السلع تستعيد الزخم

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٧/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
السلع تستعيد الزخم

أولي هانسن

مع اقتراب موعد انطلاق ولاية ترامب الرئاسية يوم 20 يناير، بدأت السوق بإعادة تقييم أفكارها الأولية المتعلقة بتأثير هذا اليوم على مختلف الأسواق والقطاعات. وحمل المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس المنتخب هذا الأسبوع طابعاً كلاسيكياً، حيث استمر ترامب بقضاء المزيد من الوقت في استفزاز منتقديه ووسائل الإعلام بدلاً من محاولة توضيح خططه ومساره المستقبلي. ويزيد هذا الأمر من ترجيحات أن تكون ولايته تجريبية، وفي بعض الأحيان فوضوية، اثنين من الأشياء التي ستؤدي دون أدنى شك لحدوث الكثير من التقلبات في السوق خلال الأشهر المقبلة. وشهد الدولار عمليات بيع واسعة في حين سجلت السندات انتعاشاً ملحوظاً مع تسجيل العائد الحقيقي على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات -أحد المحركات الرئيسية للذهب- لأدنى مستوىً له في شهرين. وفي حين تعيد سوق السندات تقييم أثر رئاسة ترامب، عززت لهجته الحمائية المخاوف ذات الصلة بآثار ولايته على كل من النمو والتضخم.

وساهم الدولار الضعيف بتقديم الدعم للسلع بشكل عام مع بداية العام 2017، ولكن تظهر مخططات الأداء أدناه أننا نشهد إعادة تقييم للتوقعات المستقبلية الخاصة ببعض القطاعات، ولا ينحصر الأمر بالمعادن الثمينة.

وبعد مرور أسبوعين من عمر العام الجديد، نجد أن المخاوف المتعلقة بالمعروض وسط حالة من الطلب القوي قد منحت السلع الخفيفة بدايةً رائعة للعام الجديد. وعملت هذه المخاوف بشكل خاص على تعزيز أداء كل من القهوة والسكر، في حين بدأ الكاكاو باستقطاب بعض الرغبة الشرائية بعد هبوطه إلى أدنى مستوياته خلال ما يقارب 3 سنوات. وحقق قطاع الحبوب انتعاشاً في الأداء هذا الأسبوع بعد تقرير الحكومة الأمريكية الشهري حول مستويات العرض والطلب العالمية. وأظهر التقرير قيام الحكومة الأمريكية بخفض المساحة المزروعة بالقمح الشتوي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ العام 1909 كنتيجة لاستجابة المزارعين لضعف الظروف الاقتصادية بعد مرور عام آخر من زيادة العرض وضعف حركة الأسعار. وبالإضافة إلى ذلك، حقق فول الصويا انتعاشاً ملحوظاً بعد أن أظهر التقرير انخفاضاً في العائد والمخزون. وتلقت المعادن الصناعية الدعم جراء تراجع الدولار وارتفاع أسعار المنتجين الصينيين التي تزيد من احتمالات تصدير الصين للتضخم. وحقق النحاس أداءً قوياً رغم المخاوف المتعلقة بالإمدادات من إندونيسيا (قيود التصدير)، وتشيلي (الإضراب)، ليرتفع بالسعر إلى أعلى مستوياته في شهر واحد. ومع ذلك، من المرجح أن تمثّل عمليات الشراء طويلة الأمد محركاً مع انتعاش أداء المعادن بنسبة 20% منذ مطلع شهر نوفمبر. وتستمر حالة الانتعاش التي يشهدها الذهب الذي صعد من أدنى مستوياته التي سجلها خلال شهر ديسمبر مع توفير عامل رئاسة ترامب للدعم بصورة متزايدة نظراً للشكوك التي تحيط بالمستقبل. وقام المؤتمر الصحفي الذي افتقد المضمون المطلوب وحمل طابعاً هزلياً سخيفاً خلال الأسبوع الماضي بمساعدة الذهب والفضة على تحقيق المزيد من الانتعاش. وبدأت صناديق التحوط بالفعل خفض صفقات شراء الذهب في يوليو الماضي، وبعد يوم 8 نوفمبر تحوّلت هذه الحركة إلى هزيمة. وخلال الأسبوع المنتهي بيوم 3 يناير، شهدت التوقعات الإيجابية انخفاضاً بواقع 88 % من مستوى الذروة في حين شهد إجمالي عدد عمليات البيع على المكشوف ارتفاعاً بواقع 150 % خلال الأسابيع الثمانية الماضية. وشهد تداول النفط الخام انخفاضاً ملحوظاً بعد الانتعاش الذي شهده لمدة يومين مدفوعاً بالتفاؤل حيال تنفيذ خطة تقليص الإنتاج. وبشكل عام، تتجه السوق للاستقرار ضمن نطاق محدد بينما ننتظر تأكيدات بخصوص عملية خفض الإنتاج.

رئيس استراتيجية السلع لدى «ساكسو بنك»