ممثلة السلطنة في المجلس الاستشاري لجيل الفضاء زينب الصالحية لـ«الشبيبة»: يمكنه المساهمة وبفاعلية في التنويع الاقتصادي «الفضاء» مشاركات عالمية ومشاريع رائدة

مؤشر الاثنين ٢٠/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
ممثلة السلطنة في المجلس الاستشاري

لجيل الفضاء زينب الصالحية لـ«الشبيبة»:


يمكنه المساهمة وبفاعلية في التنويع الاقتصادي

«الفضاء» 

مشاركات عالمية ومشاريع رائدة

مسقط - حمدي عيسى عبدالله

أكدت ممثلة السلطنة في المجلس الاستشاري لجيل الفضاء لدعم برنامج الأمم المتحدة لتطبيقات الفضاء السلمية والعضوة في منظمة رائدات الفضاء الأوروبية زينب الصالحية، أن قطاع الفضاء يشكل مجالاً تجارياً جديداً يتيح للحكومات والمستثمرين ورواد الأعمال جني أرباح طائلة من المشاريع والخدمات التي تشكل منظومة هذا القطاع الذي يمكنه أن يساهم وبفعالية في تحقيق التنويع الاقتصادي الذي تستهدفه السلطنة، وما يزيد من أهمية هذا القطاع نموه المتواصل ونجاح العديد من الدول في تفعيل هذا القطاع الذي أضحى مساهماً استراتيجياً في ناتجها المحلي.

كم هائل من الفرص

وتابعت الصالحية: قطاع الفضاء يحتوي على كم هائل من الفرص تشمل تلك المرتبطة بتقنيات الإطلاق القابلة لإعادة الاستخدام، ومجموعات الأقمار الصناعية الصغيرة والمستوطنات الفضائية الخاصة والخدمات اللوجستية على سطح القمر وأنشطة التعدين في الكويكبات، ويجب أن نتقاسم مع العالم نفس الرؤية تجاه الفرص واحتساب العائد على الاستثمارات التي يولّدها قطاع الفضاء، وتأثير ذلك على تمويل مشاريع البحوث والتطوير وتقنيات الفضاء الجديدة والمبتكرة إذ إن هناك المئات من الشركات في العالم تركز على الاستثمار في القطاع الفضائي، كما يمكن الاستفادة من رجال الأعمال لتمويل المشاريع الفضائية؛ لأن منطقة الشرق الأوسط منطقة حيوية. ولا شك أن الاستقرار الذي تعيشه السلطنة وسمعتها الناصعة يمكّنان من جذب رؤوس الأموال والمستثمرين لتمويل المشاريع.

إعداد خطة لرجال الأعمال

وأضافت: في البداية يجب إعداد خطة لرجال الأعمال عن دورهم في قطاع الفضاء الذي يوفر الكثير من الفرص التجارية الواعدة، وإعداد التقديرات الأولية في السوق حول خدمات الأعمال المرتبطة بالأقمار الصناعية وبدلات الفضاء التجارية، كذلك تمويل جوائز الابتكار من القطاعين العام والخاص؛ إذ إن العالم اليوم يسعى إلى تحقيق ثلاثة توجهات رئيسية، وهي: خفض تكاليف الإطلاق، وتصغير حجم التقنيات، وتوحيد المقاييس، وكلها تهدف إلى تسهيل قطاع الفضاء ليكون في متناول الشركات الناشئة للمرة الأولى في هذا المجال. فاستثمارات الأفراد ستشكل فرصة وقوة داعمة لتطوير الفرص والمشاريع الفضائية. وأشير هنا إلى أهمية تحسين إدراك المستثمرين ورجال الأعمال للفرص التجارية الحقيقية التي يقدمها قطاع الفضاء.

نشر ثقافة الفضاء

وأشارت الصالحية إلى أن: الطريق يبدأ من الخطوة الأولى. في البداية نحتاج إلى نشر ثقافة الفضاء، فهذا القطاع هو مجال حيوي جداً ‏بإمكاننا البدء فيه من خلال فتح تخصصات جديدة وتشجيع الطلبة والباحثين للانغماس في بحوثهم في هذا المجال، فقطاع الفضاء واجهة ثقافية وحضارية للبلد، وهناك دراسات عديدة ‏أوضحت هذا الشيء، ويجب تفعيله إعلامياً، والعمل على البدء في إدراجه ضمن دراسات بيئية والدخول في عالم ‏الفضاءات الافتراضية.‏ والتعريف بأهمية قطاع الفضاء يتطلب أيضاً عقد حوارات ونقاشات حول مواضيع علوم الفضاء، وإبراز الفرص المتوفرة في السلطنة للإبداع‏ في هذا المجال، بخاصة أن قطاعات الفضاء دائماً في تطور.

يحقق نمواً متسارعاً

وأضافت: اقتصاد الفضاء العالمي يحقق نمواً متسارعاً يفوق كل التوقعات، وقد وصل حجم هذا القطاع إلى 330 بليون دولار في العام 2014. وعائدات صناعة الأقمار الصناعية، تشكل 61 % من صناعة الفضاء، ولتفسير هذا النمو السريع لهذا القطاع نحن بحاجة أولاً إلى فهم بنية أسواق صناعة الفضاء؛ إذ إن الأسواق التجارية تشكل أكثر من ثلاثة أرباع أسواق صناعة الفضاء في العالم، مدفوعة في الغالب من قِبل شركات الاتصالات العالمية. وكذلك شركات الاستشعار عن بُعد التجارية هي جزء صغير ولكنه في تنامٍ، أما المنتجات والخدمات الأخرى التجارية فإنها تشكل نحو اثنين في المئة من سوق صناعة الفضاء.

