المشروع التوعوي العام.. شراكة مجتمعية نحو بيئة آمنة ومستدامة

بلادنا السبت ٠٢/أبريل/٢٠٢٢ ١٤:٠٩ م
المشروع التوعوي العام.. شراكة مجتمعية نحو بيئة آمنة ومستدامة

مسقط- الشبيبة 

لا يقتصر دور المؤسسات على تقديم الخدمات وتسييير المعاملات، أو تنفيذ المشاريع الإنمائية والتطويرية، بل كان ولايزال الدور الأول المنوط بأي مؤسسة هو تقديم المعلومة ورفع مستوى الوعي المجتمعي بالاختصاصات والأدوار والصلاحيات التي تمارسها تلك المؤسسات، كما إن التفاعل مع آراء الأفراد والإستجابة لهم هي من أبجديات عمل أي مؤسسة خدمية، شأنه بذلك شأن المشاركة المجتمعية المطلوب على كافة المؤسسات تقديمها وفق مستويات ثلاث : تصدير وإتاحة المعلومات، التشاور والتفاعل، اتخاذ القرارات.

وانسجامًا مع هذا النموذج في المشاركة والتفاعل فقد عملت بلدية مسقط على تخطيط برامجها التوعوية، لتتخاطب مع أفراد المجتمع وفق الأدوات المناسبة، بهدف إيجاد شراكة فاعلة من شأنها الارتقاء بالمشاريع والبرامج وتحقيق تكاتف مجتمعي تجاه المحافظة على البيئة وتنمية مواردها، وهذي المنطلقات التي إنطلق منها "المشروع التوعوي العام" الذي تشرف على تنفيذه دائرة الشراكة المجتمعية بإدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط بالتعاون مع مديرياتها الخدمية في محافظة مسقط.

 

 

 

المشروع التوعوي العام:

عملًا على التنسيق والتعاون مع المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والجمعيات؛ لوضع منهجية تقوم على تعزيز الأدوار في نشر الوعي البيئي والممارسات البيئية السليمة، والعمل بروح الفريق الواحد؛ للوصول للهدف المنشود الذي يضمن تحقيق التنمية المستدامة؛ من خلال البرامج والحملات ذات الشأن المشترك- وذلك في إطار الأنظمة والتشريعات المعمول بها- فقد جاءت فكرة المشروع التوعوي العام والذي هو عبارة عن تخطيط عدد من البرامج التي يتم تنفيذها مع مختلف وحدات البلدية الداخلية، وكذلك مع مؤسسات المجتمع المدني الحكومية والخاصة، وكذلك مؤسسات التعليم العالي؛ وذلك لأجل تفعيل مبدأ الشراكة وتنفيذ تلك البرامج على شكل أنشطة توعوية سواءً كمحاضرات أو ورش عامة، وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى من جميع الإمكانات البشرية والمادية المتاحة لتوصيل الرسائل التوعوية.

" ويتكون المشروع التوعوي العام من ثلاثة برامج وهي: "برنامج تكامل" ، "برنامج الشراكة المجتمعية" و"برنامج الشراكة الأكاديمية" وقد بنيت هذه البرامج من منطلق الحاجة لأيجاد شراكة مع كافة شرائح المجتمع.

الشراكة تسهل التوعية:

تحدث فهد بن عبدالله العزري، رئيس قسم البرامج التوعوية بإدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط وقال: "يأتي المشروع التوعوي العام لنشر المعرفة ورفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وترسيخ الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية؛ للمحافظة عليها وتحسينها لدى مختلف شرائح المجتمع، وكذلك لتحسين الثقافة بأهمية دور كل فرد في المجتمع كمشارك في حماية البيئة ومنع التلوث عنها، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، ومنع أو الحد من تلوثها والتصدي للظواهر السلبية التي تحول دون الإرتقاء بجودة الحياة، لذلك تولي بلدية مسقط اهتماماً كبيراً بالحملات والبرامج التوعوية التي تستهدف نشر التوعية بقضايا البيئة بين الجمهور بمختلف الفئات العمرية، 

إذ أن تحقيق الوعي البيئي ليس بالأمر السهل، إلا أن عمل الشراكة مع مختلف الجهات تنتج جهودا مكثفة وتسهل جهود التوعية.

 

 

برنامج تكامل:

وحول برنامج تكامل" فقد تحدث العزري : ينفذ "برنامج تكامل" بعمل حملات توعية ميدانية بهدف نشر الوعي البيئي والصحي؛ للحد من الظواهر السلبية المتعلقة بالعمل البلدي في محافظة مسقط بالشراكة مع وحدات البلدية المختلفة، وذلك من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة التوعوية في مجالات العمل البلدي الصحية والفنية والتفتيش الحضري والقانونية. حيث يقوم القائمون على البرنامج برصد الظواهر السلبية المتعلقة بالعمل البلدي وإعداد محتوياتها العلمية، ووضع الأساليب والطرق الممكنة لمعالجتها، باستخدام أحدث الوسائل والأدوات في إيصال المعلومة للمُتَلقي، إلى جانب توحيد الإجراءات التي تقوم بها مديريات ووحدات البلدية مع الرسالة التوعوية، واقامة ورش عمل تعنى بالظواهر وأسبابها وطرق معالجتها.

