وزارة النقل والاتصالات شكراً

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٣١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
وزارة النقل والاتصالات شكراً

علي بن سالم الراشدي

مشاريع بكلفة المليارات من الريالات تقوم حالياً وزارة النقل والاتصالات بتنفيذها بمختلف مناطق السلطنة لاستكمال شبكة الطرق حيث تشمل حزمة واسعة من الطرق السريعة وطرق ربط بين الولايات، وباكتمال هذه المشاريع تكون السلطنة قد أنجزت شبكة من الطرق الحديثة ذات الحارات المتعددة وبأحدث مواصفات السلامة المرورية وهو ما يضعها ضمن أقوى دول العالم التي تمتلك بنية أساسية حديثة تمكنها من زيادة التبادل التجاري ومن الاستفادة من موقعها الاستراتيجي المطل على بحر عمان وبحر العرب في إطلاق تجارة الخدمات وذلك من خلال تحويلها إلى منطقة ترانزيت للتبادل التجاري بالإضافة إلى العائد الاجتماعي بربط شمل الأسر ووقف الهجرة إلى المدن والولايات فكل قرية في عمان تشق سككها شبكة طرق مضاءة.

ومن أبرز المشاريع التي تنفذها الوزارة حالياً وتعد نقلة كبيرة في الربط مع الدول المجاورة مشروع طريق الباطنة السريع والذي تم تقسيمه على عدة أجزاء وذلك لضمان سرعة الإنجاز من خلال إرساء مراحل المشروع على عدد من الشركات ويسير المشروع حالياً وفق الخطط الموضوعة له بحيث سيعمل بعد انتهائه من توفير طريق سريع بثمان حارات لخدمة مدن محافظتي جنوب وشمال الباطنة والتي تعد من أكبر المحافظات كثافة في السكان، كما سيربط السلطنة بدول مجلس التعاون الخليجي وهو ما سيسهم في زيادة التجارة البينية بين السلطنة ودول المجلس وكذلك في زيادة تجارة الخدمات والسياحة، ويعد مشروع طريق الباطنة السريع من المشاريع الكبرى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي وينفذ وفق أعلى المواصفات العالمية من حيث مراعاة شروط السلامة المرورية.
تواصل الوزارة أيضا تنفيذ مشروع طريق الشرقية السريع والذي سيوفر ربط سريع لولايات محافظتي شمال وجنوب الشرقية بمسقط وباقي المحافظات ويسير المشروع حسب الخطة الموضوعة، وكان من المتوقع اكتمال المرحلة الأولى منه مع مطلع العام الجاري لولا الصعوبات التي حدثت في الأجزاء الواقعة بمنطقة العق حيث انهار جزء من الشارع وتبذل الآن الجهود لإصلاح الأجزاء المتضررة لافتتاح هذا الجزء بأسرع وقت ممكن.
كما تنفذ الوزارة حالياً ازدواج طريق أدم ثمريت والذي يعد من المشاريع الحيوية التي ستساهم في زيادة الحركة السياحية إلى محافظة ظفار خاصة خلال فصل الخريف وستنهي باكتمال المشروع حوادث مميتة يشهدها هذا الطريق سنوياً خاصة خلال ذروة الموسم وتواصل الوزارة، أيضا إنشاء طريق سناو محوت المرحلة الأولى حيث يسير المشروع وفق البرنامج الموضوع، ويأتي المشروع ضمن مرحلة أولى ستلحقها مراحل أخرى تنتهي بربط سناو بالدقم بشارع جديد بمواصفات عالية سيلبي الحركة المتزايدة لمنطقة ميناء الدقم، وأيضا يستمر العمل في طريق ازدواج نزوى عبري وطاقة مرباط صلالة وازدواج طريق بركاء نخل وعشرات من المشاريع الأخرى تتوزع على مختلف محافظات السلطنة والتي لن نستطيع حصرها في مقال واحد.
الذي يدعو إلى الإعجاب والإشادة أن الوزارة لم تتوقف من تنفيذ مشاريعها رغم الأزمة المالية التي تشهدها البلاد نتيجة لانخفاض الإيرادات النفطية وذلك يعود إلى التخطيط السليم والسرعة الكبيرة في وضع خارطة واستراتيجية شاملة ومن وقت مبكر للاكتمال البنية الخاصة بالطرق، والمؤكد أن التخطيط الواضح والعزم والتصميم والمتابعة لها دور أساس في الإنجاز وفي سرعة إسناد كل هذه المشاريع العملاقة وفي فترة زمنية متقاربة.
نتمنى من وزارات أخرى ظلت مشاريعها حبيسة التصريحات الإعلامية ولم تر النور حتى اليوم أن تستفيد من التجربة الناجحة لوزارة النقل والاتصالات وتحديدا قطاع النقل في التخطيط وفي التنفيذ السريع للمشاريع، وهو ما ساهم في أن نشاهد اليوم بنية مكتملة من مشاريع الطرق تصل أطوالها إلى عشرات من الآلاف الكيلومترات وتعد مفخرة من مفاخر النهضة المباركة، ولا بد من كلمة شكر أن تقال، فشكرا أيها العاملون شكراً لجهودكم المقدرة وإلى الأمام.