لديها كل المقومات

وأكدت أن: السلطنة لديها كل المقومات التي تمكنها من العمل على بناء قطاع الفضاء وفق خطة مدروسة وخطوات دقيقة، ليكون مساهماً فعالاً في الناتج المحلي، كما سيمكن من تحقيق التنويع الاقتصادي وتوفير فرص العمل، ولا شك أنه سيساهم وبفاعلية في تحفيز الشباب العماني على البحث في هذا المجال. وجذب المستثمرين في هذا القطاع إلى السلطنة ممكن جداً في ظل تمتع السلطنة بسمعة ناصعة في العالم، فهي موطن أمن وأمان، كما أن لدينا منظومة محفّزة للاستثمار وهي بحاجة إلى المزيد من التطوير والتحديث والتسهيل لتتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة، وعلينا أولاً أن نقتنع بالجدوى الاقتصادية للاستثمار في قطاع الفضاء ثم نقوم تدريب القوى العاملة، وهذا ما سيجعل المجال فسيحاً لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية؛ لأن العالم كله يعرف استقرار السلطنة وتمتعها بالأمن والأمان، وهي أهم العوامل التي تؤثر على قرارات المستثمرين.

تحفيز الشباب

وعن دورها في المجلس الاستشاري لجيل الفضاء ومنظمة لازورد، قالت الصالحية: اختارني المجلس الاستشاري لجيل الفضاء كممثلة للسلطنة في هذا المجلس، ودوري أن أكون قناة اتصال بين طلبة السلطنة والشبكات الفضائية المهنية، بالإضافة إلى المساهمة في التثقيف والتوعية باسم المجلس الاستشاري في السلطنة مع التدخل في قضايا الفضاء العالمية والحصول على فرصة العمل في المشاريع التي تهتم بالاستكشاف المستقبلي بالفضاء، بالإضافة إلى فرص الانضمام إلى مشاريع عالمية للتدريب على كسب المهارات القيادية.

كما تم تعييني منسقة لدى منظمة لازورد ومقرها في بلجيكا وهي تهدف إلى توفير فرص تعليمية للشباب العربي في استكشاف وتعميق فهمهم للأرض خارج نطاق الكتب الدراسية، حيث تقوم هذه المنظمة بإعطاء الفرصة للشباب العربي للحصول على تجربة في المجال العلمي مع تشجيعهم على استكشاف كوكب الأرض والفضاء وإيجاد حلول للتحديات البيئية المحلية والعالمية.

كما تعمل هذه المنظمة على إلهام الشباب الــــعربي وتحفيزهم لممارســـــة المهن المتعلقة بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والاتصال بالمجتمع العلمي وإعدادهم ليكونوا قادة في تشجيع العلوم وحماية الأرض.

‏احترام كبير وتقدير رائع للسلطنة

وعن صورة السلطنة في عيون شباب العالم، قالت زينب الصالحية: من خلال احتكاكي بشباب العالم في الاجتماعات التي أحضرها وجدت أن الكل ينظر إلى الشعب العماني باحترام كبير وتقدير رائع للسلطنة ومواقف حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- التي أبهرت العالم، مختتمة حديثها: من النقاط التي يجب أن نركز عليها في الترويج للسلطنة هي إبهار العالم بالأفكار الجديدة البناءة، وتشجيع المجتمع العماني على توسيع حدود أفكاره.

زينب الصالحية، طالبة هندسة مدنية في كلية كالدونيان الهندسية، وهي عضوة في الجمعية الجيولوجية العمانية، وممثلة السلطنة في المجلس الاستشاري لجيل الفضاء لدعم برنامج الأمم المتحدة لتطبيقات الفضاء السلمية، وعضوة في منظمة رائدات الفضاء الأوروبية. شاركت في العديد من المؤتمرات والعمل الميداني والأبحاث في مجال الجيولوجيا والفلك والفضاء، وقامت بالعديد من البرامج التدريبية في مجال الاستشعار عن بُعد والأرصاد الجوية والأنظمة الجغرافية ومراقبة الأرض. تعمل الآن على إنجاز عدة مشاريع منها: بحث «الثلوج والفيضانات وتأثيرها على الأسفلت»، وستقدمه في المؤتمر الـ102 الدولي حول الهندسة المدنية والبيئة في تورونتو بكندا، وستتنافس به على جائزة أفضل ورقة عمل خلال هذا الحدث العالمي. كما تعمل أيضاً على تأليف كتاب يحمل تجربة في الكتابة القصيرة في سيرة مرحلة الشباب، تغلب عليها عناصر العـــفوية مع الاستدلال والمراجعة العلمــــية لأكــــثر الأحداث تأثيراً عليهم، كما أنجزت زينب أيضاً عدة مشاريع منها مشروع «طب الفضاء والطيران»، والمتمثل في رعاية الشباب العمانيين في العمل على بحوث ومشاريع تتعلق بدراسة المتغيّرات الفسيولوجية والنفسية على الجسم البشري أثناء الطيران في الفضاء بعد الخروج من الغلاف الجوي للأرض ودراسة تأثير التغيّرات في خصائص الغلاف الجوي على الجسم البشري، حيث يدرس ظروف العمل المهنية للعاملين المختصين بالطيران للحفاظ على صحـــــتهم والـــرفع من قدرتهم على العمل تأمـــــين سلامة الطيران، فحوالي 50% من كوارث الطيران سببها الطيار، لهذا يـــــهتم طب الطيران بدراسة أســــباب كوارث الطيران المتعلقة بالوضـــــع الصـــــحي والاستعداد المهني والأخـــــطاء المرتكبة لطاقم الطائرة أثناء الطيران، وتأهيل أطباء الطيران لحل المشاكل التي تواجه المسافرين وتقديم التأمين الطبي للطيران.