5 خيارات أمام ترامب لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية

الحدث الخميس ٠٥/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
5 خيارات أمام ترامب لمواجهة تهديدات كوريا الشمالية

مسقط - محمد محمود البشتاوي

تمثل تهديدات كوريا الشمالية للولايات المتحدة الأمريكية استفزازاً يحرجُ واشنطن، ويظهرُ عجزها عن كبح جماح بيونج يانج، حيال تلويحها المستمر بالسلاح النووي من جانب، والتجارب الصاروخية المتقدمة من جانب آخر، الأمر الذي يضعُ حلفاء البيت الأبيض في شرق آسيا، أمام مأزق التعامل مع هذه الدولة المعزولة عن العالم.

موقع أمريكا اليوم usatoday عرض 5 خيارات لتعامل الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مع هذه التهديدات، وقامت «الشبيبة» بترجمتها، وتلخيصها، وفيما يلي الخيارات الخمسة:

أولا: العمل من خلال الصين

عميد كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية في جامعة دنفر كريس هيل، الذي قاد مفاوضات الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي لكوريا الشمالية خلال فترة الرئيس الأمريكي جورج بوش، رأى أن العمل من خلال الصين، يمثل ورقة رابحة، بدلاً من استعداء بكين، وقال «إذا كان هناك حل، فهو مع الصين»، حليف كوريا الشمالية».
وتابع هيل: «يجب أن يكون الرئيس المنتخب حذرا فيما يتعلق بالنزاع مع الصين، بشأن التجارة، أو سياسة الصين الواحدة»، سياسة الصين الواحدة تتلخص في الاعتراف بالموقف الصيني القائل إن هناك صينا واحدة فقط في العالم، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من هذه الصين.

وبموجب هذه السياسة، تقيم الولايات المتحدة علاقات رسمية مع الصين الشعبية وليس مع تايوان التي تعتبرها الصين إقليما متمردا لابد أن يعود يوما إلى كنف الوطن الأم.

ومنذ انتخابه، أجرى ترامب مكالمة هاتفية هنأ خلالها الرئيس التايواني تساي إنج ون، وعدَّ ذلك خرقا لسياسة الولايات المتحدة، التي لا تعترف بسيادة تايوان، إلا أن الرئيس المنتخب شكك في وقت لاحق ما إذا كانت الولايات المتحدة يجب أن تلتزم بسياسة «الصين الواحدة» أم لا؟، محددا مقابل ذلك تعامل الصين في ملفات أخرى منها التجارة».

ثانيا: زيادة أنشطة الردع

وقال ترامب يمكن زيادة الأنشطة الردع جنبا إلى جنب مع حلفاء كوريا الجنوبية واليابان. الباحث المخضرم في معهد بروكينجز ريتشارد بوش، رأى أن أمام ترامب «خيار زيادة الردع الصاروخي لحلفاء واشنطن في جنوب شرق آسيا، ما يعني توسيع خطط نشر الدرع الصاروخي في كوريا الجنوبية، حيث يتمركز ما يقرب من 30 ألف من القوات الأمريكية. ويشمل هذا أيضا توسيع المناورات المشتركة بالذخيرة الحية مع سول وطوكيو، ما يعني تخصيص موارد إضافية لرصد نشاطات كوريا الشمالية والرد عليها».
ورأى بوش، ضرورة اللجوء إلى الحرب النفسية أيضا، للتأثير على جمهور كوريا الشمالية، واقترح مثلا انخراط واشنطن في المزيد من عمليات التدريب والمناورات، والتحليق المكثف بقاذفات، وتوسيع الجهود القائمة لتهريب الهواتف المحمولة والأقراص المدمجة مع المسلسلات الكورية الجنوبية إلى كوريا الشمالية، لكسر العزلة التي تحاول الحكومة الكورية الشمالية فرضها على الشعب هناك، وهذا من شأنهِ أن يكسر الحواجز في بيونج يانج، ما يعني ضعف النظام، ومن ثم انهياره.

ثالثا: المساعدات الاقتصادية

المدير المشارك لبرنامج السياسة النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي جيمس أكتون يرى أن الحوافز الاقتصادية ورقة رابحة، لذا يجب تقديم المساعدات الاقتصادية لكوريا الشمالية إذا وافقت على وقف اختبار الأسلحة النووية.
وهذا الخيار ليس جديداً على واشنطن، ولا بيونج يانج، إذ شهد عهد كلينتون، وبوش، وأوباما، مفاوضات مع كوريا الشمالية في هذا السياق، إلا أن هذه الصفقات، وافقت عليها بيونج يانج، ومن ثم خدعت واشنطن، وتخلت عن التزاماتها.
أكتون يعترف بأن هذا النهج «من المستبعد أن ينجح»، وذلك بالنظر إلى طبيعة كوريا الشمالية، لكنه قال إنه يستحق المحاولة مرة أخرى. وأضاف «إنها أقل شرا من حفنة سيئة من الخيارات الأخرى».

رابعا: فرض عقوبات جديدة

زيادة العقوبات على كوريا الشمالية هو خيار آخر، لكن، هذا الخيار أيضا سبق أن فشل في تحقيق النتائج المرجوة منه.
ريتشارد بوش، يرى أنه من الممكن زيادة هذه الضغوط والعقوبات على بيونج يانج، وتشجيع الصين على استخدام الجانب الاقتصادي للضغط على كوريا الشمالية.
ورغم العقوبات، ما تزال كوريا الشمالية تقوم بالتجارب النووية، آخرها تجربتان في العام الفائت، واختبارات صاروخية أخرى، انتهكت فيها قرارات الأمم المتحدة.

خامسا: ضربة نووية «استباقية»

إذا أراد ترامب «قطع رأس الأفعى بسرعة، فعليهِ بضربة نووية استباقية، دون أن يلجأ إلى تعبئة 100 ألف جندي أمريكي لغزو كوريا الشمالية، وبحسب المدير السابق في وكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة روبرت كيلي.
وقال كيلي، وهو الآن زميل في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إنه لا يدعو لضربة نووية، ولكن الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب أوضح من قبل أنه مستعد لرمي الطرق التقليدية في التعامل مع بيونج يانج من خارج النافذة، لذا فمن الممكن أن يلجأ إلى ضربة نووية على كوريا الشمالية.
أكتون رأى أن خـيـار «ضــربــة نــوويــة وقائــيــة» أو حتى ضــربة عسكرية تقليدية غير مرجحة أمر خطــير وكبير، لأن ذلك قد يدفع لاستخدام الأســلحة النووية في أي مكان آخر.
وأشار إلى أن حدوثها يفترض استخدام الأسلحة النووية في أي مكان آخر، ويمكن في حال دمرت القيادة وطويت صفحة كيم جونج أون، وجزء كبير من قيادته، أن يبقى تهديد كوريا الشمالية قائما.