18 ألف ريال في يوم ..

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ١٥/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
18 ألف ريال في يوم ..

لميس ضيف
lameesdhaif@gmail.com

"مهرجان مسقط يودع زائريه بـ90 ألف زائر في يوم واحد"..
عنوان عريض شكك فيه البعض فيما وجد فيه البعض الآخر إنجازا يستحق الثناء. وبغض النظر عن واقعية الأرقام أو تباين الآراء حول تلاقي المهرجان مع تطلعات الجماهير، فالحقيقة الثابتة هي أن المهرجان ثبت قدمه، وأصبح محفزا للسياحة الداخلية، وإن كان ما زال قاصرا عن اجتذاب سياح الخارج، كما ولا يُنكر منصف أن المهرجان يحاول تجديد نفسه ومجاراة "الآخرين" مع التمسك بالرائحة العمانية.
السؤال هو: لماذا نحصر المهرجان في أيام معدودات إن كان يشهد إقبالاً بالأرقام التي يُشير إليها القائمون عليه؟ لماذا لا تتواصل المهرجانات إن كان دخل تذاكر الدخول- فقط- يصل لـ18 ألف ريال في يوم واحد وهي حصيلة ما قد يدفعه 90 ألفا بواقع بـ200 بيسة للتذكرة الواحدة؟ ولماذا تترك الحدائق التي بُنيت بعناية، وعلى مساحات أرض شائعة، وفي مواقع مميزة دونما استثمار دائم مع وجود جمهور متعطش للبرامج العائلية والسياحية؟
نعم.. استقطاب السائح الأجنبي حلم وغاية. ولكن للسياحة المحلية ثُقلها ووزنها أيضا. لاحظوا حركة مطار مسقط الدولي عند أول إجازة "ولو كانت يوماً واحداً" ستشهدون تقاطر المواطنين على دول الجوار أو بلدان في شُقةً بعيدة لو كانوا مقتدرين طلبا للترفيه. ولا يجب التذرع هنا بالمناخ، فكثيرا ما يقصد السائح المحلي مناطق تفوق السلطنة في درجة حرارتها ولكنهم يقصدون مراكز الترفيه والألعاب المائية وحدائق الحيوان والأسواق الشعبية المنوعة، وكل ذلك طلبا للمتع العائلية التي لا ينقص عمان شيء لتقدمها لقاطنيها.
إن الكلفة والجهد اللذين يُستثمران في إدارة المهرجان أمران لا يُستهان بهما. وكحل ومخرج؛ يجب إسناد مثل هذه المهرجانات، التي تتخذ من حدائق الدولة العامة موطنا، للقطاع الخاص. ولا ضير في ترك جزء من تلك المتنزهات للمستثمرين لبناء فندق على سبيل المثال يعود ريعه لتطوير الترفيه في الموقع وهي فكرة ليست بشاذة بل تجدها في عدد من الدول.
المواقع المؤهلة موجودة. والجمهور موجود والسوق متعطش ومفتوح على مصراعيه لكل الأفكار والمبادرات، فلم الاكتفاء بمهرجان واحد ونحن نملك ما نستطيع أن ننعش به مهرجاناً كل شهر! وإن كان التنافس على السياح من الخارج على أشده، وغالبا ما تحتاج تلك المنافسة لميزانيات ضخمة لمقارعتها، فأضعف الإيمان أن نتشبث بالسياحة الداخلية وننعشها؛ عوضا عن أن نصدرها للآخرين أيضا.