دوار «الثرمـــد».. معاناة أسبوعية متـواصـــلـــة وكيل النقل لـ «الشبيبة»: خطة الوزارة للدوارات جاهزة

بلادنا الثلاثاء ٠٣/يناير/٢٠١٧ ٠٤:١٧ ص

السويق - سعيد الهنداسي

يشهد عدد من الدوارات في محافظة الباطنة اختناقا مروريا كثيفا عند نهاية الأسبوع وتحديدا يوم الخميس للقادمين من مسقط ويوم السبت للمتجهين إلى مسقط.

ويتركز الازدحام المروري عند دوار الثرمد في السويق ودوار المصنعة، لكن كثافة الازدحام تتركز عند دوار الثرمد. فمنطقة الثرمد بولاية الســويق تشهد كل يوم خميس ازدحاما غير مسبوق بات يتكرر أسبوعيا، حتى أن طول طابور السيارات بات يصل إلى كيلومتر أحيانا عدا الخارجين عن الطريق للوصول إلى منفذ الخروج من الثرمد.
ويتسبب دوار الثرمد بهذا الازدحام في المسار المتجه إلى شمال الباطنة، حيث يبدأ الازدحام عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا عندما يبدأ الخروج المبكر للموظفين من أعمالهم إلى حوالي الرابعة عصرا، حيث يصل القادمون من محافظة مسقط وبقية محافظات السلطنة للاتجاه إلى خارج السلطنة.
وما يؤدي إلى هذا الازدحام، انسيابية الحركة المرورية قبل دوار الثرمد المتمثلة في إغلاق دوار الملدة وتحويل الحركة فيه إلى نظام (u turn) وكذلك انسيابية الحركة في دوار الشعيبة، حيث تقوم شرطة عمان السلطانية بإغلاق الحركة في الدوار وفتح مسار العبور باتجاه الشمال حينها يتزايد العبء على دوار الثرمد بسبب عدم إغلاق الحركة فيه في بعض الأيام، ويعود ذلك إلى ارتباطه بمنشأة حيوية وهي قاعدة سعيد بن سلطان البحرية. ومن يسلك دوار الثرمد بالسويق يعرف مدى ما يعانيه السالكون له وبخاصة في نهاية الأسبوع.
«الشبيبة» زارت دوار الثرمد وكانت لها بعض اللقاءات مع المواطنين وأعضاء المجلس البلدي بالسويق.

مشكلة الازدحام

البداية كانت مع عضو المجلس البلدي بالسويق خميس السعدي الذي تحدث عن دور المجلس البلدي في هذا الموضوع قائلا: تطرقنا إلى موضوع دوار الثرمد مع سعادة الشيخ والي السويق في بداية الأمر ورفعنا تقريرنا إلى سعادة الشيخ المحافظ الذي بدوره تحدث عن الموضوع وتحدثنا عن الدوارات بشكل عام في الولاية ودوار الثرمد تحديدا بضرورة اتخاذ إجراءات ميسرة أكثر، فحتى فتح مسارات والتفافات لم يقدم حلا جذريا للمشكلة بل على العكس أصبحت هناك ازدحامات عند الاقتراب من نقاط الرجوع للجهة الأخرى للدوار، كما أن هناك ازدحاما تضيفه الشاحنات الثقيلة والناقلات وبالتالي فإن المعاناة تزداد سواء في أيام الأسبوع العادية بسبب ذهاب الطلاب والعاملين إلى أعمالهم أو في نهاية الأسبوع عندما يعود الموظفون من مسقط إلى السويق وولايات شمال الباطنة أو يسافرون لدول الجوار، كما أن دوار الثرمد يخدم الطريق المؤدي إلى قاعدة سعيد بن سلطان ما يؤدي إلى زيادة الاستخدام على الطريق المؤدي إليها من دوار الثرمد.

مقترحات بديلة

وحول المقترحات التي قدمها المجلس البلدي يقول السعدي: اقترحنا على الجهات المختصة فتح ممرات عبور الأودية واستخدامها في الحركة المرورية إلى أن يتم فتح الجسور ليسهل على مستخدمي الطريق في شمال وجنوب الشارع العام، وأصبحت المصالح الحكومية الآن في جنوب الشارع وأصبح مستخدمو الطريق مجبرين على الوصول إليها.

تواصل مستمر ولكن

الشيخ أحمد بن بانزك البلوشي تحدث عن تواصله مع المسؤولين حول هذا الموضوع قائلا: تواصلت مع الجهات المختصة وعرضنا معاناة مستخدمي الطريق من جراء هذا الدوار وأبلغنا الجهات المختصة أن هذا الدوار محط عبور للذاهبين إلى قاعدة سعيد بن سلطان وهو أيضا يخدم سكان الثرمد والبلدات المجاورة لها وهناك مجموعة من المصالح التي تخدم الناس على جانبي الشارع مثل سوق الثرمد، ويتسبب الازدحام في شل الحركة على الشارع وداخل الدوار يوم الخميس فتتوقف الحركة بالإضافة إلى وجود مركز صحي جنوب الشارع، وطالبنا بحلول بديلة بوضع التفافات كما هو معمول به في دوار الملدة على أقل تقدير لأن الازدحام بسبب هذا الإغلاق انتقل من دوار السويق والملدة ليتركز عند دوار الثرمد وقد تم الرد بأنه تم تحويل الموضوع إلى مسؤولي الجهة المختصة وحتى الآن لم نلمس شيئا.

