استشراف المستقبل

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٢٦/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
استشراف المستقبل

علي خالد
ali@marketingleader.com

في ظل تحديات العولمة السياسية والاقتصادية أصبحت المؤسسات بحاجة ماسة إلى استراتيجيات وسيناريوهات واضحة والعمل على بناء القدرات الاستباقية والجاهزية لاستشراف المستقبل، والعمل المبكر على وضع تصور للتحديات المؤسسية المستقبلية وتحليلها ومعالجتها بخطط عملية استباقية وبحلول مهنية قابلة للتطبيق. وفي الوقت نفسه العمل على الاستفادة من الفرص المستقبلية وتحقيق إنجازات نوعية من الآن تمكن الأجيال الحالية والمستقبلية من الاستفادة من هذه الفرص.

ولاستشراف المستقبل بطريقة علمية علينا توظيف المراحل الزمنية الثلاث للمستقبل. أولاً: استشراف المستقبل القريب وهو المستقبل الذي يمتد من سنة إلى خمس سنوات، ثانياً: المستقبل المتوسط وهو الفترة الزمنية التي تمتد لعشر سنوات، وثالثاً: استشراف المستقبل البعيد وهو المستقبل الذي يمتد لأكثر من عشر سنوات.

ولاستشراف المستقبل علينا العمل على التطوير المؤسسي وبناء القدرات المؤسسية في الجوانب الستة الآتية:

1. دراسة الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي من حولك، ووضع حلول عملية قابلة للتطبيق للتغيرات الاقتصادية والسياسية التي من الممكن أن تحصل من حولك، والعمل على تطوير أسواق إقليمية وعالمية لمنتجاتك وخدماتك تساعدك على تجنب المخاطر الاقتصادية والسياسية التي قد تطرأ في أسواقك المحلية.

2. تطوير الخدمات والمنتجات بناء على التوجهات المستقبلية لهذه الخدمات والمنتجات والتغيرات التي ستطرأ عليها في المستقبل القريب والبعيد. حيث سيشهد العالم تغيرات كثيرة منها: طرق استخدام المنتجات، وحاجة المستهلك لهذه المنتجات أو الخدمات، وقوة المنافسة على الأسواق المحلية والعالمية، وتوفر منتجات بديلة بأسعار ومزايا تنافسية.
3. سياسة التدريب والتطوير، فالتحولات المستقبلية المؤسسية تحتاج إلى مهارات مهنية مواكبة للتغيرات التي تحصل من حولنا. والتدريب هو أحد الأدوات المساعدة والضرورية لتطوير مهارات العاملين بالمؤسسة وبناء القدرات المهنية المساعدة على استشراف المستقبل والتغلب على التحديات وتوظيف الفرص المستقبلية لصالحك.
4. بناء تصور واضح للسنوات العشر المقبلة عن تكلفة العمليات التشغيلية والعائد الاستثماري من كل خط إنتاج أو استثمار في المؤسسة قائم حالياً أو سيكون خلال السنوات العشر المقبلة. وبناءً على النتائج والقراءة المالية المستقبلية التي حصلت عليها، عليك العمل على تطوير مؤسستك لتواكب هذه التغيرات المالية، وبناء موارد مالية تمكن مؤسستك على تغطية هذه المصاريف التشغيلية وتحقيق الأرباح المطلوبة. وأول خطوة عملية لاستشراف المستقبل هي تطوير الأنظمة المحاسبية والمالية لمؤسستك.
5. تطوير إمكانيات مؤسستك فيما يخص تقنية المعلومات من أنظمة ذكية وإنترنت الأشياء والاتصالات، وفي الوقت نفسه بناء أنظمة أمن المعلومات للحفاظ على سلامة أنظمتك التشغيلية من محاولات الاختراق.

6. توفير بيئة إيجابية للعمل ومحفزة للإنتاجية وتوفير أدوات محركة للتنافسية لدى العاملين في مؤسستك.

ولبناء ثقافة استشراف المستقبل في مؤسستنا علينا تعزيز ثقافة استشراف المستقبل وذلك من خلال الخطط العملية للسنوات العشر المقبلة وقياس وتحليل النتائج بشكل مستمر وعمل التصحيحات المطلوبة بشكل فوري لتحقيق المستقبل المطلوب.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا، هل استشراف المستقبل ضرورة أم ترف استراتيجي للمؤسسات؟ والجواب اتركه لكم.