أنشطة البرنامج:

تتنوع المواضيع التي يركز عليها "برنامج تكامل" فهي ما بين مجالات فنية،صحية من جانب، وما يتثل بها في جانب التفتيش الحضري والمتابعة القانونية، فمن حيث المجالات المتعلقة بالقطاع الفني، فهو بمثابة تركيز على اختيار نشاط توعوي من شأنه أن يعنى بمعالجة الظواهر السلبية التي تعتبر أحد أهم تحديات العمل البلدي؛ كظواهر التفتيش الفني والطرق والإنارة والعنونة و الصيانة.

بينما يختص الجانب الصحي بمعالجة الظواهر السلبية التي يعاني منها العمل البلدي في الجانب الصحي كظواهر النظافة وظواهر التفتيش ومراقبة الأغذية وظواهر مكافحة الآفات والقوارض. ويركز مجال التفتيش الحضري على التطرق توعويًا إلى ظواهر متعددة كظاهرة وقوف الشاحنات في الأماكن العامة وظاهرة رمي مخلفات البناء في الأودية والساحات.

اما من حيث مجال المتابعة القانونية فهو عبارة عن اختيار نشاط توعوي من شأنه أن يعمل على رفع سقف التوعية بأهم الأوامر المحلية والجزاءات البلدية الخاصة بالظواهر السلبية التي تمارس في العمل البلدي".

الشراكة المجتمعية والشراكة الأكاديمية:

من جانب آخر فقد قالت رجا بنت سالم العامرية، رئيسة قسم التخطيط والتقويم التوعوي ببلدية مسقط: يأتي ضمن برامج المشروع التوعوي العام، "برنامج الشراكة المجتمعية" هو برنامج يسعى إلى الشراكة مع جميع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة والتي تتمثل في الجهات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والفرق التطوعية وجمعيات المرأة العمانية، حيث يهدف هذا البرنامج إلى الاستفادة من مؤسسات المجتمع في تبني وتقديم أنشطة مختلفة بالتعاون مع الدائرة للمساهمة في الحد من الظواهر السلبية المتعلقة بالعمل البلدي. 

أما بالنسبة لبرنامج الشراكة الأكاديمية: فهو يسعى هذا البرنامج للشراكة مع مؤسسات التعليم العالي وذلك للاستفادة من الطلاب والأنشطة الجامعية في تعزيز العمل التوعوي وتقديم برامج مختلفة تسهم في تنوع تقديم الرسالة التوعوية بما يتناسب مع الفئات المختلفة بالمجتمع، كما سيكون هناك أوجه تعاون بين إدارة الإعلام والتوعية ببلدية مسقط ومؤسسات التعليم العالي فيما يختص بمشاريع التخرج بالعمل على إدراج مواضيع خاصة بالظواهر السلبية المتعلقة بالعمل البلدي بمشاريع التخرج، كما يمكن الإستفادة من الأنشطة الطلابية، إضافة إلى فتح المجال للتدريب بإتاحة فرص التدريب للطلبة بما يخدم مجالات العمل بالإدارة".

 

حماية البيئة ثقافة وأسلوب حياة:

واختتمت العامرية بقولها "إن غرس الشعور بالإنتماء الصادق للبيئة في النفوس، والحث على إدراك عمق العلاقة الإيجابية بين الإنسان والبيئة بما فيها من كائناتٍ ومكونات كفيل بتوفير الدافع الفردي والجماعي لتعَرّف كل ما من شأنه الحفاظ على البيئة، وعدم تعريضها لأي خطر يمكن أن يُهددها أو يُلحق الضرر بمحتوياتها. كما أنّ الوعي البيئي يشتمل على غرس قيم إحترام الإنسان للبيئة، من خلال جعلها ممارسات روتينيّة يوميّة من قبل الوالدين والأهل، والمدرسة، والجامعة والثّقافة المجتمعيّة ككل، لتترسّخ في عقول الأجيال النّاشئة وتكون جزءًا من ثقافتهم وأسلوب حياتهم.

 

يذكر بأن دائرة الشراكة المجتمعية قد بدأت فعليا في إطلاق برامج المشروع التوعوي العام، من خلال تنفيذ محاضرات توعوية حول الطرق المثلى لمكافحة الآفات بالتعاون مع المديريات الخدمية ، وذلك ضمن أنشطة برنامج تكامل، إلى جانب تنفيذ برنامج الشراكة الأكاديمية وتخصيص ركن توعوي في جامعة السلطان قابوس.

كما دشنت الدائرة التعاون مع دائرة الوعظ بوزارة الأوقاف بتخصيص محور متخصص بالتوعية بالظواهر السلبية المتعلقة بالعمل البلدي ضمن سلسلة المحاضرات المجدولة في خطة الوعظ بالوزارة من خلال استهداف الوافدين غير الناطقين باللغة العربية..

علما بأن هذا النشاط يأتي ضمن "برنامج شراكة مجتمعية" وهو أحد برامج المشروع التوعوي العام".

ختاما تعمل بلدية مسقط نحو تحقيق الاستدامة البيئية في إطار تشريعي وتنظيمي، يساعد في المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية، وتحظر أية سلوكيات قد تشكل خطراً عليها، وتؤكد البلدية على أن حماية البيئة مسؤولية مجتمعية يجب على الكل أن يشارك فيها، لكون الجميع مستفيد في تقاسم مواردها.