يقرأ.. ويكتب

مقالات رأي و تحليلات الخميس ١٢/يناير/٢٠١٧ ٠٤:١٣ ص
يقرأ.. ويكتب

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby
malrahby

في لحظة ما من العمر/‏‏ الزمن كانت معرفة القراءة والكتابة علماً، وصاحبها محسوب على فئة المتعلمـين، وكانوا قلـــة في مجتمعنا العــماني، حيـث ترتبط الدراســة بمعـرفة قــراءة القــرآن الكريم، وإن توسعت أحياناً ففي النحو والفقه قليلاً، وهــذه الحظوة لا ينالها كثر؛ نظراً لظــروف الحياة الشاقة، وعدم توفر المراكز العلمية في القرى كما هي في بعض المدن المعــروفة كحواضر للعــلـــم والعلــماء، صحار والرستاق ونـزوى وســـمائل.. وغيرها من مــراكز التعليم (النحوي والفقهي) على وجــه الخصــوص.

وفي زمننا (الراهن) أضحت معرفة القراءة والكتابة بديهية تماماً كالحياة، لكن «الأمّية» يختلف تعريفها، وإن كنّا أمام (إشكال) صعب يتعلق بهذه المعرفة (المشار إليها) حيث يظل التساؤل قائماً: هل حقاً يعرفون القراءة والكتابة؟!
إذن نقول إن هناك حملة شهادات لا يعرفون القراءة فهذا ينظر إليه على أنه من «اللامعقول»، وأظن أن هناك مستويين للقراءة، أولهما معرفة اللغة السليمة (النطق) والفهم السليم (الإدراك) وأرى أن خبراً صحفياً جرى تداوله قبل يومين خارج معناه تماماً تحت هيمنة «التشويه» فيما أرادته الصحيفة ضمن فعل «التشويق».
أتجاوز هذه النظرة (القاصرة) والمتقصّدة إلى بيت القصيد، سلامة الكتابة إملائياً قبل أن يكون نحوياً، وشخصياً أجدني في أحيان عدة أرتبك أمام الهمزة وأمكنتها، حيث تتنوع كتابة بين وجودها على السطر وحيدة أو فوق الواو أو أمامها أو على الألف أو فوق كرسي، وغيرها من المواضع المربكة، أما عن النحو فحدّث ولا حرج، منها عن جهل، وأخرى عن سرعة وعدم تمعّن في وقوع الكلمة فاعلاً أو مفعولاً به، عدا المصادر وأحوالها...
في زمن النشر الورقي كنّا أقل شعوراً بأخطائنا، وبالطبع أخطاء جيل من الكتّاب ظهروا مع «النشر الإلكتروني» حيث لا يحتاج الأمر إلى مرور على قسم التصحيح في الصحف، وهم يستحقون الكتابة عن معاناتهم، وبوسع أحدهم أن يؤلف كتباً عن أخطاء الكتّاب المعروفين (في المقالات الصحفية على وجه الخصوص)، وأعرف أحدهم (وهو يدّعي أننا تعلمنا الصحافة على يديه) يصحّ تدريس الورقة التي كتب عليها المقال، بين دخولها قسم التصحيح وخروجها منه، في كليات الإعلام لسوء الخط وكثرة الأخطاء.
لماذا يخطئ كاتب نعرف أنه قارئ جيّد، يفترض أنه رأى الرسم الصحيح للكلمات، ولترابط الجمل، في كتب عرف عنها رزانتها، بينما يرتبك أمام (الضاد والظاء) حيث الألف المنتصب فوق الحرف، فشكل عليه التفريق (الظروف والضروف).
هل عائد إلى عدم معرفة بالقراءة، فيأتي الجهل «بالكتابة» مرادفاً لعدم تركيز العين على المفردات حيث نبتغي المتعة والتسلية من «المسح الضوئي» السريع للأوراق حينما نقرأ كتاباً؟!
أعود إلى فكرة «معرفة القراءة والكتابة» مع سؤال: هل الكتابة الصحيحة مقتصرة على «الكتّاب والأدباء والصحفيين» أو أنها مطلب مهم وضروري مع الجميع، فكيف نقبلها من خريج يشعر أن بناء جملة سليمة (لغة وأسلوباً) ليست من اختصاصه، لكن ماذا لو قلنا بأن أستاذه في الجامعة /‏‏ الكلية ليس بأفضل منه كثيراً؟!