الأسباب مالية

أما خميس الخميسي عضو المجلس البلدي بولاية السويق فتحدث عن هذه المشكلة بقوله: تم الحديث عنها ومناقشتها عبر وسائل التواصل من خلال المجلس البلدي ولكن تأتي الردود من الجهات المعنية بأن الظروف المالية تحول دون تنفيذ مشاريع في الوقت الحالي بينما في الفترة الفائتة وطوال مناقشتنا لهذا الموضوع كانت الردود عبارة عن وعود لم تر النور، ومن الملاحظ أن الإجراءات الحالية في الدوار التي وضعت من خلال الاختصارات والالتفاتات لم تؤد الغرض المرجو منها وهي غير عملية وتم رفع مقترحاتنا لمعالي الوزير والمسؤولين وهي معاناة كبيرة نعيشها في السويق وكنا نتمنى إقامة أنفاق تحتية وطرحنا هذه الأمور لكن للأسف لم نتلق ردا حتى الآن.

نهاية الأسبوع

يوسف المجيني من سكان الثرمد تحدث عن معاناة الأهالي من جراء الازدحام في دوار الثرمد خلال عطلة نهاية الأسبوع فقال: المعاناة تبدأ قريبا من الساعة 12 ظهرا كل يوم خميس فتخيل من هذا التوقيت، حيث يبدأ الازدحام إذ تبدأ السيارات بالتوافد للقادمين من مسقط والمتجهين إلى صحار والولايات الأخرى إلى وقت المساء وتوجد خدمات في جنوب الشارع يصعب على من يريد الذهاب الوصول إلى مبتغاه بسهولة، حيث توجد العديد من المصالح الحكومية كمركز صحي الثرمد وغيرها من الخدمات وهنا تبدأ المعاناة، لذلك نتمنى على المعنيين بالأمر مراعاة هذه المعوقات وتذليل الصعاب وتقديم بدائل وحلول سريعة للقضاء على مثل هذه العوائق لما في ذلك من خدمة للمواطن.

سلبيات عديدة

محمد البلوشي يتحدث هو الآخر عن هذه المعاناة قائلا: إن الازدحام يكون يومي الخميس والسبت في فترة عودة أو ذهاب القاطنين ما بعد الثرمد من مسقط أو العكس، والإغلاق ليس حلاً لتقليص الاختناق المروري الذي يحدث، ربما هو حل مؤقت ولكن له سلبيات عديدة، أبرز هذه السلبيات تقع على قاطني المنطقة نفسها والمناطق الساحلية المجاورة حيث في حالة إغلاق الدوار لا يوجد طريق بديل سوى قطع المسافة إلى دوار السويق أو دوار الملدة، وهذا الحل يسبب أيضا اختناقا في دوار السويق ودوار الملدة، وإذا ما نظرنا إلى منطقة الثرمد فهي تعتبر منطقة تجارية من جميع الجهات، حيث توجد بها الأسواق والمحلات والمطاعم ومحطات البترول، لذلك فإن إغلاق الدوار له سلبيات عديدة.

إيجاد بدائل

ويضيف محمد: نأمل من شرطة عمان الســلطانية تنظيم الســـير في الدوار فمثلما ذكرت سلبيات الإغلاق أكثر من إيجابياته، حيث إن الكثافة السكانية في المنطقة والمناطق المجاورة كبيرة جداً، وأنا أحد المتضررين، حيث إنني عند عودتي من العمل يوم الخميــس لا أستطيع الذهاب بيسر إلى منزلي بل علي قطع مســـافة إلى دوار الملدة والعودة إلى الثرمد، ولا ننسى بأن دوار الثرمد يخدم قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، ولذلك أتمنى على شرطة عمان السلطانية إيجاد الحل البديل والأمثل وهو تنظيم الحركة المرورية فيه.

أكد وكيل وزارة النقل والاتصالات للنقل سعادة م.سالم بن محمد النعيمي أن الوزارة تدرك مشكلة الازدحام في الدوارات على طريق الباطنة القائم، مشيرا إلى أن الوزارة قامت في هذا الصدد بغلق دوارات الملدة والسويق والخابــورة وصحـــم وتنفيــذ حارات التفافية U-TURN لتحويل الحركة المرورية على الدوارات وذلك لحل مشكلة الازدحام المروري عليها.

وأكد سعادته في تصريحه لـ«الشبيبة» أن التحويلات الجديدة التي تم تنفيذها في الوقت الحالي تؤدي دورها وقللت من تلك الازدحامات فيما بقي الازدحام ملحوظا في دواري المصنعة والثرمد بولاية السويق يومي الخميس للقادمين من مسقط والسبت للمتجهين إلى مسقط، مشيدا سعادته بدور شرطة عمان السلطانية في تنظيم الحركة المرورية لتقليل الازدحام المروري على كل الدوارات.

وقال سعادته إن الوزارة قامت بدراسة الازدحام المروري على الدوارين المذكورين وإن خطة الوزارة لهذه الدوارات موجودة والدراسة جاهزة وستنفذ حلولها في الخطة الحالية بالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى.