مهرجان أكبر من منظميه!!

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٧/فبراير/٢٠١٧ ١٢:٥٩ م
مهرجان أكبر من منظميه!!

علاقتي بمهرجان مسقط عمرها طويل، وأزوره سنوياً، معتبراً أنه الصديق القديم الواجبة زيارته رغم كل الظروف والمشاغل.. وما يقال!

وأدافع عن مهرجان مسقط كما يليق بالصديق الدفاع عن صديقه، رغم كل ما فيه من عثرات وعيوب، حيث إني أرى الحسنات فيه كثيرة، وما ذلك إلا لأنها من طبيعة الأشياء، حيث الكمال لله وحده، معتبراً أن هذا الصديق يجمعنا في أمسياته مع مَن نحبه، صاحب لم نلتقِ به منذ زمن، أو ذكرى طيبة افتقدناها في قريتنا فيأتي المهرجان يذكّرنا بها.
وحيث لا علاقة مصلحة لي بالمهرجان، فأجد نفسي حراً أن أمدحه أو انتقده، وقد مدحته منذ بداياته في دورته الأولى، وما زلت وفياً لهذا الصديق الغالي، رغم ما فيه من عثرات، حيث إنني أراه أكبر من منظميه، وروح التجديد والإبداع غائبة عن المستوى الذي يليق بمهرجان يحمل اسم مسقط، وأصبح من العمر ما يجعله شاباً، حيوياً، مهما كانت المبررات أنه مهرجان تراثي، وإلا اكتفوا بالقرية التراثية.. وانتهت الحكاية!
ميزة بلدية مسقط أنها لا تسمع إلا نفسها.. أو أنها تعد المهرجان «ملكية خاصة» لا ينبغي التدخل من قِبل آخرين يملكون رؤى معاصرة تخرج بالمهرجان من اعتياديته المملة، وتقليديته التي أصابت دوراته بالتناسخ، إنما الطقس جميل، والمساء طويل، وزيارة المكان مستحبة، لـ«تغيير جو»!
الحدث فكرته رائعة، وما يقدم فيه قابل للتجديد، ومن يقول إنه اكتسب هويته بهكذا أسلوب فإنه عاجز عن الإبداع في الرؤية، فالنجاح ألا تتشابه مع الخطوة السابقة، بل تقدّم المبهر في الخطوة التالية.. ولكني وجدت «الأشياء في أماكنها»، حدّ التطابق، كأنما أمشي بنفس الطريقة العام الماضي وما قبله، ربما الفارق أن الأسعار تتصاعد، في الأطعمة والألعاب.
أشعر أن المهرجان عندما كان في حديقة القرم كان أكثر حيوية مما عليه الآن، إنما المكان في العامرات أكثر قابلية لوضع لمسات تخرج الحدث من نمطيته، وقد عبرت على إدارته/‏‏إدارة البلدية شخصيات (من معالي المهندس إلى معالي المهندس.. وبينهما سعادة المهندس) والتطوير في «الحديقتين» غير لافت، كأنما عرف الجميع الطريق جيداً وحفظوه، فبات السير فيه أيسر وأسلم، حتى الفعاليات الثقافية تناسخت.. وإن لم يحضر إلا القليل، فإن التعويل على «النيّة». وبدا واضحاً أن الأزمة المالية ضاربة بأطنابها في الحدث، فالمعارض فقيرة، واختفت أعلام الدول وهي تعرض منتجاتها الشهيرة كما كانت الساحة تشدو بفنون من هذه البلاد وتلك، أما الحرفيون العُمانيون فيعرضون بكثير من السأم بضاعتهم، محاولين كسر حاجز الصمت قدر الإمكان، لكن أحدهم عصرته الأزمة أكثر، قائلاً إن مشروعه الذي أخذ سنوات طوالاً من عمره يتعثر، حيث السيولة، وحيث سند، وحيث دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وحيث الشيكات بدون رصيد.. كل ذلك يعاني معه ومنه وبه، ولولا أن البلدية أعطتهم «العرض المجاني» لبقيت الأماكن شاغرة، وما زال بها الشاغر! نعيد سنوياً ذات الكلام، وتعيد البلدية المهرجان بذات التكرار، ويقول الناس منتقدين ما يقولون، فالمهم أن يبقى هذا الحدث، وإن بدا في بعض جوانبه، فقيراً.