت من طرف..
وانتحبوا على أنهار دماء سالت من طرف ثاني..
وكأن للدم سعرا.. بعده رخيص وبعده غالي!!
وكأن ابن طرف يستحق أن تغتصب طفولته..
فيما يُدمي القلب إن كانت الطفولة المهدورة لابن الطرف الثاني..!
ما أسخف دموع التماسيح التي تفرق بين الجثث..
وما أسخف الإنسانية المزيفة عندما تصعد المسرح لتمثل.. وتتصنع الأسى لثواني..

(2)
مات في حلب المنطق..
ماتت الحكمة.. والعقل والخير
ووحدة الشيطان من خلا له الملعب..
لا صلح ولا وفاق ولا أياد تمتد إلا لتخنق..
فكل ينادي: أنا قاتل أو مقتول..
ما أرخص الحياة في سوريا
وإن رخصت الحياة فما من قيمة.. لشيء ثان

(3)
في حلب ماتت الثورة..
ثورة بدأت حرة وانتهت بحسرة..
عندما رآها الأغراب «حصان طروادة» فدخلوها: بأقدامهم، وعتادهم، ومجانينهم.
ولقموا النار بنار
وأرادوا بها تصفية الحسابات
وتوطين الأشرار
فانقلب السحر على الساحر..
ومات المسحور ومات الساحر..
ومات المتفرجون.. والقاسطون.. ومن بالمشهد عبر..

(4)
في حلب ماتت أحلام الكبار،
أحلام تجار الحروب.. ومهندسي الفتنة والدمار..
وماتت كذلك.. أحلام الأحرار..
ومات المهرجون.. وأصحاب الأفكار..
لن نحصي الموتى يوما..
فبعضهم حي رغم موته.. وبعضهم في الجنة وكثير منهم في النار
تشتت كل شيء في سوريا -حتى الموتى- وصار الشتات قدر كل من في الطاحونة دار..

(5)
ماتت مزايدات المنظمات..
وماتت أوهام أصحاب العضلات..
ماتت الحياة كلها في حلب..
فرحمة الله على من مات..